من أبوظبي إلى جدة.. 72 قمة خليجية في 42 عاما
قمتان تستضيفهما السعودية، الأربعاء، يرتفع بهما عدد القمم الخليجية إلى 72 منذ أول قمة خليجية عقدت بدولة الإمارات العربية المتحدة في مايو/أيار 1981.
وتنطلق في مدينة جدة، أول قمة خليجية مع دول آسيا الوسطى، إضافة إلى اللقاء التشاوري الـ18 لقادة دول مجلس التعاون الخليجي.
وبعقد هاتين القمتين يرتفع عدد القمم الخليجية على مدار عام إلى 5 قمم، حيث سبق أن عُقدت القمة الخليجية الـ43 والقمة الخليجية الصينية الأولى في الرياض في 9 ديسمبر/كانون الأول الماضي، كما عقدت القمة الخليجية العربية الأمريكية "قمة جدة للأمن والتنمية" في 16 يوليو/تموز 2022.
ويعد هذا هو أكبر عدد من القمم يُعقد خلال تلك الفترة القصيرة في تاريخ مجلس التعاون الخليجي.
وشهدت مسيرة القمم الخليجية منذ تأسيسها 72 قمة، مع احتساب قمتي اليوم، هي عبارة عن 43 قمة اعتيادية، و18 قمة تشاورية، و4 قمم استثنائية، و4 قمم خليجية أمريكية (بينها قمة استثنائية)، إضافة إلى قمة خليجية مغربية بالرياض، وقمة خليجية بريطانية بالمنامة، وقمة خليجية صينية، إضافة إلى أول قمة خليجية مع دول آسيا الوسطى.
43 قمة اعتيادية
وعٌقدت 12 قمة في السعودية، و7 في الكويت و7 في البحرين و6 في دولة الإمارات، و6 في قطر و5 في سلطنة عمان.
ولعل أبرز تلك القمم هي أول قمة خليجية والتي عقدت في أبوظبي في مايو/أيار 1981، بدعوة من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، واتفق خلالها قادة دول الخليج رسميا على إنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وخلال نفس القمة، قام قادة دول الخليج بالتوقيع على النظام الأساسي للمجلس الذي يهدف إلى تطوير التعاون بين هذه الدول، واتفقوا على أن تكون مدينة الرياض بالسعودية مقرا دائما للمجلس.
فيما عقدت ثاني قمة بالرياض في نوفمبر/تشرين الثاني 1981، وتعد أسرع قمة اعتيادية في تاريخ انعقاد القمم الخليجية، إذ عقدت بعد 5 أشهر فقط من انعقاد قمة أبوظبي، وتم خلالها الموافقة على الاتفاقية الاقتصادية، بهدف إزالة الحواجز بين الدول الأعضاء وتقوية الترابط بين شعوب المنطقة.
43 قمة خليجية اعتيادية تم عقدها منذ تأسيس مجلس التعاون الخليجي قبل 42 عاما، كانت القمة الأولى في أبوظبي مايو/أيار 1981، فيما عقدت القمة 43 في الرياض 9 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
ومن القمم الهامة أيضا، قمة أبوظبي عام 1998، والتي تم خلالها الاتفاق على عقد لقاء تشاوري نصف سنوي لقادة دول مجلس التعاون فيما بين القمتين السابقة واللاحقة، وتم اعتماد قرارات تطوير قوة "درع الجزيرة".
أيضا تعد قمة الرياض 2011 من القمم الهامة في تاريخ مجلس التعاون، وشهدت ترحيب قادة دول مجلس التعاون بالاقتراح المقدم من العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بشأن الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، ووجهوا بتشكيل هيئة متخصصة لدراسة المقترح.
كما تم الاتفاق على اعتماد الهوية الشخصية كإثبات هوية لمواطني دول المجلس في القطاعين العام والخاص في جميع الدول الأعضاء، واعتماد القواعد الموحدة لإدراج الأوراق المالية في الأسواق المالية بدول المجلس.
