سيناريو 1981.. صفقات اللحظات الفارقة من طهران إلى غزة
أعاد اتفاق الهدنة في غزة إلى الأذهان إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين في طهران بالتزامن مع تنصيب رونالد ريغان.
ووفقا لصحيفة نيويورك تايمز يظهر التشابه بين اتفاق غزة المحتمل وإطلاق سراح الرهائن الأمريكيين في إيران عام 1981 في عدة جوانب تتعلق بالظروف السياسية والتوقيت الحساس.
ففي كلا الحدثين يرتبط تحرير الرهائن بتغير كبير في القيادة السياسية، ففي عام 1981 تم إطلاق سراح الرهائن بالتزامن مع تنصيب الرئيس رونالد ريغان، بينما يُرجح أن تُستكمل صفقة غزة قبل تنصيب الرئيس دونالد ترامب.
وفي 20 يناير/كانون الثاني عام 1981 من ذلك العام، أعلن الرئيس رونالد ريغان، بعد فترة قصيرة من تنصيبه رئيسا، لأعضاء الكونغرس خلال مأدبة غداء أعقبت حفل التنصيب أن أزمة الرهائن التي استمرت 444 يوما التي استهلكت السنة الأخيرة من إدارة سلفه جيمي كارتر، قد انتهت أخيرا. وقال ريغان عن الأسرى "لقد أصبحوا الآن أحرارا".
كانت أزمة الرهائن نتيجة الانتفاضة التي قادها آية الله الخميني والتي أطاحت بالنظام الملكي الإيراني في عام 1979. وفي أكتوبر/تشرين الأول من ذلك العام قرر كارتر السماح للشاه الإيراني المنفي بالسفر إلى الولايات المتحدة لتلقي علاج للسرطان، مما أثار غضب الثوار الإيرانيين.
في الشهر التالي، اجتاح إيرانيون السفارة الأمريكية في طهران واحتجزوا 66 رهينة، تم إطلاق سراح أكثر من اثني عشر رهينة في وقت مبكر، ليبقى 52 دبلوماسيا وحارسا وموظفا بالسفارة قيد الأسر.
ولممارسة الضغط على إيران للإفراج عنهم أوقف كارتر شراء النفط الإيراني وجمد جميع الأصول الإيرانية في الولايات المتحدة. كما أمر بمحاولة إنقاذ عسكرية في أبريل/نيسان 1980، ولكن المهمة فشلت وتحولت إلى كارثة عندما اصطدمت طائرة هليكوبتر بطائرة أمريكية في الصحراء الإيرانية، مما أسفر عن مقتل ثمانية من مشاة البحرية والطيارين.
أسهم الغضب في الولايات المتحدة بسبب طول مدة احتجاز الرهائن في تراجع شعبية كارتر بشكل كبير، وفي نوفمبر/تشرين الثاني 1980 فاز ريغان في الانتخابات الرئاسية ضد كارتر، الذي استمر في العمل على إبرام صفقة مع إيران حتى الليلة الأخيرة من رئاسته.
وقال المفاوضون الأمريكيون، الذين عملوا دون توقف لمدة خمسة أيام في محاولة لإنهاء الأزمة قبل مغادرته منصبه، في ذلك الوقت إنهم لا يعرفون ما إذا كانت إيران قد تعمدت تأخير المحادثات لضمان أن يكون ريغان رئيسا عند إطلاق سراح الرهائن.
يعكس كلا الحدثين استخدام الأطراف المحتجزة للرهائن كورقة ضغط سياسي لتحقيق أهدافها، في أزمة الرهائن الإيرانية سعت الثورة الإيرانية إلى إظهار قوتها ومقاومتها للنفوذ الأمريكي، بينما في حالة غزة تتشابك القضية مع تعقيدات الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني والضغط الدولي المتزايد لإيجاد حلول إنسانية.
كما يلعب التوقيت دورا بارزا في كلا الحدثين، في أزمة إيران يعتقد أن التأخير كان متعمدا لضمان أن يُنظر إلى إطلاق سراح الرهائن كإنجاز للإدارة الجديدة، وبالنسبة لاتفاق غزة فإن توقيته قبل تغيير القيادة الأمريكية يعكس أهمية السياسة الدولية والإقليمية في صياغة مثل هذه الصفقات.
تشير هذه التشابهات إلى أن قضايا الرهائن ليست مجرد مسائل إنسانية، بل أدوات سياسية يمكن أن تُستغل لتشكيل الديناميكيات بين الدول والقوى العالمية، وفق الصحيفة.
aXA6IDMuMTQ1Ljg0LjEyOCA= جزيرة ام اند امز