الجيش الجزائري: دولة "مدنية" شعار للتلاعب بالبلاد
قائد أركان الجيش الجزائري يتهم رموز نظام بوتفليقة وأطرافاً أخرى "مشبوهة" بـ"شن حملات مسعورة تهدف إلى إحداث القطيعة بين الجيش والشعب"
شن قائد أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح، الخميس، هجوماً لاذعاً على رموز نظام الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة وأطراف أخرى "مشبوهة".
واتهمهم قايد صالح بـ"شن حملات مسعورة تهدف إلى إحداث القطيعة بين الجيش والشعب".
- الجيش الجزائري: انتخابات الرئاسة مسار لا رجعة فيه
- "الانتخابات الجزائرية" تعلن قبول أوراق 5 مرشحين للرئاسة
وفي كلمة ألقاها، خلال ندوة بـ"نادي الجيش" التابع لوزارة الدفاع، كشف قايد صالح أن الجيش تمكن من "نسف مخططات دنيئة ولا ينتصر لغير مصلحة البلاد"، من دون أن يعطي تفاصيل عن تلك المخططات.
وشدد على أن الجيش "مدرك لحساسية الوضع وخطورة التحديات والرهانات، ويعمل على حماية السيادة الوطنية مهما كانت الظروف والأحوال".
واتهم قائد أركان الجيش الجزائري رموز نظام الرئيس المخلوع عبدالعزيز بوتفليقة التي وصفها بـ"العصابة" بالوقوف وراء الشعار الذي يرفعه متظاهرون "دولة مدنية وليست عسكرية".
وأكد أنها تحاول تغليط الرأي العام الوطني "عبر نشر أفكار خبيثة تستهدف ضرب الثقة بين الشعب وجيشه".
وأوضح أن "هذه الأفكار الخبيثة ليس لها وجود إلا في أذهان ونوايا من يروج لها لأن الجيش المتمسك بمهامه الدستورية الواضحة والمدرك لحساسية الوضع وخطورة التحديات والرهانات يعمل على حماية الدولة والحفاظ السيادة الوطنية ووحدة الوطن والشعب مهما كانت الظروف والأحوال".
وكشف نائب وزير الدفاع الجزائري للمرة الأولى عن "الأهداف الخفية" لذلك الشعار، وقال إن العصابة تهدف من وراء تلك الشعارات إلى "إحداث القطيعة بين الجيش وشعبه لكي يسهل التلاعب بمصير الجزائر ومقوماتها واستغلال الظرف الراهن من خلال شعار دولة مدنية وليست عسكرية".
وخلال الأشهر الأخيرة من عمر الحراك الشعبي المتواصل، رفع المتظاهرون شعارات ورددوا هتافات "مناوئة لقيادة الجيش" بشعار "دولة مدنية وليست عسكرية"، وبأنها "الحاكم الفعلي في الجزائر".
غير أن مراقبين يرون أن تلك الشعارات "كانت مؤشراً قوياً على اختراق الحراك من قبل جناحي الدولة العميقة المرتبطة ببعض الدول التي ترى في الحرب على الفساد وانتخابات الرئاسة المقبلة تهديداً لمصالحها ونفوذها".
وجدد الجيش الجزائري، الأربعاء، رفضه للدعوات المطالبة بإلغاء أو تأجيل انتخابات الرئاسة المقبلة بسبب "عدم توفر ظروف نجاحها" وفق تصريحاتهم، وأكدت أنها "مسار لا رجعة فيه، طالما أن الشعب تبناه ومصمم على المضي نحوه رغم الاستفزازات والدعايات المغرضة".
وشددت المؤسسة العسكرية بالجزائر في افتتاحية "مجلة الجيش" التي تصدرها بشكل شهري وزارة الدفاع الجزائرية على أن انتخابات الرئاسة المقبلة "لن تكون كسابقاتها"، مبررة ذلك بأنها "ستحدث القطيعة مع ممارسات الماضي التي كرستها العصابة بهدف إحباط معنويات الشعب" في إشارة إلى رموز نظام الرئيس المخلوع عبدالعزيز بوتفليقة.