صحف فرنسية: أردوغان "يتوارى" خشية هزيمة يلدريم
الصحف الفرنسية تساءلت هل سيقبل أردوغان بنتيجة الانتخابات المقبلة المعادة أياً كانت النتيجة أم سيتدخل للتزوير لصالح مرشحه؟
قبل 4 أيام من إعادة الانتخابات البلدية التركية في إسطنبول، كشفت الصحف الفرنسية أسباب غياب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن الأضواء قبل جولة الإعادة الانتخابات البلدية، مؤكدة أنه يحاول تصحيح خطأ مشاركته في حملة مرشحه بن علي يلدريم، في ظل ضعف شعبيته التي أطاحت به في الجولة الأولى.
وأشارت الصحف الفرنسية إلى أنها رصدت اصطفاف غير تقليدي لمعارضي أردوغان في حملة أكرم إمام أوغلو لهزيمة مرشح أردوغان، وتساءلت قائلة: هل سيقبل أردوغان بنتيجة الانتخابات المقبلة المعادة أياً كانت النتيجة أم سيتدخل للتزوير لصالح مرشحه؟
وتحت عنوان "أردوغان يغيب عن الأضواء قبل الانتخابات البلدية في إسطنبول"، قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية: للمرة الثانية خلال شهرين، سيتوجه أهالي إسطنبول إلى صناديق الاقتراع يوم الأحد 23 يونيو/حزيران لانتخاب رئيس البلدية.
وقبل نحو أسبوع من إعادة التصويت في بلدية إسطنبول، أجرى مرشح النظام التركي عن حزب العدالة والتنمية، بن علي يلدريم، ومرشح المعارضة (حزب الشعب الجمهوري) الفائز في الانتخابات التي رفض أردوغان نتائجها، أكرم إمام أوغلو، مناظرة ساخنة، لكنها خيبت آمال الأتراك في إسطنبول المحرومين من النقاش السياسي منذ عام 2002.
وأضافت الصحيفة أن هذه المناظرة لم تتم خلالها معالجة أي من القضايا التي تهم الناخبين حقاً، مثل انخفاض مستويات المعيشة، وارتفاع معدلات البطالة، والتضخم، بعمق.
وخلال المناظرة زعم مرشح النظام التركي أن الأصوات قد سرقت، وعادت الصحيفة قائلة: "سرقت من قبل من؟" فمرشح المعارضة فاز في الانتخابات البلدية السابقة التي أجريت في 31 مارس/آذار، وألغاها أردوغان، على منافسه بفارق 13 ألف صوت، تلك الخسارة الفادحة بمثابة ضربة قاصمة لحزب "العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا.
وفسرت الصحيفة إقصاء أردوغان عن الحملات الانتخابية لتصحيح الخطأ، بإقحامه في الحملات في ظل انهيار شعبيته لدى الأتراك، الأمر الذي أدى إلى خسارته البلديات الرئيسية.وعود واهية
ورأت الصحيفة أن يلدريم كان أقل قدرة على تفادي أسئلة إسماعيل كوشكايا الذي أدار المناظرة، خاصةً عندما سأله لماذا لم يعد أردوغان على خط المواجهة في حملته، ما دفعه إلى التصريح بوعود واهية لا ترقى بمرشح لرئاسة بلدية.
وتابعت "لوموند": "أن يلدريم وعد أهالي إسطنبول بـ500 ألف وظيفة في غضون 5 سنوات، في حين أشار إمام أوغلو إلى تبديد حزب العدالة والتنمية، المال العام داعياً لإيقاف ذلك الإهدار في أسرع وقت ممكن".
ووفقاً للصحيفة فإن مرشح أردوغان، في محاولة لإغواء الناخبين وعد بـ"10 ميجابايت مجانا" لمستخدمي الإنترنت، وبأقساط للعروسين الجدد، بتخفيض بنسبة 10% على فاتورة الغاز المنزلي".
اصطفاف المعارضة
من جانبها، صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية أكدت أن هناك اصطفافا نادرا لمعارضي أردوغان في حملة إمام أوغلو.
وتحت عنوان "منصة سيتي هول، منصة نادرة لحشد مناهضي أردوغان"، قالت الصحيفة إن "عيون الأتراك بدت ثابتة منتبهة لمدة 3 ساعات على هذه المبارزة السياسية التي لم يسبق لها مثيل في 17 عاماً"، خوفاً من استعادة عشيرة أردوغان السيطرة على إسطنبول، المدينة الاستراتيجية التي اتخذ أردوغان أولى خطواته منها عندما تم انتخابه رئيسا لبلدية في عام 1994.
ورأت الصحيفة أن يلدريم بدا خلال المناظرة أكثر استرخاءً، مستخدماً استراتيجية تنعكس بشكل واضح على عشيرته من حزب العدالة والتنمية الذين يحاولون استقطاب المشهد السياسي، على عكس الحملة الانتخابية السابقة، التي حضر بها أردوغان شخصيا الاجتماعات الجماهيرية وألقى الخطب، ولكن هذه المرة وجه يلدريم هو الذي على ملصقات الدعاية وليس أردوغان.
وتساءلت الصحيفة: "هل سيستعيد حزب العدالة والتنمية قلوب ناخبيه غير الراضين"، مشيرة إلى أن "الكثير من الأتراك يلقون اللوم على أردوغان لعدم احترامه الديمقراطية بإلغاء الانتخابات، بدلاً من البحث عن حل للأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد".
وأوضحت أيضاً أن المعارضة تضاعف جهودها من جانبها، لتعبئة أكبر عدد ممكن من الناخبين، كما تنشط على شبكات التواصل الاجتماعي، وتضاعف المبادرات للمشاركة الإيجابية لصالح مرشح المعارضة، مشيدة بالدعاية التي يقوم بها أصحاب المنتجعات الساحلية لصالح إمام أوغلو.