بينهم أطفال ونساء.. 14 قتيلا في قصف إسرائيلي عنيف على غزة

في تصعيد جديد للحرب المستمرة منذ أكثر من 20 شهرًا، أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة، الأحد، مقتل 14 فلسطينيًا، بينهم نساء وأطفال، في غارات جوية إسرائيلية استهدفت مناطق مختلفة من القطاع المحاصر.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، إن «طواقم الإنقاذ والإسعاف نقلت 14 شهيدًا وعددًا من الجرحى، بينهم أطفال ونساء، جراء سلسلة من الغارات العنيفة التي نفذها الجيش الإسرائيلي خلال ساعات الليل والفجر».
قصف يستهدف المدنيين والنازحين
وكان أكثر الهجمات دموية في حي التفاح شمال شرق مدينة غزة، حيث قُتل خمسة أشخاص وأصيب عدد من الأطفال، بعد أن استهدفت طائرة حربية منزلاً مأهولًا بالسكان، وفق ما أكده بصل.
وفي مدينة خان يونس جنوب القطاع، قُتل خمسة مدنيين بينهم طفل وسيدتان، في غارة إسرائيلية استهدفت خيمة للنازحين في منطقة المواصي، بعد منتصف الليل. وأفادت مصادر طبية من مستشفى ناصر بأن «عدة جثث وصلت متفحمة، فيما يعاني عدد من المصابين من حروق خطيرة للغاية».
وشهدت الخيام العشر القريبة من موقع الاستهداف حريقًا هائلًا، بحسب روايات شهود عيان، مما زاد من تعقيد عمليات الإنقاذ والإسعاف.
وفي جنوب خان يونس، أودى قصف فجري بحياة امرأة إثر استهداف منزلها، فيما أدى قصف في حي الزيتون بمدينة غزة إلى مقتل طفلين وإصابة أكثر من عشرين آخرين، مع تدمير كامل للمنزل المؤلف من طابقين.
كما تم تسجيل مقتل شاب يبلغ من العمر 18 عامًا بنيران الجيش الإسرائيلي قرب مركز للمساعدات في مدينة رفح، جنوب القطاع، وسط تحذيرات من انهيار الوضع الصحي بسبب نقص التجهيزات الطبية.
تحذيرات إسرائيلية بإخلاء الشمال
وتزامنت الغارات مع إصدار الجيش الإسرائيلي تحذيرات عاجلة لسكان شمال غزة، دعاهم فيها إلى إخلاء منازلهم فورًا والتوجه نحو منطقة المواصي، تمهيدًا لعملية عسكرية «شديدة القوة»، وفق ما جاء في بيان المتحدث العسكري أفيخاي أدرعي.
ونشر الجيش خارطة توضح المناطق المستهدفة، وعلى رأسها مدينة غزة، جباليا، الزيتون، التركمان، والتفاح، مؤكداً أن العمليات ستتوسع غربًا لتشمل قلب المدينة.
تأتي هذه التطورات بعد مرور أكثر من 20 شهرًا على اندلاع الحرب، التي بدأت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بهجوم مباغت شنّته حركة حماس على جنوب إسرائيل، أدى إلى مقتل 1219 شخصًا، معظمهم من المدنيين، وفق أرقام رسمية إسرائيلية. كما تم احتجاز 251 رهينة، لا يزال 57 منهم في غزة، بينهم 34 تؤكد إسرائيل وفاتهم.
وردًا على ذلك، شنت إسرائيل حربًا واسعة أدت إلى مقتل 56,412 فلسطينيًا حتى اليوم، معظمهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة في غزة.
أزمة إنسانية خانقة
ويعاني القطاع من أوضاع إنسانية كارثية، مع انهيار شبه تام في البنية التحتية الصحية، ونقص حاد في المستلزمات الطبية، الأمر الذي يؤدي إلى وفاة مصابين لعدم تلقيهم العلاج اللازم، بحسب ما أكدته مصادر الدفاع المدني.
وتثير الغارات الإسرائيلية المتواصلة مخاوف متزايدة من ارتفاع عدد الضحايا في الأيام المقبلة، في ظل تعثر المساعي الدولية لوقف دائم لإطلاق النار.