من استمع لخامنئي في خطابه الأخير، يعرف أن إيران أيقنت من انكشاف أوراقها ليس أمام العالم، ولكن أمام العالم العربي.
من استمع لخامنئي في خطابه الأخير، يعرف أن إيران أيقنت من انكشاف أوراقها ليس أمام العالم، ولكن أمام العالم العربي.
بالنسبة للنظام الإيراني، غير مهم أن يعرف العالم حقيقته، لأنه يوقن أن أهدافه تتسق مع أهداف الغرب في تحطيم العالم العربي، وخلق حالة الفوضى في أرجائه. لكن الذي لا يعرف أنه مجرد أداة في نظره ويجب أن يستمر "لا يعرف"، هم العرب على الأقل حتى إنهاء مهمته الطائفية بنجاح.
لذا، حاول خامنئي في خطابه الأخير وللمرة الأولى ادّعاء عدم سماحه أو قبوله هذا الاعتداء السافر على صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رغم وجود عشرات الفديوهات لهذا المتحرش بالأطفال وهو يجلس متكئا بينما أعراض الصحابة رضوان الله عليهم تنالها ألسنة قومه.
لقد برر خامنئي وجود هذه اللغة المليئة بالكراهية والحقد والشتائم الموجهة لصحابة رسول الله -رضوان الله عليهم- بأنها من صناعة أميركا وبريطانيا لإقناع العرب الذين أدرك أنهم -وبفضل جثث الشعب السوري التي تتساقط كل لحظة على يد العراقيين واللبنانيين والأفغان المرتزقة من أتباع المذهب الصفوي- بدأت تلتفت رؤوسهم وللمرة الأولى بعد سنوات من الجهود الإعلامية والجاسوسية الإيرانية إلى حقيقة الخمينية وأتباعها.
لقد كان أهم رد عربي على خطاب خامنئي هو خطاب عبدالله بن زايد في مبنى الأمم المتحدة، والذي بدا كصفعة حقيقية للنظام الإيراني الذي أكد وجود إجماع عربي على رفض التدخلات الإيرانية في أوطاننا، فانتفض النظام الإيراني وبلغة الشتم التي يجيدها ضد الإمارات، أطنب النظام الإيراني في الحديث عن قدم بلاده.
في الواقع، لا تملك إيران سوى التحدث عن الماضي الذي صنعه شعب متحضر، هو الآن أسير تحت قبضة الملالي الذين لا يجيدون سوى التهديدات الفارغة، وصناعة الموت تحت أقبية طهران.
إن المقارنة الحقيقية تكمن في من الأحدث، فمن يلتفت إلى الإمارات اليوم لن يستطيع بحال إعادة الالتفات والنظر إلى جيرانها في الضفة الأخرى، فما الذي سيراه سوى حواري ضيقة، وملايين تحت خط الفقر، وإدمان للمخدرات، وقوميات تعاني عدم المساواة والظلم، وآلاف الأمهات يعود إليهن أبناؤهن في صناديق من بلاد لا يعرفن حتى أسماءها.
لدى إيران دعاية ضخمة، وأبواق كثر في العالم، لكن صورة واحدة من إيران ستهدم هذا كله، ولن تستطيع أبواقهم تبريرها، وهي صور الناس وهم معلقون على الروافع، مشنوقون أمام العامة، وطفل صغير رافعا رأسه يعرف أن هذا مصيره مع النظام الإيراني يوما ما.
الإمارات التي تزهو بالحياة والتقدم والحضارة، والتي أصبحت غاية العالم أجمع، كمثال رائع لاكتمال الشعب بالقادة، وامتزاج الحضارة بالبداوة، وتقدم المادة مع رسوخ قواعد الأخلاق، ليست مشغولة ببكائيات وشتائم النظام الإيراني، فالفاصل بين البلدين كبير جدا، وربما أهم آثاره هو وقوف عبدلله بن زايد أمام المئات يستمعون لخطابه القوي ضد طهران، بينما غادر كثيرون مقاعدهم وروحاني يهدد ويتوعد ويرسل أكاذيبه باتجاه مقاعد خالية، قرر أصحابها حماية آذانهم من هذا التلوث الضجيجي.
لا شك أن الإماراتيين لا تعنيهم مثل هذه المقارنات، وسيستمر نجمهم في الصعود، بينما ستظل الورقة الأخيرة في يد الشعب الإيراني، إما الموت مع النظام أو الانتصار عليه.
نقلاً عن "الوطن"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة