ضحايا إفلاس إف تي إكس.. منصات عملات مشفرة عالمية تغلق عملياتها
منصة "بيت كوك وآكس" وكوينهاوس (Coinhouse) منصة "جينيسيس" الآسيويتان، آخر ضحايا إعلان إفلاس منصة "إف تي إكس" لتداول المعلات المشفرة.
ما القصة؟
البداية عندما أسس سام بنكمان فرايد منصة إف تي إكس (FTX) والتي كانت ثاني أكبر بورصة في العالم بعد بينانس، وبجانب المنصة الشهيرة أسس فرايد آلاميدا، وهو صندوق تحوط (عبارة عن وعاء استثماري عالي المخاطر يديره خبراء ماليون، بهدف تحقيق أكبر ربح ممكن).
وخلال العام الجاري وانهيار العملات المشفرة وكذلك أسهم النمو في شركات التكنولوجيا، بدأت شركة آلامندا (المالكة لصندوق آلاميدا) تمر بأزمات مالية.
ومن هنا بدأت الأزمة، عندما قرر بنكمان فرايد استخدام مليارات الدولارات من أموال عملاء "اف تي اكس"، لتمويل آلامندا الخاسرة، ولم يلاحظه أحد من قبل المستثمرين والموظفين والمدققين.
واستخدم بنكمان فرايد رمز "FTT" الخاص بمنصته "إف تس إكس" كضمان، ولكن سرعان ما تراجع سعر الرمز المميز بنسبة 75% في يوم واحد، مما جعل الضمانات غير كافية لتغطية التداولات، وذلك لأن منصات تداول العملات الرقمية لا بد أن تمتلك أموالاً كافية لمطابقة ما يودعه العملاء، وبالتالي إذا طلب العديد من العملاء سحب عملاتهم الرقمية، أي أموالهم، فلن تواجه المنصة مشكلة لأنها مغطاة.
وصل الأمر إلى الرأي العام، وبدأت التقارير حول الوضع الحرج لحسابات "إف تي إكس" تتسرب، وظهر الارتباط بين البورصة وألاميدا.
وتسبب استخدام أموال "إف تي إكس" في تمويل صندوق التحوط الخاسر " آلاميدا" في حال من الذعر في مجتمع الاستثمار، الذي طلب سحوبات من "إف تي إكس" تصل إلى نحو 6 مليارات دولار.
إغلاقات بالجملة لمنصات العملات المشفرة
واضطر عدد كبير من منصات العملات المشفرة لتعليق بعض عمليات السحب في الأيام الأخيرة، بعد إفلاس منافستها "إف تي إكس" الذي ما زالت تداعياته مستمرة.
وآخر هذه المنصات الفرنسية "كوينهاوس" التي أكدت في تصريحات صحفية أنها أغلقت الخميس عمليات السحب من كتيبها للعملة المشفرة الذي يقدم على أنه منتج توفير للعملات المشفرة.
وفي سلسلة تغريدات، أعلنت المنصة أن بعض المواقع الشريكة التي اقترضت من المنصة أموالا أوقفت عمليات السحب لعملائها.
ويبدو أن القطاع يشهد حالة عدوى بين المنصات، إذ بين شركاء "كوينهاوس" (Coinhouse) منصة "جينيسيس" التي أقرضت أموال مشفرة إلى "ألاميدا" التي تعد ذراع مضاربة "اف تي اكس" التي أشهرت إفلاسها الجمعة الماضي.
وأشارت "كوينهاوس" إلى "التوتر العام في سوق العملات المشفرة والضغط على السيولة".
الأمر نفسه ينطبق على "جيميني" (Gemini) الذي أسسه الأخوان وينكلفوس اللذان اشتهرا عبر فيسبوك وفيلم "سوشال نيتوورك" (الشبكة الاجتماعية).
واضطرت هذه المجموعة التي تضررت بالخلل في "جينيسيس" (Genesis)، لتجميد برنامجها "جيميني ايرن" (Geminie Earn) الذي يسمح بإيداع عملاتها المشفرة ثم إقراضها للآخرين مقابل أجر.
وكتبت "جيميني" على تويتر "كان الأسبوع الماضي فصلا صعبا ومرهقا جدا لقطاعنا".
