صحف فرنسية: الجزائريون انتصروا في معركة لكن الحرب مستمرة
الصحف الفرنسية تؤكد أن دور الجيش سيكون حاسما في الأسابيع المقبلة وعليه تنصيب نفسه ضامنا للتغيير كي يحقق الجزائريون طموحاتهم
سيطرت استقالة الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة على موضوعات الصحف الفرنسية الصادرة، اليوم الأربعاء، وأشاروا إلى أن دور الجيش سيكون حاسما في تحديد مستقبل البلاد، وسط مخاوف من عودة النظام السابق بعد هدوء الأمور، أو الدخول في مواجهة دامية.
- الجزائريون واستقالة بوتفليقة.. فرحة يشوبها غموض المرحلة المقبلة
- بوتفليقة: استقالتي جاءت لتجنب الانزلاقات الوخيمة
وتحت عنوان "الجزائريون انتصروا في معركة والحرب مستمرة"، أشارت صحيفة "ليبراسيون" إلى أن الشارع الجزائري يخشى عودة النظام السابق بعد تهدئة الحراك الشعبي".
واعتبرت الصحيفة الفرنسية أن "دور الجيش سيكون حاسما في الأسابيع المقبلة، وعليه تنصيب نفسه ضامنا للتغيير، كي تصبح الثورة امتدادا للتطور، ويحقق الجزائريون طموحاتهم".
ورأت الصحيفة أن "نهاية بوتفليقة كانت بائسة مقارنة مع مساره السياسي اللامع بعد 60 عاماً من العمل السياسي، حيث تقلد حقيبة وزارية في سن الـ25، وأصبح رئيسا للبلاد منذ 20 عاماً".
وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم وصول الشارع الجزائري لهدفه وهو الإطاحة ببوتفليقة، إلا أن المخاوف تتزايد من احتواء الحركة الاحتجاجية التي انطلقت منذ 6 أسابيع، وعودة رموز النظام القديم.
ونقلت الصحيفة عن إحدى المتظاهرات، التي طلبت عدم الإفصاح عن اسمها، قولها "بوتفليقة رحل لكن النظام لم يرحل، إنهم ينشرون يومياً أخبارا مضللة".
والتقطت أخرى طرف الحديث قائلة "لا أحد ينام الليلة.. استقالة الرئيس رغم توقعها تثير الكثير من الأسئلة"، مشيرة إلى أن الجزائريين يعتبرون الاستقالة مناورة تهدف في الواقع إلى إنقاذ النظام.
ولفتت الصحيفة إلى أن المواجهة بين الجيش وعشيرة بوتفليقة بمن فيهم سعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس، تتخذ حاليا شكل الحرب المفتوحة، مشيرة إلى مضاعفة الرقابة على المقربين من الرئيس لمنعهم من الهروب، وأوامر الاعتقال الصادرة ضد شخصيات مقربة من الحكومة بينهم رجل الأعمال علي حداد، أحد الأثرياء والمتهم بالفساد.
صراع الجيش الجزائري وعشيرة بوتفليقة
ونقلت الصحيفة الفرنسية عن المحامي الحقوقي "ليث بن ضياف" قوله "الجمعة سوف نخرج من جديد.. نريدهم أن يرحلوا.. المعركة ضد التغيير تبدأ الآن.. نريد تغييرا سلميا وجذريا.. وحماية سيادة الشعب.. لقد ربحنا معركة لكن الحرب مستمرة".
صحيفة "لوموند" الفرنسية اعتبرت أن قرار بوتفليقة مجرد تدبير ينهي الصراع بين الجيش والرئاسة (عشيرة بوتفليقة)، ولكنه لا ينهي الحراك الشعبي.
وأشارت إلى أن "هذا التدبير يتضمن تحديد السيناريو الذي تخشاه المعارضة، وهو تسليم إدارة المرحلة الانتقالية للنظام نفسه".
ورأت صحيفة "لاكروا "الفرنسية أن" المشهد الجزائري يشبه فيلما أبطئت سرعته، وهناك مخاوف لدى جميع الأطراف سواء الجيش أو النظام وقوى المعارضة، والشارع خشية الدخول في مواجهة مدمرة".
وبررت الصحيفة تلك المخاوف من تذكر الجميع لما يعرف في الجزائر بـ"العشرية السوداء" الدامية، بجانب أن جراح الربيع العربي لم تلتئم بعد.
واعتبرت "لاكروا أن الخيار الأصعب حاليا هو إعادة هيكلة نظام سياسي واقتصادي للبلاد.. يجد الشباب الجزائري فيه مستقبلهم".
ورجحت صحيفة "لوفيجارو" حدوث سيناريو أسود، معتبرة أن استقالة بوتفليقة لن تغير شيئاً، وغيابه لن يحدث تغييرات جوهرية.
aXA6IDUyLjE1LjM3Ljc0IA== جزيرة ام اند امز