حفيد البنا يستقوي بـ"جماعته" لمواجهة فضيحة الاغتصاب
وسط موجة من اتهامات النساء الفرنسيات اللواتي يبلغن عن سلسلة من حوادث التحرش اتهمت امرأتان حفيد حسن البنا بهجمات جنسية عنيفة
وسط موجة من اتهامات النساء الفرنسيات اللواتي أبلغن عن سلسلة من حوادث التحرش، ونشرن أسماء المعتدين عليهن، اتهمت امرأتان، طارق رمضان، حفيد حسن البنا مؤسس جماعة "الإخوان" الإرهابية بهجمات جنسية عنيفة.
وكانت الناشطة الفرنسية والمؤلفة هيندا عياري قدمت شكوى إلى الشرطة منذ 10 أيام تتهم فيها طارق رمضان بالاعتداء الجنسي عليها في عام 2012.
وفي تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية على موقعها الإلكتروني، قالت إن جريجوار ليكليرك محامي عياري اتهم رمضان بأنه يستغل العديد من مؤيديه للدفاع عنه.
وأضاف ليكليرك في مؤتمر صحفي أن رمضان "فضل أن يعطي مساحة على وسائل الإعلام الاجتماعي لمعجبيه، الذين يضفون غطاء سياسيا ودينيا حول هذه القضية، في محاولة لصرف الأنظار عن القضية الأساسية".
وقال محامي آخر، اسمه جوناس حداد، إن موكلته ساعدت بالفعل في جلسة استماع مع الإدارة الجنائية الفرنسية وقدمت بعض الأدلة، ونقلت القضية إلى باريس حيث قالت إن الهجوم وقع.
وقالت "عياري" إنها تتوقع أن يدافع مؤيدو رمضان عنه، مضيفة "أنا على وشك المرور بعاصفة كبيرة، لكنني لا أعتزم الصمت أو التراجع، باسم جميع الضحايا من النساء".
ومؤخرا قدمت إمرأة ثانية، الخميس الماضي، شكوى في باريس ضد رمضان؛ متهمة إياه بالاغتصاب والاعتداء في غرفة فندق في ليون بفرنسا عام 2009.
وأضافت الصحيفة أن محامي رمضان أصدر نفيا قاطعا عن الاتهام الأول، وقال إن موكله سيقاضي من اتهمته بالتشهير، غير أن رمضان ومحاميه لم يردا على اتهامات المرأة الثانية.
وأشارت إلى أن الروايات جاءت في أعقاب اتهامات بأن منتج أفلام هوليوود القوي هارفي وينشتاين قد تورط في عقود من التحرش الجنسي والاعتداءات ضد النساء.
وأوضحت الصحيفة أن رمضان (55 عاما)، حفيد حسن البنا الذي أسس جماعة "الإخوان" في مصر في عشرينيات القرن الماضي، شخصية مألوفة في المؤتمرات وفي وسائل الإعلام، وله وجود كبير على وسائل الإعلام الاجتماعي، مع مليون صديق على "فيسبوك"، وأكثر من 200 ألف متابع على "تويتر".
وفي شريط فيديو نشره على "تويتر" قبل عدة أيام بعد أول شكوى، قال رمضان إنه لن يعلق، وأنه سيثق بالمحاكم لكي يشهد العدالة وهي تأخذ مجراها.
وردا على سؤال حول الاتهامات الأخيرة، قال محاميه ياسين بوزرو إنه لم يتم إبلاغه، وفقا لما ذكرته صحيفة "لوموند".
وقالت عياري (40 سنة) إنها كانت تتراسل مع رمضان على "فيسبوك"، وطلبت منه في كثير من الأحيان تقديم المشورة بشأن الدين، حتى اقترح عليها في أحد الأيام مقابلتها في الفندق حيث قالت إنها تعرضت لهجوم.
وكتبت صاحبة البلاغ عن الهجوم في كتابها "اخترت أن أكون حرة"، وهي رواية نشرت عام 2016 حول كيفية انجذابها إلى السلفية، ومكافحتها من أجل الانفصال عنها، لكنها لم تسم المهاجم، كما قالت؛ لأنه هددها وأطفالها.
لكنها قالت إنها تأثرت بنساء أخريات كن يتحدثن علنا وقررت نشر اسم المعتدي لها، على الرغم من أنها توقعت عاصفة من الانتقادات.
وأعلنت عياري اسم رمضان لأول مرة على وسائل التواصل الاجتماعي يوم 20 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وفي نفس اليوم قدمت شكوى إلى الشرطة الفرنسية تتهمه فيها بالاغتصاب والعنف المتعمد والتحرش الجنسي والترهيب في غرفة فندق بباريس في عام 2012.
وقالت في مقابلة هاتفية الأسبوع الماضي، إن "الكثير من الناس غاضبون؛ لأنني اتهمت شخصا يحترمه الناس كثيرا. أنا، على سبيل المثال، لم أكن أعتقد أنه من الممكن أن يفعل هذا بي، أبدا، أبدا. كنت معجبة جدا به لسنوات. بالنسبة لي، كان شيئا مثل قديس".
وأضافت "واليوم قررت أن أوجه له اتهاما رسميا؛ لأن هناك رجال دين يستغلون مناصبهم لإساءة معاملة النساء".
أما المرأة الثانية، التي لم تنشر اسمها وسائل الإعلام، فتحدثت عن هجوم عنيف للغاية إلى صحيفتين فرنسيتين، هما "لوموند" و"لو باريسيان".
وأوضحت الصحيفة أنها امرأة اعتنقت الإسلام عمرها 45 عاما، قالت إنها كانت أيضا تتراسل مع رمضان على "فيسبوك"، والتقت به في فندقه على هامش مؤتمر لمناقشة الدين، وعندما ذهبت إلى غرفته تعرضت للاغتصاب والضرب، لكنها عانت أشهرا من التهديدات بعد ذلك لكي تبقي فمها مغلقا.