وذكر موقع "كوينديسك" (CoinDesk) أن "جيميني" سجلت قبل وقف عمليات السحب وخلال 24 ساعة فقط سحب 600 مليون دولار مقابل إيداع أقل من مئة مليون وهو خلل خطير بسبب توتر المستخدمين الذين يخشون العدوى.
أما "بلوكفاي" (Blockfi) التي تعد من كبار اللاعبين فقد جمدت منصتها بالكامل بعدما كانت تدير حتى نهاية حزيران/يونيو حوالى 3,9 مليارات دولار موزعة على أكثر من 650 ألف حساب.
وقالت المجموعة "كنا مكشوفين إلى حد كبير على اف تي اكس".
وذكرت وسائل إعلام أمريكية أنها تفكر في إعلان إفلاسها.
وقال فرانشيسكو ميلبينانو المدير العام لشركة "كادينا إيكو" (Cadena eco) المتخصصة في تسجيل كل الصفقات على أي منصة بلوكتشين "إنه أمر يثير قلقا كبيرا لأننا لم نر بعد حجم العدوى".
ورأى أن زلزال "اف تي اكس" وارتداداته يتجاوز في حجمه ما حدث في الربيع بسبب الانهيار الداخلي للعملة الرقمية تيرا الذي ألحق أضرارا بعدد كبير من مواقع صرف العملات ولا سيما "سيلسيوس".
وشبه إفلاس "اف تي اكس" بإفلاس المجموعة المصرفية "ليمان براذرز" الذي أثار الذعر في كل الأسواق وجرف معه العديد من المصارف.
وفي مقابلة بالفيديو مع صحيفة وول ستريت جورنال اعتبرت المديرة المالية لدى "كوينبيْز" (Coinbase) إحدى المجموعات العملاقة في القطاع أن نظام التشفير بأكمله ليس في خطر. وأوضحت أليسيا هاس "لكن الأمر سيستغرق أياما أو أسابيع لمعرفة حجم العدوى الناجمة عن هذا الحدث وأي الجهات معرضة للخطر".
تعاف مرتقب للعملات المشفرة
يرى كثر أن ضحايا صدمة "إف تي إكس" يشتركون مع ضحايا "تيرا" في الربيع بأنهم منصات مركزية تشبه في نموذجها الشركات المالية التقليدية.
وقال دانيال كيلر الشريك المؤسس لـ"فلاكس" (Flux) النظام الافتراضي الذي يملك عملته المشفرة "استفاد من تقنية بلوكتشين لإنشاء نماذج غير قابلة للاستمرار، من أجل الثراء".
وأوضح أنه يمكن تلخيص مستقبل "بلوكتشين" و"كريبتو" بكلمة واحدة هي "اللامركزية"، العنصر التأسيسي لهذا الفضاء الذي يسمح بالاستغناء عن الوسطاء.
ويوافق فرانشيسكو ميلبينيانو على هذا الرأي مشيرا إلى أن المنصات اللامركزية "قاومت هذا الانهيار" بعد فشل "اف تي اكس" تمامًا كما "خرجت سالمة من الأزمات السابقة".
وتتوقع سيلفيا جابلونسكي من مجموعة "ديفاينس اي تي فا" (Defiance ETFs)، أحد الصناديق المستثمرة في هذا القطاع "أعتقد أن العملة المشفرة ستتعافى".
وأضافت أن "هناك العديد من الاستخدامات الممكنة لبلوتشين، إنه نظام ضخم جدا إلى درجة أنه لا يمكن التخلص منه".
وإذا استمر القلق في عالم العملات المشفرة فسيكون الأسبوع الماضي قد كشف إلى أي حد كانت أسواق المال التقليدية مغلقة في وجه محن العملات الرقمية.
وقالت جابلونسكي إن أسهم بعض الشركات المدرجة في القطاع "تأثرت ... لكن هذا لا يؤثر على استقرار النظام المالي".
كما أنها ترى في تسلسل الوقائع دليلا على رغبة المستثمرين في الأسواق المنظمة، في مواجهة صناعة العملات المشفرة غير الخاضعة للإشراف.
aXA6IDMuMTM1LjIwNi4xNjYg جزيرة ام اند امز