باحث: ترامب أجبر إيران على التخلي عن "العنترية"
ترامب يفضل استراتيجية إثناء الإيرانيين لإجبارهم على الجلوس على طاولة المفاوضات والتوقيع على "صفقة أفضل" من الاتفاق النووي الإيراني.
أكد تقرير دولي أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نجحت في إجبار إيران على التخلي عن "لغتها العنترية" فيما يتعلق بملفها النووي وتهديدات طهران لدول الجوار.
وقال الباحث في العلاقات الدولية ماثياس جيرارد إن ترامب يفضل استراتيجية إثناء الإيرانيين لإجبارهم على الجلوس على طاولة المفاوضات والتوقيع على "صفقة أفضل" من الاتفاق النووي الإيراني، موضحاً أن هناك حاجة ملحة للإيرانيين أنفسهم للتفاوض بالنظر إلى التدهور الكبير في وضعهم الاقتصادي.
وتصاعدت التوترات بين واشنطن وطهران، بعد اتخاذ إدارة ترامب قراراً بسحب موظفيها الدبلوماسيين من العراق؛ بسبب "تهديد وشيك يرتبط مباشرة بإيران"، وإدراج الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية وإرسال قاذفات أمريكية إلى مياه الخليج العربي، وفرض عقوبات على شركة "بتروكيماويات" إيرانية.
وأكد جيراد لصحيفة "لوفيجارو" الفرنسية أن الإيرانيين ليس أمامهم إلا المفاوضات لعدم استطاعتهم الدخول في حرب مباشرة مع الولايات المتحدة في ظل الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية المتدهورة التي يعاني منها نظام ولاية الفقيه.
وأوضح أن ترامب رجل أعمال قبل كل شيء ويفضل الصفقات الجيدة متبعاً استراتيجية الإثناء الاقتصادي لإيران لتغيير نهجها بالشرق الأوسط، ثم الجلوس على طاولة المفاوضات مجددا للتوصل إلى اتفاق، مشيراً إلى تصريحات ترامب في مايو/أيار الماضي، حين قال: "إذا ما أرادت إيران الحرب ستكون النهاية الرسمية لها.. لا تهددوا الولايات المتحدة".
ووفقاً للباحث السياسي، فإن ترامب استفاد من استراتيجية إدارته، موضحاً أن تهديداتها المستمرة لعبت دورا ملحوظا في ردع طهران، ما دفع الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى القول إن "بلاده مستعدة للتفاوض إذا ما كانت واشنطن تجلس على طاولة المفاوضات"، ما يدل على تخفيض نظام ولاية الفقيه من حدة تصريحاته.
ونوه بضرورة الأخذ في الاعتبار عنصر مهم لفهم موقف إيران ومحاولة إثارة بعض ردود الفعل المستقبلية؛ هو الأزمة الاقتصادية الضخمة التي تواجهها البلاد بسبب العقوبات، حيث وصل معدل التضخم إلى نحو 40٪ كما تغرق في حالة من الركود العميق.
وأوضح أنه "ربما يكون هذا العنصر الاقتصادي هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن يحمل الإيرانيين إلى طاولة المفاوضات، أكثر من تهديدات الحرب".
واختتم حديثه بالتأكيد على أنه إذا كانت الحاجة الملحة للتفاوض والتوصل إلى اتفاق أمر ضروري لطهران، بالنظر إلى التدهور الكبير في الوضع الاقتصادي، فإن الولايات المتحدة اشترطت في اقتراحها التفاوضي بأن هذا لن يتم إلا عندما تتصرف إيران "كدولة طبيعية" وتتوقف عن إثارة التوترات في الشرق الأوسط.
aXA6IDE4LjIyNy4xMTQuMjE4IA== جزيرة ام اند امز