الحراك اليمني المتواضع والذي فرضته ضرورات الزمان والمكان أعاد إلى الأذهان المنطلقات القومية والعروبية والإسلامية لليمن واليمنيين
ما كانت تنطلق أي انتفاضة فلسطينية أو أحداث يتداعى لها الشارع العربي، إلا وكانت شوارع وميادين كل مدن اليمن تصرخ وتستنكر بكل طاقتها المعنوية، ظل ذلك لسنوات طويلة، بل وكانت أشهر تبرعات الجمعيات الخيرية هي تلك التي تنادي للتبرع لفلسطين والفلسطينيين. بالرغم من الأحوال اليمنية المتواضعة على مر الأزمان.
كان يجود اليمني بشموخ لكرامة العروبة والإسلام وكان أكبر المتأثرين بما يجري في فلسطين وكان يرقب اللحظة لكي يؤدي دوره المعنوي، أو بالأحرى دوره الذي يستخدم له ومن أجله.
الشاهد في تناولي هذا قراءتي للاجتماع المستأنف لوزراء الخارجية العرب الذي عقد الخميس الماضي بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أعمال بالقاهرة، وحالة التفاعل الإيجابي والإجماع الدائم حول القضية الفلسطينية ومركزيتها وفي القلب من قضية القدس، وتحرك اليمن الدبلوماسي خلال الشهر الماضي ديسمبر 2017 خلال رئاسة اليمن للمجموعة العربية في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، لمتابعة اتخاذ القرار الأممي المتصل برفض القرار الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
أصبحت صنعاء في حال لا تقل سقوطاً سياسياً ولا فشلاً إنسانياً وأوضاعاً قاسية ومتدهورة عن أي مدينة فلسطينية، وهي قابعة تحت احتلال الكيان الإسرائيلي، ونحن اليوم نقبع تحت احتلال مَن يحملون الجنسية اليمنية، لكنهم ينفذون أجندات طهران وتوجهاتها وأطماعها.
هذا الحراك اليمني المتواضع والذي فرضته ضرورات الزمان والمكان أعاد إلى الأذهان المنطلقات القومية والعروبية والإسلامية لليمن واليمنيين تجاه فلسطين والقدس. خصوصاً بعد القرار الأمريكي الذي أضر إلى حد كبير بمفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وزاد من التوتر في المنطقة، كما أنها استفزت مشاعر المسلمين بل والمسيحيين على حد سواء حول العالم، نظراً لمكانة القدس العظيمة والمسجد الأقصى القبلة الأولى للمسلمين.
اليوم أصبحت صنعاء في حال لا يقل سقوطاً سياسياً ولا فشلاً إنسانياً وأوضاعاً قاسية ومتدهورة عن أي مدينة فلسطينية، وهي قابعة تحت احتلال الكيان الإسرائيلي، ونحن اليوم نقبع تحت احتلال من يحملون الجنسية اليمنية، لكنهم ينفذون أجندات طهران وتوجهاتها وأطماعها. حالنا بات غاية في المأساوية، وأصبحنا في حال معقد تداخلت فيها التقاطعات السياسية بالأطماع الخارجية والأجندات الفارسية التاريخية، بالرغم من جدلية الشعارات الداعية لنصرة فلسطين والقدس، إلا أن استغلال دولة الملالي في إيران للقضية الفلسطينية في كسب العواطف وتجنيدها لصالح مشروع دولة المرشد التوسعي؛ فعلى مدى الـ 38 عاماً لم تقدم إيران شيئاً يُذكر لقضية فلسطين، وهي الدولة الوحيدة في المنطقة، التي لم يسقط لها قتيل واحد في مواجهة إسرائيل، ولم تفعل أي شيء منذ عام 1979 وحتى الآن.
إن تفاعل وزراء الخارجية العرب الصادق مع قضية القدس، رغم قلة حيلة الوسائل التي يمتلكوها، إلا أنها مساعٍ تماهت مع الإدانات الدولية والإقليمية، ومثلت دبلوماسية ناجحة ومتفاعلة مع كثير من التوجهات الإقليمية والدولية، وهذا ما لابد أن يستمر ويصبح أكثر حضوراً وتأثيراً، لأن قضية القدس هي ما بقي من محورية لكرامة الأمة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة