نرى تلك المرتكزات الثلاث رؤيا العين منذ قيام الاتحاد في عام 1971، ونستذكر القيمة الأساسية والساميه التي زرعها الوالد والقائد والمؤسس.
لم أجد عنوانا ملهما أكثر من هذا كونه يمثل الصحراء، إذ الموارد الشحيحة ودرجات الحرارة المرتفعة وحياة البادية، بينما الفضاء يمثل عملية البناء والارتقاء والسماء والطموح والأفق الواسع الذي لا حدود له. هناك فرق بين من ينظر في الأرض ومن ينظر عاليا في السماء.. الأرض تحت والسماء فوق.. الثرى تحت أقدامنا.. ولكن الثريا تتلألأ هناك عاليا في السماء بين النجوم.. والمجد أبدا ما كان يوما في الأسفل.. إنه بين النجوم.
قد يفوق أعمار البشر عمر دولتنا الغالية، إلا أن هذه التجربة وهذا الأنموذج الريادي حقق نجاحات ومنجزات في غضون وقت قصير جدا، مقارنة ببعض الدول التي تحتاج إلى مئات السنين من البناء والتطوير والبذل والعطاء
وبين تلك الكلمتين تحديات جسام في تحويل هذه الصعوبات والتحديات إلى نجاحات ملموسة وإنجازات يشار إليها بالبنان.
من الصحراء إلى الفضاء، أين نحن الآن؟ وما الذي نتطلع اليه؟ وكيف المسار والنتيجة اليوم؟ ولا حدود لطموحاتنا وشغفنا.
من أهم مبادئ التخطيط الاستراتيجي ثلاثة مرتكزات أساسية وهي:
أولا: أين نحن الآن؟
ثانيا: ماذا نريد أن نكون؟
ثالثا: الكيفية في تحقيق ما نريد.
وها نحن نرى تلك المرتكزات الثلاث رؤيا العين منذ قيام الاتحاد في عام 1971، ونستذكر القيمة الأساسية والسامية التي زرعها الوالد والقائد والمؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، والتي كانت انطلاقة الرؤية.
واليوم في 2018 وفي عام زايد اي بعد مرور نحو 47 سنة من الجد والاجتهاد والمثابرة والعطاء لموطني الغالي دولة الإمارات العربية المتحدة، ها هي الإمارات تنجح في أن تضع لأبنائها موطئ قدم في محطة الفضاء الدولية.
قد يفوق أعمار البشر عمر دولتنا الغالية، إلا أن هذه التجربة وهذا الأنموذج الريادي حقق نجاحات ومنجزات في غضون وقت قصير جدا، مقارنة ببعض الدول التي تحتاج إلى مئات السنين من البناء والتطوير والبذل والعطاء.
رب همة أحيت أمة.
وقيل "له همم لا منقضي لكبارها" و"همته الصغرى أجل من الدهر"، وكتجسيد لتلك الرحلة نتعلم ونعي تماما لكلمة "لا وجود بنهجنا للمستحيل" و"التفاؤل درب والهمة دليل"، هذا الذي نهجناه من مؤسس دولة الاتحاد، والأروع من هذا أن استدامة هذه الرؤية الطموحة في أذهان قادتنا لبناء الإنسان الإماراتي والاستثمار برأس المال البشري ليفيد ويعمر ويطور بناء وطنه، وأن يكون رقما صعبا في هذا السباق المعرفي، الذي جوهره هو الإنسان الإماراتي، إيمانا بأن "عيال زايد" هم الثروة الحقيقية لهذا الوطن وبهم ننافس العالم.
تعلمنا من قادتنا أن نحلم.. ثم نستيقظ لنحقق أحلامنا، والنتيجة تحقيق وتصدر اسم الإمارات لمؤشرات عالمية تعني بالأمن والأمان والرفاهية والسعادة والبناء، والاستحقاقات التي تحققت مؤخرا في أرض الواقع بحلول جواز السفر الإماراتي المرتبة التاسعة عالميا ضمن أقوى الجوازات العالمية، إذ بإمكان حامله دخول 157 دولة دون تأشيرة سفر مسبقة، ولا تزال رحلة العطاء مستمرة بجهود بشريه مخلصة عنوانها وشعارها "الحب والولاء والتضحية فداء لتراب الوطن وقادته ومكتسباته".
لنستفد من طفرة التكنولوجيا بتوظيفها بما ينفعنا، ولنستفد من التكنولوجيا في تطوير وإنتاج مصانعنا، ولنستفد من التكنولوجيا في إبداعاتنا وابتكاراتنا، ولنستفد من التكنولوجيا في زيادة رجاحة عقولنا وأفكارنا، ولنستفد من التكنولوجيا لغزو الفضاء والإبحار واكتشاف عالمه، ولنستفد من التكنولوجيا في أفضل الممارسات المتبعة، ولنستفد من التكنولوجيا كي نكون ونصبح كمرجع نعلم فيه الناس والحضارات.
لنخلد ونجعل كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان نبراسا ومنهاجا لنا في في خضم مجريات هذه الحياة وتحدياتها، حين قال: "كل واحد منكم سفير لبلاده، قبل الإقدام على أي عمل، لنعطي أنفسنا خمس ثواني للتفكير، كلكم راع على سمعة هذه البلاد، الإمارات قدوة حسنة في الشرق الأوسط، نحن نراهن على الإنسان الصحيح في المستقبل، لأمانة كبيرة مثل دولة الإمارات".
نسابق الزمن ونجار التحديات ونتعلم من غيرنا كي نتعلم ونسمو بقيمنا ولمساتنا وأهدافنا ونحقق المراكز الأولى وتتسع آفاقنا ورؤانا للمستقبل، بأبناء الإمارات وسواعدهم، هذا ما تصبوا في تحقيقه قيادتنا الرشيدة بدولة الإمارات، ونحن مستعدون لذلك ومشمرون لسواعدنا ورهن إشارتهم، فلنكن نحن من يؤثر على العالم بقيمه وإنجازاته ومبادراته الإبداعيه لا أن نكون فقط متأثرين فقط.
ولتستمر رحلة موطني لتحقيق حلم الرقم واحد.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة