"باب العامود" .. مدخل إسرائيل لتجريف هوية القدس العتيقة
قوات الاحتلال وضعت غرفة مراقبة ثابتة في مدخل باب العامود الذي يعتبر الأشهر من بين بوابات البلدة القديمة
وضعت قوات الاحتلال الإسرائيلي غرفة مراقبة ثابتة في مدخل باب العامود الذي يعتبر الأشهر من بين بوابات البلدة القديمة التاريخية بمدينة القدس الشرقية المحتلة.
ويعتبر باب العامود من أجمل أبواب البلدة القديمة في القدس، ولكن إجراءات الاحتلال الإسرائيلي على مدى السنوات الأخيرة الماضية قد شوهته.
ويؤدي باب العامود إلى الأسواق التاريخية وعلى رأسها خان الزيت وأسواق العطارين والصاغة والقطانين والأماكن الدينية في البلدة القديمة أبرزها المسجد الأقصى المبارك وكنيسة القيامة.
وفوجئ المواطنون الفلسطينيون في ساعات صباح اليوم الخميس، بغرفة المراقبة الحديدية على الجانب الأيمن من الباب التاريخي.
وتنضم غرفة المراقبة الحديدية إلى نقاط تفتيش عديدة أقامتها قوات الاحتلال في النقاط المؤدية إلى باب العامود خلال العامين الماضيين.
كما نصبت الشرطة الإسرائيلية خلال السنوات الأخيرة، عشرات كاميرات المراقبة على أعمدة الكهرباء المطلة على الباب الذي استشهد في محيطه ما يزيد عن 20 فلسطينيا في العامين الماضيين.
واقتلعت الشرطة الإسرائيلية قبل عدة أشهر، أشجار زيتون كانت مزروعة منذ سنوات على مقربة من الباب.
ولباب العامود عدة أسماء من بينها الاسم الحالي في إشارة إلى عامود قديم كان في مدخل الباب، وأيضا باب دمشق لأن من بواباته الخارجية كانت تنطلق السيارات إلى مدينة دمشق السورية.
ويأتي وضع نقطة المراقبة في إطار خطة إسرائيلية أعلن عنها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الشهر الماضي.
ويقول زياد الحموري، مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية، للعين الإخبارية، إن "النقطة الاحتلالية في مدخل باب العامود هي خطوة إسرائيلية تستهدف أسواق البلدة القديمة وأماكنها الدينية".
وأضاف" عمدت قوات الاحتلال على مدى العامين الماضيين، إلى التضييق على الفلسطينيين، خاصة الشبان، أثناء مرورهم من باب العامود عبر توقيفهم وإخضاعهم لعمليات فحص مهينة وذلك بهدف تقليل حركتهم من خلالها".
واعتبر الحموري أن "ما يجري هي محاولة تهويد تدريجية لباب العامود، فبداية يتم تقييد حركة مرور الفلسطينيين من خلالها ومن ثم سيتم منعها نهائيا من خلال نقطة المراقبة الجديدة".
ورأى أن " ما يجري هو تغيير وتشويه لهوية البلدة القديمة في انتهاك فظ وصريح لكل قرارات الشرعية الدولية بما في ذلك قرارات منظمة اليونسكو التي حظرت على إسرائيل أي تغيير في المشهد التاريخي لمدينة القدس".
ويقيم عشرات الآلاف من الفلسطينيين في مدينة القدس القديمة ويستخدمون بوابات البلدة وهي باب العامودـ باب الخليل، باب النبي داود، باب المغاربة، باب الساهرة، باب الجديد ، وباب الأسباط.
وللبلدة القديمة بوابات مغلقة وهي باب الرحمة ، الباب الواحد، باب المثلث والباب المزدوج.
ويقول فلسطينيون إن الحكومة الإسرائيلية تستمد التشجيع من قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل من أجل تكثيف مساعيها لتهويد المدينة المقدسة.