وفي 2013، شهدت قمة الكويت الموافقة على إنشاء القيادة العسكرية الموحدة لدول المجلس، وتكليف مجلس الدفاع المشترك باتخاذ ما يلزم من إجراءات للبدء في تفعيلها.
قمة الرياض 2019، عقدت برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، فيما ترأست دولة الإمارات الدورة الأربعين لمجلس التعاون الخليجي.
وصدر عن القمة الخليجية بيان ختامي مطول من 91 بندا، تضمن رؤية دول الخليج لتعزيز العمل المشترك ومواقفها من مختلف القضايا الإقليمية والدولية.
وفي البيان، أكد قادة دول الخليج حرصهم على "قوة وتماسك ومنعة مجلس التعاون ووحدة الصف بين أعضائه"، مشددين "على وقوف دولهم صفاً واحداً في مواجهة أي تهديد تتعرض له أي من دول المجلس".
وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة قد أسست خلال رئاستها الدورة الـ40 لمجلس التعاون على مدار عام 2020، التي تزامنت مع العام الأول لانتشار جائحة كورونا، أسسا وقواعد لقيادة المجلس في تلك الظروف، كانت محل تقدير وإشادة دائمين.
ورغم انتشار جائحة كورونا، قادت دولة الإمارات خلال رئاستها لتلك الدورة أكثر من 733 اجتماعا خليجيا، معظمها عبر تقنية الاتصال المرئي، لمواجهة الوباء وتداعياته على دول مجلس التعاون، وتعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك.
وشهدت القمة الخليجية الـ41 التي أقيمت في محافظة العلا غربي السعودية في 5 يناير/كانون الثاني 2021، رأب الصدع الخليجي، وطي صفحة الخلاف بين قطر من جانب ودول الرباعي العربي (السعودية والإمارات والبحرين ومصر ) من جانب آخر.
فيما اختتمت القمة الخليجية الـ43 التي عقدت بالعاصمة السعودية الرياض في 9 ديسمبر/كانون الأول الماضي، بإصدار بيان ختامي رسم خارطة طريق شاملة لتحقيق التكامل وتوحيد صف دول المجلس.
وأكدت القمة الخليجية دعمها لقرارات مجموعة "أوبك+" الهادفة إلى تحقيق التوازن في أسواق النفط، وتعزيز الرخاء والازدهار لشعوب المنطقة والعالم، ودعم النمو الاقتصادي العالمي.
واطلع قادة دول الخليج على تقرير الأمانة العامة بشأن التقدم المحرز في تنفيذ رؤية خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لتعزيز العمل الخليجي المشترك، التي أقرها المجلس الأعلى في دورته الـسادسة والثلاثين في ديسمبر 2015.
وأكدوا التنفيذ الكامل والدقيق والمستمر لرؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود التي أقرها المجلس الأعلى في دورته الـ36 في ديسمبر/كانون الأول 2015، بما في ذلك استكمال مقومات الوحدة الاقتصادية والمنظومتين الدفاعية والأمنية المشتركة، وتنسيق المواقف بما يعزز من تضامن واستقرار دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والحفاظ على مصالحها، ويُجنّبها الصراعات الإقليمية والدولية، ويلبي تطلعات مواطنيها وطموحاتهم، ويعزز دورها الإقليمي والدولي من خلال توحيد المواقف السياسية وتطوير الشراكات الاستراتيجية مع المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية والدولية والدول الشقيقة والصديقة.
وجدد قادة دول الخليج حرصهم على قوة وتماسك مجلس التعاون، ووحدة الصف بين أعضائه، وتحقيق المزيد من التنسيق والتكامل والترابط في جميع الميادين، بما يحقق تطلعات مواطني دول المجلس، مؤكدين وقوف دولهم صفاً واحداً في مواجهة أي تهديد تتعرض له أي من دول المجلس.
18 قمة تشاورية
منذ أن أقر قادة دول مجلس التعاون الخليجي في قمة أبوظبي 1998 عقد لقاء تشاوري نصف سنوي لقادة دول مجلس التعاون، تم عقد 17 قمة تشاورية، فيما ستعقد القمة التشاورية الـ 18 اليوم الأربعاء في جدة.
