وزير داخلية فرنسا بالجزائر.. الحنين للأجداد وتسليم متطرفين يتصدران
أكدت الجزائر وفرنسا، الأحد، تطابق الرؤى في عدة ملفات إقليمية وعلى رأسها الحرب على الإرهاب والهجرة غير الشرعية والأزمة الليبية.
ويقوم وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، منذ مساء أمس السبت، بزيارة رسمية إلى الجزائر على رأس وفد كبير لمناقشة عدة ملفات بين البلدين وبحث سبل التعاون فيها.
الجزائر تهدد بالتحكيم الدولي لاسترجاع "ذاكرتها" من فرنسا
وكشف وزير الداخلية الفرنسي عن بعض ملفات أجندة زيارته الأولى للجزائر، والتي تركزت حول 3 قضايا إقليمية مرتبطة بالوضع في ليبيا، ومكافحة الإرهاب، والهجرة غير الشرعية.
واعتبر وزير "دارمانان" أن التنسيق الأمني القائم بين الجزائر وفرنسا في مجال مكافحة الإرهاب "لازال متواصلاً"، ووصف الجزائر بـ"القوة في المتوسط"
وشدد خلال لقاء نظيره الجزائري كمال بلجود، على أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون " يتمسك جدا" بالعلاقة بين البلدين، مضيفاً أن "الزيارة لتأكيد التعاون التام مع فرنسا فيما يخص كافة المسائل التي تهم الجزائر ووزارتي داخلية البلدين".
ومن جانبه أشار وزير الداخلية الجزائري كمال بلجود إلى جملة من الملفات التي ناقشها الطرفان، بينها العلاقات الثنائية، لافتاً إلى أن ملف الهجرة غير الشرعية كان على رأس أجندة اللقاء الأول الذي جمعه بنظيره الفرنسي.
وكشف "بلجود" بأن نظرة الجزائر وباريس حول كل الملفات متطابقة، منوها إلى اتفاق البلدين على تحسين العلاقات بينهما "من الحسن إلى الأحسن".
وبالتزامن مع ذلك، كشفت أوساط إعلامية جزائرية وفرنسية عن ملفات أخرى تصدرت اللقاء بينها طلب فرنسي لترحيل مشتبه بهم من أصول جزائرية على صلة بتنظيمات إرهابية من فرنسا إلى بلادهم، وملف المطلوبين لدى العدالة الجزائرية من رموز النظام السابق الهاربين في ملفات فساد وقضايا أخرى.
الحنين للأجداد
وكشفت وسائل الإعلام الفرنسية، عن جانب آخر من زيارة وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، الأولى له إلى الجزائر، حيث قالت إنها "مرتبطة بمسألة شخصية تتعلق بمسقط رأس جد الوزير الفرنسي".
وذكرت صحيفة "لو باريزيان" أن دارمانان زار مسقط رأس جده بحافظة مستغانم التي تبعد بنحو 890 كيلومتراً غرب الجزائر العاصمة.
ويقع مسقط رأس جد وزير الداخلية الفرنسي لوالدته بمنطقة "أولاد الغالي" بولاية مستغانم المسمى بـ"موسى واكيد"، والذي كان أحد جنود الاحتلال الفرنسي للجزائر خلال فترة الحرب العالمية الثانية.
وذكرت الصحيفة الفرنسية بأن جيرالد دارمانان هو أول وزير داخلية فرنسي من أصول جزائرية، وسبق له التعبير عن "فخره" لتعيينه وزيرا لداخلية فرنسا وهو ابن مهاجر.
واستبق وزير الداخلية الفرنسي زيارته إلى الجزائر في إطار جولته المغاربية بالإعراب "عن فخره كونه من أصول جزائرية"، وأكد رغبته في زيارة مسقط رأس جده.
وعقب نيل الجزائر استقلالها عام 1962، فر معظم الفرنسيين المولودين بالجزائر مع جنود الاحتلال إلى فرنسا، وبات يطلق عليهم مصطلح "الأقدام السوداء"، وتعتبر الجزائر عودتهم إلى أراضيها "ملفاً غير قابل للنقاش"، وأبدت رفضها لعودتهم في عدة مناسبات.
ورغم حالة التوتر التي طبعت العلاقات بين البلدين، إلا أن زيارات المسؤولين الفرنسيين تكثفت منذ تولي الرئيس عبد المجيد تبون مقاليد الحكم في الجزائر، خاصة بعد الزيارات الـ3 الرسمية التي قام بها وزير الخارجية الفرنسي جون إيف لودريان إلى الجزائر، لبحث عدة ملفات، أبرزها الأزمة الليبية والوضع في مالي.
كما تبادل الرئيسان الجزائري عبد المجيد تبون والفرنسي إيمانويل ماكرون اتصالات هاتفية في عدة مناسبات، تمكنا خلالها من تجاوز أزمات دبلوماسية، تسببت فيها وثائقيات عرضتها بعض القنوات التلفزيونية الفرنسية عن الحراك الشعبي والوضع السياسي في الجزائر.