"السترات الصفراء" تُخيم على أجواء أوروبا
المظاهرات التي بدأت في العاصمة الفرنسية باريس في 17 نوفمبر، انتقلت إلى عواصم أوروبية أخرى وتسعى للانتشار عبر دول القارة.
بعد أكثر من أسبوعين على بدء مظاهرات حركة السترات الصفراء في فرنسا، انتقلت عدوى تلك الاحتجاجات المتواصلة إلى بلجيكا وهولندا وتسعى للتمدد في دول أوروبية أخرى مثل ألمانيا وبريطانيا.
المظاهرات التي بدأت في العاصمة الفرنسية باريس في 17 نوفمبر/تشرين الثاني، احتجاجا على فرض زيادة على رسوم الوقود، وارتفاع تكاليف المعيشة، تحولت من مظاهرات سلمية إلى تخريبية واستدعت تدخل نحو 5 آلاف عنصر أمن لاحتواء تلك الأعمال في باريس وحدها.
وبموجب قانون فرنسي عام 2008 يتوجب على جميع قائدي السيارات حمل سترات صفراء مميزة، وارتدائها عند خروج السيارة عن الطريق في حالة الطوارئ.
وتوجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مباشرة إلى قوس النصر بعد عودته لباريس، الأحد، قادما من الأرجنتين، ليتفقد الأضرار التي لحقت بالمعلم الشهير خلال أحداث الشغب أمس السبت.
وأظهرت لقطات تلفزيونية الجزء الداخلي من القوس حيث تحطم جزء من تمثال ماريان، وهو رمز للجمهورية الفرنسية، كما كتب المحتجون على القوس شعارات مناهضة للرأسمالية ومطالب اجتماعية.
ومع تصاعد أعمال العنف والتخريب التي تصاحب هذه المظاهرات، أعلن وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير، الأحد، أن بلاده مستعدة لدراسة الإجراءات كافة، بما في ذلك فرض حالة الطوارئ بالبلاد.
نقابة الشرطة الفرنسية "أليانس" طالبت السلطات بفرض حالة الطوارئ بالبلاد، وكذلك تدخل الجيش لحماية المؤسسات.
وبحسب وسائل إعلام فرنسية فإن مظاهرات السترات الصفراء اجتاحت أغلب المدن الفرنسية ولا تزال تطالب بالتراجع عن قرار زيادة الرسوم الضريبية على أسعار الوقود وتحسن مستوى المعيشة.
ورصدت عدسات وكالات الأنباء العالمية مشاهد العنف والتخريب من قبل المحتجين، وتصدي قوات الأمن لهم بقنابل الغاز المسيّل للدموع ومدافع المياه.
وأصيب العشرات من بينهم عناصر الشرطة الفرنسية التي اعتقلت المئات من المتظاهرين، وسط مخاوف من تسلل مجموعات تنتمي لأقصى اليمين وأقصى اليسار إلى حركة "السترات الصفراء".
وفي بلجيكا، انتقلت عدوى السترات الصفراء من باريس إلى العاصمة بروكسل حيث اعتقلت السلطات نحو 60 متظاهرا من أنصار الحركة، الذين نزلوا إلى الشوارع في احتجاجات بدون ترخيص ضد سياسات الحكومة.
وذكرت وسائل إعلام بلجيكية أن الشرطة المحلية في فارانبارك حاصرت المحتجين الذين رشقوا أفراد الشرطة بأشياء وجدوها في الشوارع؛ ما تسبب في رد الشرطة برش المياه على المتظاهرين وبعدها تم اعتقالهم.
وفي هولندا تجمع متظاهرون في شوارع عدة من المدن، على رأسها لاهاي، ونيميجن، وماستريخت، وألكمار، ويوفاردن إن جرونينجنو، استجابة للدعوات التي تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي للاحتجاج على سياسات الحكومة.
وتداولت وسائل إعلام محلية في هولندا أنباء تفيد توقيف الشرطة متظاهرين اثنين في مدينة لاهاي، وثالثا كان يقود مظاهرة في مدينة ماستريخت، جنوبي البلاد.
ونقلت وسائل إعلام أوروبية عن أحد المتظاهرين قوله: إن "السترات الصفراء كانت بداية لشيء أكبر من ذلك بكثير، ونريد لهذه الحركة أن تنتشر، لقد بدأت في فرنسا، ونريدها أن تستمر في ألمانيا وهولندا عبر أوروبا حتى إلى بريطانيا".
aXA6IDE4LjIyNy4xMTQuMjE4IA== جزيرة ام اند امز