آخر تلك القمم عقدت في الرياض في 21 مايو/أيار 2017، وجرى خلالها بحث مسيرة العمل الخليجي المشترك في الجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية كافة، سعيا لتحقيق المزيد من طموحات أبناء دول المجلس في التعاون والتلاحم والتقدم.
4 قمم استثنائية
في المقابل، عقدت 4 قمم خليجية استثنائية استضافتها جميعا السعودية، (3 في الرياض وواحدة في مكة)، ومن بين تلك القمم قمة خليجية أمريكية عقدت في مايو/أيار 2017 حملت أيضا الطابع الاستثنائي.
فيما تعد قمة الرياض الاستثنائية يناير/كانون الثاني 2009 أول قمة خليجية طارئة، وتم خلالها بحث مجمل قضايا المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
وشهد يوم 16 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2014 القمة الخليجية الطارئة الثانية، بدعوة من العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
واحتضنت مكة المكرمة في 30 مايو/أيار 2019، قمة خليجية طارئة، بدعوة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وذلك بالتزامن مع قمتين أخريين، إحداهما عربية طارئة وإسلامية عادية لبحث التداعيات الخطيرة للهجوم الذي قامت به مليشيات الحوثي الإرهابية على محطتي ضخ نفط بالسعودية في 14 من الشهر نفسه، وما قامت به من اعتداء على 4 سفن تجارية بالقرب من المياه الإقليمية لدولة الإمارات قبلها بيومين.
وأدان البيان الختامي للقمة الخليجية الطارئة تلك الهجمات، وأكد تضامن دول المجلس مع السعودية ودولة الإمارات وتأييد ودعم كل الإجراءات والتدابير التي تتخذها الدولتان لحماية أمنهما واستقرارهما وسلامة أراضيهما.
8 قمم مع الدول والمجموعات الإقليمية
أيضا تم عقد 8 قمم خليجية مع الدول والمجموعات الإقليمية هي: 4 قمم خليجية أمريكية (بينها قمة استثنائية)، إضافة إلى قمة خليجية مغربية بالرياض، وقمة خليجية بريطانية بالمنامة، وقمة خليجية صينية، إضافة إلى أول قمة خليجية مع دول آسيا الوسطى.
القمم الخليجية الأمريكية
4 قمم خليجية أمريكية عقدت منذ نشأة مجلس التعاون الخليجية، إحداها استثنائية، وكانت الأولى في منتجع كامب ديفيد الأمريكي في مايو/أيار 2015.
أما القمة الخليجية الأمريكية الثانية فعقدت في 21 أبريل/نيسان 2016 بالرياض، وأكدت الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين، والتي تهدف إلى تحقيق الاستقرار والأمن والازدهار للمنطقة.
أما القمة الثالثة فعقدت في الرياض في 21 مايو/أيار 2017، وهي القمة الخليجية الأمريكية الأولى التي حملت صفة استثنائية، وعقدت بناء على دعوة من الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وشارك فيها قادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية والرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب.
أما القمة الرابعة فهي قمة جدة للأمن والتنمية التي شارك فيها الرئيس الأمريكي جو بايدن وقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والأردن ومصر والعراق في 16 يوليو/تموز 2022.
وأكد القادة خلال مشاركتهم في القمة "رؤيتهم المشتركة لمنطقة يسودها السلام والازدهار، وما يتطلبه ذلك من أهمية اتخاذ جميع التدابير اللازمة في سبيل حفظ أمن المنطقة واستقرارها، وتطوير سبل التعاون والتكامل بين دولها، والتصدي المشترك للتحديات التي تواجهها، والالتزام بقواعد حسن الجوار والاحترام المتبادل واحترام السيادة والسلامة الإقليمية".
قمة مغربية وأخرى بريطانية
وإضافة إلى القمم السابقة، عقدت قمة خليجية مغربية في الرياض يوم 20 أبريل/نيسان 2016، وأكدت أن دول مجلس التعاون ومملكة المغرب تشكل تكتلا استراتيجيا موحدا، حيث إن ما يَمُسُّ أمن إحداها يمس أمن الدول الأخرى.
