من طهران لبغداد.. حرق صور رموز إيران سمة مشتركة
المظاهرات التي خرجت بشكل عفوي في مختلف المدن الإيرانية والعراقية، تندد بالسياسات القمعية والأوضاع الاقتصادية المتردية بسبب الفساد.
شهدت مختلف المدن الإيرانية خلال الفترة الماضية، موجة احتجاجات عارمة ضد القمع والظلم الذي يمارسه النظام وأجهزته الأمنية ضدهم، وأسفر عن سقوط آلاف الضحايا.
- مليشيا الحشد تستعد لاقتحام ساحات الاعتصام بالعراق وفضها بالقوة
- مظاهرات إيران.. الانهيار يضرب الملالي
كره نظام طهران، لم يقتصر على الداخل فقط، بل امتد للعراق المجاور الذي يتظاهر شعبه منذ أسابيع ضد النفوذ الإيراني المتغلغل في بلادهم، وأدى لانتشار الفساد، وتعرضهم لأزمات اقتصادية، وإغراقهم في الفقر.
المظاهرات التي خرجت بشكل عفوي في مختلف المدن الإيرانية، تندد بالسياسات القمعية، والفساد المستشري بمختلف المؤسسات، وفاقم الضائقة الاقتصادية التي يعيشها الشعب، في وقت يعيش فيه القادة برفاهية وبذخ.
المظالم المتراكمة، والقمع الذي فاق الحدود ويمارسه النظام ضد شعبه المطالب بالحرية، دفع المتظاهرين لصب جام غضبهم على المراكز الأمنية لقوات الحرس الثوري وغيرها من المؤسسات القمعية، حيث عمدوا إلى إحراقها.
موجة غضب الشعب الإيراني لم تكتفِ بالمراكز الأمنية للنظام فقط، بل شملت رموزه أيضاً، حيث دمرت أو أحرقت صوراً لقادة نظام الخميني، وخامنئي وغيرهم من الرموز في مختلف المدن.
الاحتجاجات شملت العاصمة طهران، وامتدت لمئات المدن الإيرانية؛ من بينها مشهد، وأصفهان، وتبريز، وأروميه، وكرج، وخوي، وماكو، ومرند، وبروجرد، وجلفا، وكرمانشاه، وسبزوار، وبازركان.
المظاهرات العنيفة ضد النظام الإيراني اندلعت أيضاً في مختلف أنحاء العراق، خاصة الجنوب، حيث أحرق المتظاهرون مقر الأحزاب والمليشيات المرتبطة بإيران، وصور رموز نظامه، وألقوا قنابل حارقة على قنصلية طهران.
ويشهد العراق منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي حتى الآن مظاهرات واعتصامات وعصياناً مدنياً في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب، يطالب فيها المتظاهرون بتغيير النظام السياسي بشكل جذري، وتشكيل حكومة إنقاذ وطني تدير البلاد حتى إجراء انتخابات نزيهة تحت إشراف دولي، وإنهاء النفوذ الإيراني في العراق بالكامل.
واستخدمت مليشيات الحشد الشعبي والقوات الأمنية العراقية الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع والقنابل الغازية لإنهائها، لكنها رغم العنف المفرط ما زالت هذه المظاهرات متواصلة.
ويلقي العديد من المتظاهرين باللائمة على إيران وحلفائها في أعمال عنف مميتة في مدينة البصرة الجنوبية العام الماضي، وخلال موجة من الاحتجاجات في أوائل أكتوبر/تشرين الأول، حيث قتلت قوات الأمن نحو 150 شخصاً في أقل من أسبوع، برصاص قناصة يستهدفون رؤوس وصدور المتظاهرين.