مرضى غزة.. الحصار يخنق أمل الشفاء
لم تتغير الحياة منذ صمتت أصوات البنادق في غزة، فالكهرباء تأتي بصورة متقطعة، لمدة 4 ساعات، والمستشفيات تواجه نقص الأدوية
فراس الدان (3 سنوات) يحب المصارعة والتشاجر مع شقيقته الكبرى رهف (5 سنوات)، وذلك رغم حقيقة أنه يمكنها هزيمته في أي وقت.
- الحصار الإسرائيلي يُعرِّض حياة توأم ملتصق في غزة للخطر
- أهل غزة يتواصلون عبر شبكة محمول وطنية للمرة الأولى
والدتهما رائدة، تنظر لطفليها اللذين لا أحد منهما كبير بما يكفي ليفهم المعاناة اليومية في غزة.
تقول رائدة: "الحياة في غزة ممتلئة بالألم على جميع المستويات، اقتصاديًا، واجتماعيًا، الوضع صعب للغاية"؛ حيث تحاصر إسرائيل القطاع منذ 10 سنوات.
وذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أنها التقت عائلة الدان نهاية يوليو/تموز 2014، يوم مولد فراس، الصبي المعروف بين أسرته بابن الحرب.
وصلت رائدة مستشفى الشفا في مدينة غزة؛ حيث كانت الحرب في أوجها بين حماس وإسرائيل، وقال الأطباء إن القصف الجوي المتواصل كان يسبب مضاعفات لسيدات في طريقهن لأن يصبحن أمهات، وكان الأمر أصعب بالنسبة لرائدة التي كانت تحتاج عملية قيصرية.
وبعد ساعة من الانتظار على أحر من الجمر، وصل طفل بصحة جيدة يزن 8 باوندات و2 أونصة، وقالت رائدة: "ولد خلال الحرب، لهذا أسميناه ابن الحرب. إنه دائمًا غاضب، لكنه شجاع".
لم تتغير الحياة منذ صمت أصوات البنادق، فالكهرباء تأتي بصورة متقطعة إلى منزل رائدة، لمدة 4 ساعات في اليوم، وما إن تنار الأضواء حتى يركض فراس وشقيقته رهف لتشغيل التلفزيون لمشاهدة برامج الأطفال والمصارعة، وتبدأ رائدة ووالدتها أعمال غسيل الملابس.
الرعاية الطبية مشكلة أخرى تواجهها العائلة، فتقول رائدة إنه شقيقها توفى مؤخرًا لأنه لم يتمكن من الحصول على علاج مناسب في غزة، ولم يستطع الحصول على إذن للسفر للعلاج بالخارج، ما يجعلها تقلق على نفسها.
مؤخرًا، اكتشفت رائدة وجود كتلة في صدرها، ما جعلها تبيع حُليها لإجراء عملية استئصال ثدي كإجراء احترازي، لكن أخبرها الأطباء فيما بعد أنها مصابة بالسرطان.
وتقول رائدة: "الوسيلة الوحيدة للحصول على علاج مناسب هي السفر للخارج، لكن هذا سيكون صعبًا؛ حيث سيكون عليّ ترك أطفالي".
وذهبت شبكة "سي إن إن" لمعرفة طبيعة علاج السرطان الذي يتلقاه المرضى في غزة، حيث تحدث الأطباء عن الصراع المستمر لإبقاء المستشفى مؤمنا بمخزون من الأدوية والمعدات.
رائدة ستبحث عن علاج بمستشفى عبدالعزيز الرنتيسي، حيث يتعامل الأطباء مع معظم مرضى السرطان، 10% منهم أطفال، وهم يتمتعون بأولوية في الرعاية الصحية.
ويقول الدكتور طلحة بالوشا، إنهم بالمستشفى يعانون منذ 6 أو 7 أشهر بسبب انقطاع الكهرباء.
وجهتهم الأخيرة الموت
يطمئن بالوشا مرضاه بأن المستشفى به مخزون كافٍ من العلاج الكيميائي، لكنه يعترف أنه لا يعلم أبدأ متى قد تتم عرقلة وصول شحنات العلاج، قائلًا: "في مشفانا، لدينا 13 مريضًا توفوا بسبب عدم وجود علاج كيميائي أو خلال ما نسميه مشكلة الإحالة الطبية".
ويضيف "المرضى لا يمكنهم إيجاد علاجهم الكيميائي هنا، لذا يقوم الأطباء بأمر الإحالة الطبية إلى الضفة الغريبة أو بيت المقدس. أما إذا كانوا لا يستطيعون مغادرة غزة، فيجب عليهم الانتظار حتى وصول العلاج الكيميائي هنا، وإن لم يعثروا عليه هنا، ستكون مع الأسف وجهتهم الأخيرة هي الموت".
aXA6IDE4LjIxNi4xMDQuMTA2IA== جزيرة ام اند امز