كما عقدت القمة الخليجية البريطانية بالتزامن مع القمة الخليجية في المنامة يومي 6 و7 ديسمبر/كانون الأول 2016، واتفق القادة في البيان الختامي للقمة على إطلاق الشراكة الاستراتيجية بين مجلس التعاون والمملكة المتحدة لتعزيز علاقات أوثق في المجالات كافة.
أول قمة خليجية صينية
عقدت أول قمة خليجية صينية 9 ديسمبر/كانون الأول الماضي بالتزامن مع القمة الخليجية الـ43، وعقدت تحت شعار "قمة الرياض الخليجية الصينية للتعاون والتنمية".
وأكد البيان الختامي للقمة اتفاق القادة على تعزيز الشراكة الاستراتيجية القائمة بين مجلس التعاون والصين، ودفعها نحو آفاق جديدة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، واعتماد خطة العمل المشترك للفترة القادمة (2023-2027) لتحقيق ذلك.
ووجّه القادة باستمرار الحوار الاستراتيجي بين الجانبين على جميع المستويات لمناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك وتنسيق المواقف حيالها، ودعم جهود التعافي الاقتصادي الدولي، ومعالجة الآثار الاقتصادية السلبية لجائحة كورونا وغيرها من التحديات، والعمل على ضمان مرونة سلاسل الإمدادات، وأمن إمدادات الغذاء والطاقة، ودفع بناء علاقات التعاون في تطوير مصادر وتقنيات الطاقة النظيفة، ومساعدة الدول الأكثر احتياجاً والمساهمة في تلبية حاجاتها الإنسانية.
وأكد القادة مواقفهم الداعمة لكل الجهود الدولية الرامية إلى التهدئة وإيجاد حل سياسي لإنهاء الأزمة في أوكرانيا، وفقاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، بما يحقق حماية الأرواح والممتلكات، ويحفظ الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
أول قمة خليجية مع دول آسيا الوسطى
وتستضيف مدينة جدة السعودية، الأربعاء، أول قمة خليجية مع دول آسيا الوسطى.
وقالت الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، إن القمة تستهدف "تعزيز علاقات دول مجلس التعاون مع دول آسيا انطلاقا من مبادئ وأهداف مجلس التعاون المنصوص عليها في النظام الأساسي لعام 1981".
كما تهدف القمة إلى "إيجاد نوع من الشراكة وتطوير الآليات لضمان استدامة التشاور والحوار وتطوير التعاون".
ويشارك في القمة قادة دول مجلس التعاون وممثلوهم وقادة دول آسيا الوسطى المعروفة بـC5 (جمهورية كازاخستان، والجمهورية القيرغيزية، وجمهورية طاجيكستان، وتركمانستان، وجمهورية أوزبكستان).
ويأتي عقد القمة بعد نحو 10 أشهر من عقد الاجتماع الوزاري المشترك الأول للحوار الاستراتيجي بين مجلس التعاون ودول آسيا الوسطى بالرياض في 7 سبتمبر/أيلول الماضي، بمشاركة وزراء خارجية الجانبين.
وأكد وزراء الخارجية في ختام اجتماعهم "التزامهم بتأسيس شراكة مستقبلية قوية وطموحة بين دولهم، بناءً على القيم والمصالح المشتركة والروابط التاريخية العميقة بين شعوبهم والتعاون القائم بينهم على المستويين الثنائي والمتعدد الأطراف، وفي شتى المجالات".
وشهد الاجتماع "اعتماد خطة العمل المشترك للحوار الاستراتيجي والتعاون بين مجلس التعاون ودول آسيا الوسطى للفترة 2023-2027، بما في ذلك الحوار السياسي والأمني، والتعاون الاقتصادي والاستثماري، وتعزيز التواصل بين الشعوب، وإقامة شراكات فعالة بين قطاع الأعمال في دول مجلس التعاون ودول آسيا الوسطى".