زيارة محمد بن زايد لفرنسا.. تتويج عقود من علاقات "عميقة"
ترتبط فرنسا ودولة الإمارات بعلاقات وثيقة، ضاربة في جذور التاريخ، يعززها التواصل الدائم بين قيادات البلدين، والتعاون المشترك بجميع المجالات.
وتتوج العلاقات الثنائية، بين باريس وأبوظبي، زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، الحالية إلى فرنسا، التي تكتسي أهمية خاصة، في الولاية الثانية للرئيس إيمانويل ماكرون، ودفعة جديدة في التعاون الاستراتيجي بين البلدين.
علاقات عميقة وممتدة
ما يجمع دولة الإمارات وفرنسا، هو علاقة صداقة طويلة الأمد وتعاون استراتيجي في مختلف المجالات، عززتها قيادتا البلدين بجهودهما المتواصلة خلال السنوات الأخيرة لتعزيز العلاقات الثنائية، بما يحقق مصالح شعبيهما.
وشهدت العلاقات دفعة قوية بإعلان وفد دولة الإمارات وفرنسا، عام 2020، خلال الحوار الاستراتيجي الإماراتي-الفرنسي السنوي، عن خارطة الطريق للعقد القادم 2020-2030، من خلال تحديد الطموحات والمبادرات المشتركة، لا سيما في القطاعات الرئيسية للتعاون الثنائي، وخاصة الاقتصاد والتجارة والاستثمار، والنفط والغاز والطاقة النووية والمتجددة والتعليم والثقافة والصحة والفضاء والأمن.
وتشترك الإمارات وفرنسا في العمل على تعزيز روح التعاون الدولي والسعي لتحقيق الاستقرار والأمن والازدهار في جميع أنحاء العالم، والسعي المشترك إلى دفع عمليات السلام، للمساهمة في تعزيز الاستقرار الإقليمي والدولي.
حين أعلن عن وفاة رئيس البلاد الراحل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، في مايو/ أيار الماضي، كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، سباقا إلى تقديم التعازي، لرئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في أبوظبي، ومغردا باللغة العربية على موقع "تويتر"، بالمواساة، في تعبير شديد عن عمق علاقات البلدين.
وكان الرئيس الفرنسي أول الواصلين من قادة العالم إلى دولة الإمارات، لتقديم العزاء في رحيل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان؛ وعقد جلسة مباحثات مغلقة مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، تناولت علاقات البلدين.
وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي 2021 استقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ماكرون، في معرض "إكسبو 2020 دبي"، في زيارة شهدت مباحثات بناءة حول علاقات البلدين، وعرفت توقيع 13 اتفاقية في العديد من المجالات.
قبل ذلك وفي سبتمبر/ أيلول 2021، حلّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ضيفا على فرنسا، في زيارة عرفت زخما كبيرا، واحتفاء منقطع النظير من الرئيس الفرنسي، ظهر في الحفاوة البالغة في الصور الرسمية للقاء، والتي عكست علاقات قوية وراسخة بين الإمارات وفرنسا وقادة البلدين.
حينها عقد الجانبان جلسة مباحثات، بحثا خلالها القضايا الإقليمية والدولية، وأكدا على أهمية دفع الجهود باتجاه ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة بالحلول الدبلوماسية والحوار الفاعل.
كما أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وإيمانويل ماكرون خلال اللقاء، التزامهما بمكافحة الإرهاب، وفق بيان للرئاسة الفرنسية.
تلك الزيارة سبقتها زيارة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى دولة الإمارات العربية المتحدة يومي 8 و9 نوفمبر/تشرين الثاني 2017 بمناسبة افتتاح متحف اللوفر أبوظبي.
وشهدت زيارة ماكرون للإمارات إطلاق عدد من المشاريع وتوقيع العديد من الاتفاقيات تعزيزا لعلاقات التعاون والشراكة بين البلدين في مختلف المجالات وبما يخدم مصالح الشعبين الصديقين.
زيارة ماكرون جاءت بعد نحو 5 شهور من الزيارة التي قام بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لباريس في يونيو/حزيران من العام نفسه (2017) ومباحثاته مع ماكرون.
كما أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان زيارة لفرنسا في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، صدر في ختامها بيان مشترك أصدرته الدولتان جددت فيه دولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية الفرنسية التزامهما بتعزيز شراكتهما الاستراتيجية ورغبتهما في خلق مناخ مزدهر ومستقر ومواصلة المشاورات بينهما.
وخلال الزيارة، أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن دولة الإمارات، وفرنسا، شريكتان في الحرب على التطرف والإرهاب ودعم قيم التسامح وتعزيز الحوار والتفاعل والتعايش بين الشعوب والحضارات والثقافات ونبذ التعصب والكراهية والعمل من أجل السلام والاستقرار والتنمية في منطقة الشرق الأوسط والعالم.
علاقات شاملة
وتتميز العلاقات بين دولة الإمارات وفرنسا بأنها علاقات شاملة لا تتوقف عند حد التنسيق السياسي والدبلوماسي فقط وإنما تمتد إلى المجالات الاقتصادية والأمنية والثقافية والعلمية والحضارية وهو ما يعبر عن نفسه في الكثير من المظاهر مثل جامعة السوربون - أبوظبي ومتحف اللوفر- أبوظبي والتعاون بين البلدين من أجل حماية التراث الثقافي في مناطق النزاعات.
ويعزز الشراكة الاستراتيجية بين الإمارات وفرنسا، توافر الإرادة المشتركة لدى قيادتي الدولتين للمضي قدما بالعلاقات نحو آفاق جديدة، إضافة إلى وجود قناعة مشتركة وإدراك متبادل لأهمية هذه العلاقات، وهو ما يظهر في حرص البلدين على المشاورات والحوارات المستمرة حول القضايا الإقليمية والعالمية نظرا للمواقف المتوازنة والمعتدلة التي تتبناها الدولتان إزاء قضايا الشرق الأوسط والتي تجعل منهما أطرافا مهما في تحقيق السلام والأمن والاستقرار في المنطقة.
و يعزز تلك العلاقات توافق الرؤى بين البلدين في العديد من الملفات أبرزها مواجهة الإرهاب والتصدي للفكر المتطرف الذي يقف وراءه من منطلق إدراكهما لخطورة الإرهاب على أمن واستقرار المنطقة والعالم.
aXA6IDMuMTUuMjM5LjUwIA== جزيرة ام اند امز