الإعلام الفرنسي يفسر لماذا أقال ترامب وزير العدل سيشنز
الإعلام الفرنسي ربط بين إقالة ترامب وزير العدل، وحاجته إلى وزير جديد شخصيته قوية؛ لمواجهة التحقيقات في مزاعم التدخل الروسي بالانتخابات.
اعتبر عدد من وسائل الإعلام الفرنسية، الخميس، أن قرار عزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزير العدل جيف سيشنز هدفها إحكام قبضة الرئيس الأمريكي على السلطة، مشيرين في الوقت نفسه إلى حاجته لوزير عدل له شخصية قوية.
- باحث فرنسي: نتائج الكونجرس لن تحد من صرامة ترامب ضد إيران
- انتخابات أمريكا تخيم على بورصات العالم ما بين صعود وهبوط
وذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن "ترامب يحكم قبضته على السلطة غداة انتخابات منتصف الولاية، بإقالة وزير عدله"، موضحة أن "الرئيس الأمريكي يريد أن يظهر أنه ما زال متحكما في المشهد".
وأشارت الصحيفة إلى أنه "على الرغم من أن سيشنز كان مناصرا قويا لسياسة ترامب في بداية ولايته، فإن الرئيس الأمريكي لم يغفر له أبداً التخلي عنه خلال التحقيقات في مزاعم التدخل الروسي بالانتخابات الرئاسية 2016".
وأكدت الصحيفة أن خطاب الاستقالة لوزير العدل الأمريكي بناء على طلب ترامب كان "غير مؤرخ"، ما يوحي بأنه كان مستعدا له منذ فترة طويلة، خاصة بعدما ساءت العلاقات مع الرئيس خلال الأشهر القليلة الماضية".
وحذرت الصحيفة من توقيت الإقالة قائلة، إنها "مواجهة عالية المخاطر بعد التجديد النصفي مباشرة"، مرجحة أن "سبب اختيار ذلك التوقيت بالذات ربما يرجع إلى رغبة ترامب في إعادة هيكلة مكتبه السياسي والاعتماد على شخصيات أكثر ولاء؛ لدعمه في قضية التدخل الروسي، خاصة مع عودة سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب".
ونقلت الصحيفة ما أوردته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية حول أن إقصاء سيشنز يشابه القرار الذي أخذه الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش، عندما أبعد وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد عام 2006، غداة انتخابات متنصف ولايته لتهدئة منتقديه"، موضحة أن "ما يحدث لترامب العكس؛ إذ إنه قد تؤجج تلك الإقالة التوترات مع خصومه".
من جانبها، أشارت مجلة "لونوفل أوبسيرفاتير" إلى أن العلاقات بين الرئيس الأمريكي ووزير عدله متوترة منذ أشهر، على خلفية التحقيقات في مزاعم التدخل الروسي بالانتخابات.
واعتبرت المجلة الفرنسية أن تلك الإقالة تعد فصلا جديدا في التوترات السياسية التي تشهدها البلاد منذ صعود الرئيس ترامب إلى السلطة، مشيرة إلى أن "عواقبها ستكون شديدة الحساسية على التحقيقات في مزاعم التدخل الروسي".
في السياق نفسه، أوضحت إذاعة "فرانس إنفو" أنه "بعد 24 ساعة فقط من الإعلان عن النتائج الأولية لانتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي عاد الرئيس ترامب إلى إطلاق ضرباته".
وأكدت الإذاعة أن إقالة الرئيس وزير العدل وتجديد هجومه على وسائل الإعلام وانتقاد شبكة "سي.إن. إن" بالخصوص بعد انفعاله على مراسلها خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده بالبيت الأبيض تعليقا على النتائج، دليل على أن الرئيس أراد إظهار أن شيئا لم يتغير".
في المقابل، رأت محطة "بي إف.إم.تي في" أن إقالة سيشنز الهدف من ورائها تعيين وزير عدل له شخصية قوية، ولديه القدرة على وقف التحقيقات في مزاعم التدخل الروسي أو حتى تخفيف حدة تأثيرها على منصب الرئيس وعائلته، خاصة أن تلك التحقيقات تستهدف نجل ترامب وصهره وعناصر من فريق حملته الانتخابية"، مشيرة إلى أن "ترامب سبق ووصف وزير العدل المقال بأنه ضعيف الشخصية".