هلال الإمارات يسعف زوّار «موسم البلدة» في حضرموت.. خدمات طبية مجانية

يشهد موسم "البلدة" في مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت اليمنية، حضورًا ميدانيًا مكثفًا لفرق الهلال الأحمر الإماراتي، التي ترابط على امتداد الشواطئ لتقديم خدمات إسعافية وطبية مجانية، بالتنسيق مع قوات خفر السواحل.
يأتي ذلك لضمان سلامة الآلاف من الزوار الذين يتوافدون سنويًا للاستفادة من الظاهرة الطبيعية الفريدة المرتبطة بانخفاض درجات حرارة مياه البحر.
وينتشر طاقم الهلال الأحمر الإماراتي في مختلف مناطق المدينة الساحلية، لتقديم الإسعافات الأولية للحالات الطارئة، فيما تعمل فرق إنقاذ إلى جانب خفر السواحل اليمني لتأمين الشواطئ والتدخل السريع في حالات الغرق، وسط استعدادات أمنية وصحية مسبقة انطلقت قبل بداية الموسم بأسابيع، وفق ما أكده مسؤولون محليون.
وقال الرائد عبدالله باسلوم، ركن التوجيه المعنوي بقوات خفر السواحل في حضرموت، إن الهلال الأحمر الإماراتي دعم الخفر بثلاث سيارات إسعاف مجهزة بالكامل، مخصّصة للاستجابة الفورية لحالات الغرق، مشيرًا إلى أن هناك خطة أمنية متكاملة نُفذت بالتنسيق مع الجهات المعنية، وعلى رأسها الهلال الأحمر الإماراتي، لتأمين الزائرين والتعامل مع أي طارئ صحي أو إنساني.
وأضاف باسلوم أن قوة الإنقاذ تم تزويدها بكافة المستلزمات الضرورية، إلى جانب تنفيذ حملات توعية مكثفة استهدفت المدارس، ونشر لوحات إرشادية تحدد أماكن الاغتسال المسموح بها، معربًا عن امتنانه للدعم المستمر الذي تقدمه دولة الإمارات العربية المتحدة وقوات التحالف العربي، قائلًا: "لا ننسى من وقفوا معنا من البداية، من تحرير المكلا إلى إسعاف الغرقى اليوم".
وتزامنًا مع انطلاق موسم "البلدة" الذي يُعد ظاهرة فلكية سنوية، أطلق الهلال الأحمر الإماراتي فعاليات ميدانية منذ منتصف يوليو الجاري، تضمنت دورات تدريبية في الإسعافات الأولية، وتوزيع العيادات المتنقلة على سواحل المكلا، لتوفير الرعاية الطبية الفورية للمصطافين والمتنزهين.
وأكد سعيد باقحوم، نائب مسؤول العيادات المتنقلة لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، أن الفرق الطبية الميدانية تنتشر في عدد من السواحل، من بينها ساحل شحير وساحل المكلا، مشيرًا إلى أن الفرق تضم طاقمًا متكاملًا من أطباء وممرضين وفريق إسعافي، إضافة إلى طاقم نسائي، لتقديم الرعاية الصحية الأولية ونقل الحالات الخطرة إلى المستشفيات.
بدورها، أوضحت المتطوعة صفية باشراحيل، العاملة ضمن العيادة المتنقلة، أن أغلب الحالات التي تستقبلها العيادات تتمثل في فحوصات عامة وقياسات ضغط وسكر، إضافة إلى حالات غرق تم التعامل معها عبر أجهزة الأوكسجين والتنفس الاصطناعي، مؤكدة أن التجهيزات الطبية المتوفرة ساعدت الطواقم على إنقاذ الأرواح وتقديم خدمة صحية مجانية عالية المستوى.
ويُعرف موسم "البلدة" بتوافد آلاف الزائرين إلى سواحل حضرموت، تزامنًا مع انخفاض درجات حرارة مياه البحر إلى نحو 13 درجة مئوية، بفعل تيارات مائية قادمة من القطب الجنوبي، مما يجعل السباحة خلال هذه الفترة علاجًا طبيعيًا وموسمًا شعبيًا فريدًا من نوعه في اليمن.