وقود السوق السوداء.. قنابل حوثية موقوتة تفاقم معاناة اليمنيين
تحولت محطات ومستودعات حوثية لتخزين وقود السوق السوداء إلى قنابل موقوتة تفتك حرائقها بممتلكات وأرواح اليمنيين.
والتهمت حرائق هائلة نشبت في عشرات المحطات والمستودعات الحوثية خصوصا في العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظتي الحديدة وإب، ممتلكات وأرواح اليمنيين.
وأتت الحرائق على منازل ومتاجر ومركبات مدنية، بالإضافة إلى حصدها لأرواح الكثيرين، غالبيتهم أطفال.
وتعمد قيادات في أعلى هرم جماعة الحوثي الإرهابية إلى إخفاء الوقود داخل صهاريج كبيرة تم تشييدها في مستودعات ومباني مدنية تنتشر بقلب الأحياء السكنية والشوارع الحيوية، في مسعى لافتعال أزمات وزيادة أسعار المواد النفطية لتحقيق مكاسب مالية وتمويل ما تسميه "المجهود الحربي".
وعلى وقع اندفاع كثيف لألسنة اللهب وكتلة دخان سوداء غطت السماء إثر ضغط انفجار مدوي، استيقظ آلاف السكان اليمنيين في مدينة باجل شرقي محافظة الحديدة، غربي البلاد، مطلع الأسبوع الجاري، على انفجار حريق نشب في إحدى محطات السوق السوداء للحوثيين.
حريق مروع
وقالت مصادر حقوقية وطبية يمنية لـ"العين الإخبارية"، إن تسرب النفط من أحد صهاريج الوقود تسبب بحريق مروع في محطة "الحجي" النفطية في باجل عند الخط الحيوي الرابط بين صنعاء والحديدة، وأودى بحياة 4 مدنيين على الأقل.
كما أصيب 3 آخرين بحروق من الدرجة الرابعة ولا تزال حياتهم تحت دائرة الخطر، بالإضافة إلى التهام الحريق عديد من المقطورات والمركبات المدنية ومنازل ومتاجر مجاورة.
وأظهرت مشاهد تداولها ناشطون للانفجار الذي ضربت الشارع الرئيسي المكتظ بالسكان، رعبا غير مسبوق وخروج مواطنون من مساكنهم وهروب جموع الناس بعيدا عن الحريق المهول.
حرائق صنعاء
وغدت حياة اليمنيين في خطر إثر الانفجارات الوحشية لمحطات الوقود الحوثية المخصصة للسوق السوداء حيث شهدت العاصمة صنعاء أيضا 3 حرائق كبيرة منذ مطلع الشهر الجاري فقط.
ونشبت هذه الحرائق المهولة في مستودعات حوثية كانت في مبنى "التموين بدائرة الأشغال العامة" خلف المدينة السياحية، وفي محطات بنزين للسوق السوداء في حيي "شميلة" بشارع تعز و"دار سلم" وسط العاصمة.
وبخلاف الخسائر البشرية، التي تكتمت مليشيا الحوثي الإعلان عنها، فقد تعرض مالكو متجر "الإمبراطور" للمفروشات ومؤسسة "العواضي" للزجاج والبناء والتعمير والعديد من المركبات لانتكاسة اقتصادية كبيرة وخسائر قدرت بملايين الريالات.
حرائق ضخمة وخسائر طائلة
وفي يونيو/ حزيران الماضي، اندلعت النيران في أكثر من 30 مبنى سكنيا في حي "السنينة"، غربي صنعاء، بعد أن نشبت في مستودع لتخزين الوقود وأسفر عن خسائر طائلة بممتلكات المواطنين.
ويتبع المستودع القيادي الحوثي المدعو، ناجي الحاكم، أحد أكبر تجار السوق السوداء في العاصمة، طبقا للمصادر.
وفي ذات الشهر، اندلع حريق كبير في محطة سوق سوداء تتبع القيادي الحوثي المدعو، طاهر شرف أبو طالب في بلدة "المقاش" في مدينة صعدة، المعقل الأم لمليشيات الحوثي، فيما رفض الانقلابيون الكشف عن أي تفاصيل حول الخسائر المادية والبشرية.
وخلال 6 سنوات من الانقلاب الحوثي، انفجرت في صنعاء وصعدة وتعز وإب عشرات المحطات والمستودعات واشتعلت حرائق ضخمة كشفت بجلاء حجم عبث المليشيات بممتلكات وأرواح اليمنيين.
وتتزامن حرائق وانفجارات مستودعات تخزين ومحطات المشتقات النفطية مع ذروة أزمات الوقود والتي تفتعلها المليشيات الحوثية الانقلابية.
إب الأكثر تضررا
ويتصدر المدنيون في مدينة إب، قائمة الأكثر تضررا من انفجارات المحطات الحوثية ومستودعات تخزين الوقود إثر حرائق متتالية شهدتها المحافظة الواقعة وسط اليمن.
وكشفت منظمة أطباء بلا حدود، عن استقبال طواقمها المتواجدة أحد المستشفيات الحكومية في محافظة إب أكثر من 209 حالة إصابة إثر الحرائق التي نشبت في منازل تخزين الوقود وذلك منذ مطلع العام الجاري وحتى شهر أغسطس/آب الماضي.
وأوضحت المنظمة الدولية في بيان صادر مؤخرا، حصلت "العين الإخبارية"، نسخة منه، أن أكثر من 58% من إجمالي الضحايا كانوا من الأطفال دون سن 15 عاما، تعرضوا لحوادث حروق مروعة، وقدمت لهم الرعاية الطبية في مستشفى "ذي السفال" في إب.
وحذرت المنظمة الدولية من خطورة تخزين الوقود في المنازل ووسط الأحياء في ظل أزمات الوقود المتتالية، الأمر الذي يتسبب بحدوث حرائق في الأحياء وسقوط المئات ضحايا من المدنيين.
وتتمثل خطورة محطات ومستودعات الوقود في كون الكثير منها تستحدث كجزء من مبانٍ سكنية أو على مقربة من مدارس تعليمية وأسواق شعبية، وفقا لناشطين يمنيين.
وتقول الحكومة اليمنية إن المليشيات الحوثية فخخت الأحياء السكنية بالمستودعات المشبوهة لتخزين الوقود والتي تستهدف تعقيد الأوضاع الإنسانية وخلق أزمات وتمويل أنشطتها الإرهابية والمتاجرة والمزايدة السياسية بها في الإعلام وأروقة المنظمات الدولية.
aXA6IDE4LjIyMS4xMDIuMCA= جزيرة ام اند امز