حاربت بالعراق والتقت الأسد سرا.. "غابارد" صداع برأس بايدن
"صداع برأس بايدن".. أقل ما توصف به تولسي غابارد، النائبة السابقة في الكونغرس والمرشحة الرئاسية السابقة والعضو المستقيل من الحزب الديمقراطي الذي ينتمي له الرئيس جو بايدن.
غابارد هي الأشد انتقادا لدعم إدارة الرئيس بايدن العسكري اللامحدود لأوكرانيا في حربها ضد روسيا منذ اندلاع الحرب في 24 فبراير/شباط من العام الماضي.
من هي تولسي غابارد؟
غابارد (41 عاما) أمريكية تنحدر من أصول من ساموا، وهي أول هندوسية تنتخب نائبة في الكونغرس.
وهي عضوة سابقة في مجلس النواب الأمريكي، ومرشحة رئاسية سابقة، من أشد المعارضين وبلهجة حادة وبأوصاف قاسية لتعاطي الإدارة الأمريكية والرئيس بايدن مع الأزمة الأوكرانية، والدعم العسكري "السخي" الذي تقدمه واشنطن لأوكرانيا، في حرب "بالوكالة" حسبما ترى غابارد.
وبحسب وسائل الإعلام الأمريكية، فإن جابارد محاربة مخضرمة خدمت فترتين في العراق، وتتبنى رسالة إنهاء "حروب تغيير النظام" والدعوة إلى سياسة خارجية أكثر انضباطا، ويؤيد موقفها المناهض للحرب العديد من أعضاء الحزب الجمهوري.
خدمت في العراق والكويت مع وحدة طبية ميدانية لحرس هاواي الوطني، وهي خبرة غذت آراءها في السياسة الخارجية المتعلقة بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى.
غابارد معروفة بدعمها الكبير للرئيس السوري بشار الأسد، وشاركت في حرب العراق، واتسمت علاقاتها بالحزب الديمقراطي قبل استقالتها بالتقلب، وفي 2019 انضمت بذلك إلى قائمة الديمقراطيين الليبراليين الذين يسعون للحصول على ترشيح الحزب للمنصب، وأطلقت حملتها الانتخابية رسميا من هاواي التي مثلتها في الكونغرس منذ عام 2013.
ودأبت غابارد على معارضة التدخل الأمريكي للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في سوريا، وذهبت لمقابلته الرئيس الأسد سرا في يناير 2017، مما أثار انتقادات البعض داخل حزبها.
في 2016 تصدرت غابارد عناوين الصحف بالانسحاب من منصب قيادي في اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي، بسبب قرار الحزب تقليل عدد المناظرات بين المرشحين الرئاسيين هيلاري كلينتون وبيرني ساندرز، في خطوة قال محللون إنها ساعدت كلينتون، وربما هنا يمكن الانتقادات الحادة التي توجهها غابارد لكلينتون.
معارضة شديدة بشأن أوكرانيا
تخوض غابارد المعادية للحروب حربا سياسية تهاجم فيها بضراوة وبشكل "قاسٍ" غالبا بايدن وإدارته وسياسة الحزب الديمقراطي الخارجية بشكل عام، خاصة ما يتعلق بالدعم العسكري الكبير الذي تقدمه الإدارة الحالية لأوكرانيا في حربها ضد روسيا.
أحدث تصريحات غابارد في هذا السياق جاءت عندما هاجمت خلال المؤتمر السنوي للمحافظين الأمريكيين في العاصمة واشنطن، حزبها السياسي السابق (الديمقراطي) بسبب تسليحه المتهور لأوكرانيا، وحذرت من أن سياسة تقديم المساعدة القاتلة تدفع بالولايات المتحدة إلى "شفا حرب نووية".
وقالت: "لقد أرسلوا الآن أكثر من 100 مليار دولار لتأجيج هذه الحرب بالوكالة"، مضيفة: "اليوم، أقف أمامكم، ولم أعد في صفوف الحزب الديمقراطي، لأنني، لم أستطع البقاء في حزب تسيطر عليه عصابة الحرب، التي تقودها ملكة الحرب، هيلاري كلينتون".
