جبل للنفايات في الهند ارتفاعه 65 مترا
مسح حكومي أجري بين عامي 2013 و2017 يظهر أن نيودلهي شهدت 981 حالة وفاة بسبب أمراض صدرية حادة في حين أن أكثر من 1,7 مليون شخص يعانون منها
من المتوقع أن يزيد ارتفاع أعلى جبل نفايات في العاصمة الهندية نيودلهي على علو ضريح تاج محل الشهير خلال 2020.
وتحوم الصقور وطيور أخرى حول مكب غازيبور الشاهق والواقع عند الحدود الشرقية لنيودلهي، كما أن الأبقار والكلاب الضالة والفئران تتجول على تلك المساحة الشاسعة من القذارة.
وتساوي مساحة هذا المكب أكثر من 40 ملعب كرة قدم، ويرتفع نحو 10 أمتار سنويا دون أن تلوح في الأفق أي إشارات على معالجته.
وفقا للمهندس آرون كومار، يبلغ ارتفاع مكب النفايات هذا حاليا أكثر من 65 مترا، وبمعدل نموه الحالي، سيكون أعلى من ضريح تاج محل الشهير في أجرا الذي يبلغ ارتفاعه نحو 73 مترا، بحلول عام 2020.
وحذرت المحكمة العليا في الهند، في 2018، من أن الوضع قد يتطلب وضع أضواء حمراء تحذيرية في مكب النفايات لتنبيه الطائرات المارة.
وتعد المدن الهندية من أكبر منتجي النفايات في العالم، إذ تخلف 62 مليون طن من النفايات سنويا، وبحلول عام 2030، قد يرتفع هذا العدد إلى 165 مليون طن، وفق الأرقام الحكومية.
وعندما تولى رئيس الوزراء ناريندرا مودي السلطة في عام 2014، أطلق عملية "كلين إنديا" (تنظيف الهند) التي جرى بموجبها بناء عشرات الآلاف من المراحيض العامة وتطبيق قواعد جديدة لإدارة النفايات أدخلت حيز التنفيذ في عام 2016.
لكن الهيئات الرقابية بما في ذلك المحكمة العليا، اتهمت مرارا السلطات المتحاربة في نيودلهي، إذ يحكم المنطقة حزب معارض بينما يدير حزب مودي اليميني سلطات المدينة، بعدم أخذ أزمة النفايات على محمل الجد.
وافتتح مكب غازيبور في عام 1984 ووصل إلى قدرته الاستيعابية القصوى في عام 2002 عندما كان يجب إغلاقه، لكن مخلفات سكان المدينة استمرت في الوصول كل يوم بمئات الشاحنات.
وقال مسؤول في بلدية نيودلهي، طالبا عدم كشف اسمه: "يُرمى نحو ألفي طن من القمامة في غازيبور كل يوم".
وفي عام 2018، انهار جزء من الجبل بعد تساقط أمطار غزيرة، ما أدى إلى مقتل شخصين، وبعد هذا الحادث، مُنع إلقاء النفايات في المكان، لكن هذا الإجراء استمر بضعة أيام فقط لأن السلطات لم تجد بديلا له.
وتندلع الحرائق الناجمة عن غاز الميثان المتأتية من مكب النفايات بانتظام وتستغرق عملية إخمادها أياما.
وقالت شامبهافي شوكلا، كبيرة الباحثين في مركز العلوم والبيئة في نيودلهي، إن تسرب الميثان من القمامة يمكن أن يصبح أكثر فتكا عندما يصبح في الجو، كما أن العصارة، وهي سائل أسود سام، تتسرب من المكب إلى قناة مائية محلية.
وأوضحت شيترا موخيرجي، رئيسة "شينتان"، وهي مجموعة معنية بالدفاع عن البيئة: "كل هذا يجب أن يتوقف إذ إن إلقاء النفايات المستمر أدى إلى تلوث الهواء والمياه الجوفية بشكل كبير".
وقال بونيت شارما، الذي يسكن في المنطقة: "حوّلت الرائحة السامة حياتنا إلى جحيم، يمرض السكان بشكل دائم"، وبعدما أدرك السكان أن الاحتجاجات غير مفيدة، بدأوا يغادرون المنطقة.
وأوضحوا أن المصنع الذي يعيد تدوير النفايات ويحولها إلى طاقة والموجود قرب المكب، يفاقم المشكلة لأن الدخان الذي يطلقه عن طريق إحراق القمامة سام أيضا.
وذكرت الطبيبة كومود جوبتا أنها تعاين يوميا نحو 70 شخصا من ضمنهم أطفال، يعاني غالبيتهم من أمراض صدرية وأمراض المعدة الناجمة عن الهواء الملوث.
وأظهرت دراسة حديثة أن المكب يشكل خطرا على الصحة، خصوصا بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون على مسافة 5 كيلومترات منه، بما في ذلك السرطان.
وبيّن مسح حكومي أُجري بين عامي 2013 و2017 أن نيودلهي شهدت 981 حالة وفاة بسبب أمراض صدرية حادة في حين أن أكثر من 1,7 مليون شخص يعانون منه، ورغم كل ذلك، ستزداد جبال النفايات في الهند ارتفاعا خلال السنوات المقبلة.
aXA6IDMuMTQuMTQ1LjE2NyA= جزيرة ام اند امز