«الزبائنية السياسية».. تحقيق بعلاقة «مشبوهة» بين الإخوان و«فرنسا الأبية»
"الزبائنية السياسية" والتغلغل داخل المؤسسات، هما محور تحقيق برلماني في علاقة حزب "فرنسا الأبية" والإخوان.
وتواصل لجنة تحقيق شكلتها الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان) أعمالها للكشف عن روابط الحزب والشبكات الإخوانية في البلد الأوروبي.
وتسعى اللجنة إلى تحديد ما إذا كانت هناك علاقات تواطؤ أو دعم سياسي بين بعض نواب حزب "فرنسا الأبية" وشبكات مرتبطة بالإسلام السياسي، بما في ذلك دوائر قريبة من جماعة الإخوان.
واللجنة، التي أثارت منذ تأسيسها جدلًا سياسيًا واسعًا، استمعت الثلاثاء إلى شخصيات أمنية ودينية بارزة، فيما يترقب المشهد السياسي نتائج قد تكون حساسة وغير مسبوقة.
وتتواصل أعمال اللجنة بشأن ممثلي حركات سياسية ومنظمات وشبكات يشتبه بدعمها لأعمال إرهابية أو ترويجها لأيديولوجيا الإسلام السياسي، بحسب شبكة "سي نيوز" الفرنسية.
واستمع البرلمانيون إلى نيكولا روش الأمين العام للدفاع والأمن الوطني في فرنسا، وغالب بن شيخ، رئيس "مؤسسة الإسلام في فرنسا".
والأمانة العامة للدفاع والأمن الوطني، هي هيئة حكومية مشتركة بين الوزارات، تعمل تحت سلطة رئيس الوزراء الفرنسي.
وكان محور المناقشات دعم بعض المسؤولين المنتخبين لمنظمات إرهابية أو مروجة لأيديولوجيا الإسلام السياسي، ومشاركتهم في فعاليات مرتبطة بهذه التنظيمات، إضافة إلى مسألة "الزبائنية السياسية" وخطر التغلغل داخل المؤسسات، وسيكون أمام البرلمانيين مهلة حتى 24 ديسمبر/كانون الأول لإنهاء عمل اللجنة.
والزبائنية السياسية هي مصطلح يشير إلى "علاقة قائمة على المحسوبية والمصلحة المتبادلة بين الرعاة (سياسيون أو أحزاب) والعملاء (أفراد أو جماعات)".
وفي تلك "العلاقة المشبوهة" يقدم الرعاة خدمات ومنافع شخصية مقابل دعم سياسي، مثل الأصوات الانتخابية.
وهذا النظام يعرقل المؤسسات الديمقراطية ويقوض سيادة القانون والمنافسة والمساواة، وغالباً ما يرتبط بالفساد الإداري والسياسي.
وبرر لوران فوكييه، رئيس "كتلة الجمهوريين" في الجمعية الوطنية وصاحب مبادرة إنشاء اللجنة، هذه الخطوة بوجود "مجموعة من المؤشرات تُظهر روابط تساهل ودعم بين مسؤولين منتخبين في الجمهورية، أغلبهم من حزب فرنسا الأبية، وشبكات الإسلام السياسي، بل حتى شبكات إرهابية".
وذكر على سبيل المثال توقيع نواب من "فرنسا الأبية" على دعوة للمشاركة في مسيرة ضد "الإسلاموفوبيا" نظّمها "التجمع ضد الإسلاموفوبيا في فرنسا"، وهو تنظيم مرتبط بدوائر مقرّبة من جماعة الإخوان، إضافة إلى منح الحزب ترشيحًا في الانتخابات التشريعية لقيادي سابق في "شباب المسلمين في فرنسا".
مسار معقد
وكان مسار هذه اللجنة، منذ اقتراح إنشائها وحتى بدء عملها الفعلي، معقدًا؛ ففي 3 يونيو/حزيران الماضي، رفضت لجنة القوانين في الجمعية الوطنية مقترح تشكيل اللجنة لأول مرة، بسبب ورود اسم حزب "فرنسا الأبية" سبع مرات في مذكرة التبرير.
وتمت الموافقة لاحقًا بعد استبدال هذه الإشارات بصيغ أكثر عمومية. كما شهد تعيين الرئيس والمقرر مفاوضات سياسية لمنع النائب إيميريك كارون من تولّي رئاسة اللجنة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTY5IA== جزيرة ام اند امز