واعتبرت جابارد أن أخطر تهديد وجودي هو أن بايدن دفع الشعب الأمريكي والعالم بأسره إلى "هاوية الحرب النووية، وأطلق العنان لحرب باردة جديدة ويخاطر بحرب عالمية ثالثة".
وكانت تولسي غابارد دعت في وقت سابق، إلى إنهاء تمويل أوكرانيا، معتبرة أن أموال دافعي الضرائب الأمريكيين ينتهي بها الأمر في جيوب الحكومة الفاسدة في كييف.
غابارد وبايدن
نال الرئيس الأمريكي جو بايدن النصيب الأكبر من انتقادات غابارد وتصريحاتها شديدة اللهجة بسبب سياسة بايدن وإدارته في أوكرانيا.
وفي مقابلة سابقة مع شبكة "فوكس نيوز" زعمت غابارد أن "الهدف الحقيقي لتصعيد الولايات المتحدة للأزمة الأوكرانية ليس ما يسمى بالنضال من أجل الديمقراطية، بل الرغبة في تنفيذ انقلاب حكومي في روسيا".
وترى غابارد، أن بلادها بقيادة الرئيس جو بايدن تحاول بكل طريقة ممكنة تصعيد الوضع في روسيا، بما في ذلك من خلال النزاع بالوكالة إذا لم تنجح الضغوط الاقتصادية.
وأضافت: "بالنسبة لجو بايدن، يعني النظام العالمي الجديد بقيادة واشنطن. سيحاول بناء هذا النظام لو كان ذلك يعني وضعنا جميعا على شفا كارثة نووية".
واعتبرت أنه حتى الآن كانت الهجمات الاقتصادية الغربية على روسيا، تنتهي بشكل أفضل بالنسبة لها مقارنة بواشنطن، حيث خلق الرئيس الأمريكي ظروفا مثالية لارتفاع الأسعار، بذريعة دعم كييف.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي كتبت غابارد على "تويتر": "وعد بايدن في حملته الرئاسية، بإنهاء حروبنا المدمرة وذات النتائج العكسية. وبعد ذلك بعامين، نحن في أخطر حرب مسلحة نوويا مع روسيا ونستخدم أوكرانيا كدمية".
وفي انتقاد شديد لبايدن كتبت غابارد: "الزعيم الأمريكي لا يحاول حتى اللجوء إلى الدبلوماسية لوضع حد للمواجهة بين القوتين العظميين".
وانتقدت النائبة السابقة في الكونغرس، السياسة الخارجية للرئيس الحالي للبيت الأبيض، مشيرة الى أن القرارات التي اتخذها بايدن وقادة الكونغرس تقود العالم إلى محرقة نووية، واصفة القادة الحاليين للحزب الديمقراطي الأمريكي بـ "العقائديين المتعصبين الذين يكرهون الحرية".
وقبل ذلك بشهر شبهت غابارد، الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بأدولف هتلر، زاعمة أن الرجلين يتشاركان على ما يبدو "العقلية نفسها" حول كيفية قيادة الدولة.
وبحسب صحيفة "ديلي بيست" الأمريكية قالت غابارد في كلمة ألقتها أمام أنصارها، في مدينة مانشستر الأمريكية، حيث كانت ترغب النائبة السابقة في الكونغرس عن هاواي، في العودة لمجلس النواب الأمريكي مجدداً وهو ما لم يحدث: "اعتقد أن بايدن يشترك في نفس الفكر الذي كان يعتنقه هتلر، حيث يرى أن ما يصفه بنياته الطيبة تبرر سلوكه الاستبدادي".
وأضافت بحسب المصدر ذاته: "أنا متأكدة تماماً من أن كليهما يرى أنه يقوم بالشيء الصحيح، كان هتلر يعتقد أيضاَ أنه يفعل ما هو في مصلحة ألمانيا، و كان دائماً يفسر الأمور بالطريقة التي أدت إلى نهايته".