عبارات «COP28» التاريخية.. باب واسع لمرحلة غير مسبوقة من العمل المناخي
خلال مسيرة العمل المناخي لتقليص الانبعاثات واحتواء الطقس المتطرف، تبرز 3 عبارات كمرجع توافقي بمجالات التكيف والتخفيف من مخاطر المناخ.
أولها عبارة اعترفت بدور العامل البشري في صنع تغير المناخ، وثانيها عبارة اتفاق باريس لبذل الجهود الدولية لعدم تخطي درجة حرارة الأرض الـ1.5 درجة مئوية، وثالث العبارات ما نص عليه البيان الختامي لقمة COP28 بدولة الإمارات، حول بدء انتقال عادل ومنظم ومنصف من الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة.
الانتقال بعيداً عن الوقود الأحفوري.. عبارة COP28 التاريخية لمكافحة تغير المناخ
تضمن النص الختامي لقمة COP28 في دبي عبارة ستشكل ملامح العمل المناخي حول العالم من الآن فصاعداً، عبارة لخصت إجماع دبي، أو الموقف المتفق عليه بين مفاوضي حوالي 200 دولة.
تمثلت العبارة في "الانتقال بعيداً عن الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة".
فلأول مرة نص بيان ختامي لمؤتمر الأطراف لقمة المناخ الدولية على الإشارة صراحة إلى الوقود الأحفوري.
قالت رئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة للقمة المناخية على وسائل التواصل الاجتماعي "مع إشارة غير مسبوقة إلى التحول عن جميع أنواع الوقود الأحفوري، فإن توافق COP28 التاريخي يحقق نقلة نوعية في إعادة تعريف اقتصادات العالم".
- خبراء لـ«العين الإخبارية»: الزراعة الذكية بالمغرب حل لمواجهة الجفاف
- COP28.. تمهيد الطريق لتنفيذ اتفاق باريس وأدوات جديدة لمتابعة الأطراف
العبارة الأولى والمفتاحية
سبقت العبارة الإماراتية المعبرة عن نقلة نوعية في مسيرة العمل المناخي، تاريخياً وزمنياً، عبارتين أخريين.
أولها عن أصل وسبب تغير المناخ وثانيها عن طريقة تقييم نجاح العمل المناخي.
في عام 1995، عندما قالت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، في تقريرها التقييمي الثاني، "إن ميزان الأدلة يشير إلى وجود تأثير بشري واضح على المناخ العالمي". تجاوزت تلك الجملة السهلة في النطق اعتراضات كل حكومة في العالم لتكون بمثابة ناقوس الموت للحجة القائلة المناهضة لجهود مكافحة تغير المناخ، بأن تغير المناخ ليس حقيقياً أو ليس من صنع الإنسان.
وبعد العبارة المفتاحية الفارقة لم يكن بوسع أي شخص مسؤول حول العالم أن يزعم أنه لا حاجة لفعل أي شيء لمواجهة مخاطر تغير المناخ، والحد من كوارث الطبيعة الناشئة عن سلوك البشر الصناعي والتجاري والاقتصادي والبيئي.
عبارة تضمنت رقما صنع فارقا
وجاءت العبارة الثانية في عام 2015، في ديباجة اتفاقات باريس، عندما تضمن النص بناء على طلب الدول الجزرية الصغيرة المهددة بالغرق تعهداً بـ"الحد بشكل كبير من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية لإبقاء ارتفاع درجة الحرارة العالمية أقل بكثير من درجتين مئويتين". فوق مستويات ما قبل الصناعة ومواصلة الجهود للحد من ذلك إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، مع الاعتراف بأن هذا من شأنه أن يقلل بشكل كبير من مخاطر وآثار تغير المناخ.
أدت الإشارة إلى محورية عدم تخطي درجة 1.5 درجة مئوية لحرارة كوكب الأرض لتفادي الأسوأ من كوارث المناخ التي لا يمكن السيطرة عليها، إلى تغيير النقاش والمطالبات والخطط الوطنية ووتيرة إزالة الكربون عن الاقتصادات المتقدمة والنامية، مع تكثيف جهود وفعاليات النشطاء والعلماء استغلال النص لمطالبة الحكومات والشركات بتحديد مسار 1.5 درجة مئوية لكل القطاعات الاقتصادية لتفادي تخطي ما اعتبره علماء المناخ عتبة دخول العالم في مرحلة الكوارث البيئية والمناخية، عتبة لا يمكن الرجوع عنها إذا تخطاها الإنسان وطريقة لقياس التقدم في مكافحة التغير المناخي.
في الخلفية عبارات أخرى مهمة ومؤثرة
العبارات المفتاحية الثلاث السابقة لا تلغي أهمية عبارات أخرى هادية للعمل المناخي، جاءت في نصوص قمم المناخ السابقة والأخيرة.
على سبيل المثال في قمة المناخ في دبي شدد النص الختامي على أهمية مضاعفة إنتاج الطاقات المتجددة لثلاثة أمثالها قبل نهاية العقد الحالي في 2030، ومضاعفة معدلات كفاءة الطاقة للضعف في نفس الفترة الزمنية.
مع إبراز قمة دبي العالمية للمناخ على أن العقد الحالي باق منه 7 سنوات، حاسم الأهمية، للوصول لصافي انبعاثات صفرية بحلول منتصف القرن الحالي.
aXA6IDE4LjE4OC4yMjcuMTA4IA== جزيرة ام اند امز