هدنة غزة.. أبرز مشاهد اليوم الأول
بعد تأخير لما يقرب من ثلاث ساعات دخل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، مما أوقف الحرب، وأعطى الأمل لنحو 2.3 مليون شخص في غزة نزح أغلبهم عدة مرات.
وقف نار سيسكت في مرحلته الأولى أصوات المدافع لمدة 42 يومًا، فيما من المقرر أن تنسحب القوات الإسرائيلية من مدن غزة إلى «منطقة عازلة» على طول حافة القطاع، وسوف يتمكن الفلسطينيون النازحون من العودة إلى ديارهم، وسوف تشهد عمليات تسليم المساعدات زيادة ملحوظة.
قصف وغارات
في الموعد الذي كان من المفترض أن يبدأ فيه سريان وقف إطلاق النار، شن الجيش الإسرائيلي غارات جوية وضربات مدفعية، على شمال غزة، مما أسفر عن مقتل 13 فلسطينيا على الأقل وإصابة عشرات آخرين قبل أن يبدأ تنفيذ الاتفاق بالفعل الساعة الحادية عشرة بالتوقيت المحلي.
قصف قال عنه الجيش الإسرائيلي إنه استخدم فيه الطيران والمدفعية لتدمير «أهداف إرهابية».
وقالت هيئة الطوارئ المدنية الفلسطينية إن الغارات الجوية العسكرية الإسرائيلية قتلت 13 فلسطينيا على الأقل في هجمات في مختلف أنحاء قطاع غزة خلال التأخير.
تأخير سريان الهدنة
مع تأخر بدء الاتفاق 3 ساعات عن موعده الأصلي الذي كان مقررا في الثامنة والربع صباحا بالتوقيت المحلي، حملت إسرائيل حماس مسؤولية تأخير بدء تنفيذ الاتفاق قائلة إن الحركة لم تقدم قائمة بأسماء الرهائن النساء الثلاث المقرر إطلاق سراحهن في اليوم الأول بموجب الاتفاق.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر للصحفيين بعد وقت قصير من بدء سريان وقف إطلاق النار: «كان يتعين على حماس أن تقدم أمس أسماء الرهائن اللاتي سيتم إطلاق سراحهن اليوم.. تسلمنا القائمة بعد الموعد المحدد بأكثر من 18 ساعة».
فيما عزت حماس التأخير إلى أسباب «فنية ميدانية»، دون تحديد ما هي تلك الأسباب.
وقال مسؤول فلسطيني مطلع على الأمر، تحدث شريطة عدم نشر اسمه، إن التأخير حدث نتيجة استمرار الضربات الجوية والبرية الإسرائيلية حتى حلول موعد التنفيذ والذي جعل من الصعب إرسال القائمة إلى الوسطاء.
وبعد مرور ساعتين على الموعد المحدد في الأصل لتنفيذ وقف إطلاق النار، أعلنت حماس أنها أرسلت القائمة، وأكد مسؤولون إسرائيليون تسلمها. وقالت حماس في بيان إن الرهائن الإسرائيليات الثلاث اللاتي سيتم إطلاق سراحهن اليوم الأحد هن: دورون شتاينبريشر (31 عامًا)، والبريطانية الإسرائيلية إميلي داماري (28 عامًا)، اللتان اختطفا من كيبوتسهما، ورومي جونين (24 عامًا)، الذي اختطف من مهرجان سوبر نوفا في أكتوبر 2023.
إطلاق الرهائن
أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي صباح اليوم أن إطلاق سراح الرهائن الثلاثة اللاتي تحتجزهم حماس في غزة سيتم بعد الساعة 14:00 بتوقيت غرينتش يوم الأحد. وفي بيان، قال المكتب أيضا إن أربع رهائن أخريات على قيد الحياة سيتم إطلاق سراحهن في غضون سبعة أيام.
عائلات الرهائن
ذكرت وسائل إعلام عبرية أن الجيش الإسرائيلي، طلب من أمهات الرهائن الثلاثة الحضور إلى نقطة الالتقاء في قاعدة قريبة من حدود غزة. ومن هناك سوف يرافقون بناتهم أثناء نقلهن إلى المستشفى.
طائرات عسكرية
قال الجيش الإسرائيلي إن مروحيات سلاح الجو جاهزة لاستقبال الرهائن الإسرائيليين الثلاثة المقرر إطلاق سراحهن من قطاع غزة.
وستنقلهم المروحيات إلى المستشفيات بعد إجراء فحص أولي في منشأة عسكرية بالقرب من الحدود. وقد أرسل أفراد العائلة متعلقات شخصية تنتظر الرهائن في المروحيات.
الصليب الأحمر.. وسيط
أظهرت لقطات مصورة بثت من قطاع غزة قافلة تابعة للصليب الأحمر وهي تتجه لنقل الرهائن الإسرائيليين الثلاثة قبل إطلاق سراحهن المتوقع.
فرحة إسرائيلية:
هتف الإسرائيليون وتعانقوا عندما وردت أنباء تسليم الرهائن الثلاثة للصليب الأحمر، مرددين "رومي يعود! إيميلي تعود! دورون يعود!" في ساحة الرهائن بتل أبيب.
دروس من الماضي
على الجانب الآخر، يستعد الجيش الإسرائيلي للإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين إلى الضفة الغربية، ضمن صفقة الأسرى ووقف إطلاق النار مع حماس في قطاع غزة.
إلا أن الجيش الإسرائيلي، قال إنه سيطبق الدروس المستفادة من عمليات الإفراج السابقة عن السجناء الفلسطينيين، والتي من بينها: منع الاحتفالات والاستعراضات عند إطلاق سراح السجناء.
وبالإضافة إلى ذلك، يقول الجيش الإسرائيلي إنه يعزز قواته ويكثف جهوده الدفاعية في الضفة الغربية لمنع الهجمات المحتملة.
مكالمات تحذيرية وعمليات هجومية
وأجرى عملاء الشاباك مكالمات تحذيرية لعائلات السجناء المتوقع إطلاق سراحهم. فيما تستعد القيادة المركزية في الجيش الإسرائيلي لتنفيذ عمليات هجومية في الضفة الغربية، لمنع حماس من ترسيخ موطئ قدم لها في الضفة الغربية في ضوء إطلاق سراح أعضاء الحركة.
وتقول مصادر عسكرية إن الخطط الهجومية يتم تنسيقها مع السلطة الفلسطينية، التي تخشى -أيضاً- من سيطرة حماس على السلطة في الضفة الغربية.
وتعتزم القيادة المركزية مراقبة السجناء الذين يتم إطلاق سراحهم بموجب هذا الاتفاق وإعادة اعتقالهم إذا لزم الأمر.
يأتي ذلك، فيما بدأت القوات الإسرائيلية، الانسحاب من مناطق في مدينة رفح بقطاع غزة باتجاه محور فيلادلفيا على طول الحدود بين مصر وغزة، بحسب ما أفادت التقارير.
احتفالات غزة
ورغم مساعي إسرائيل لمنع الاحتفالات الفلسطينية باتفاق غزة، سادت مشاهد البهجة في مختلف أنحاء القطاع مع بدء عودة آلاف الفلسطينيين إلى منازلهم.
وهرع آلاف الفلسطينيين إلى الشوارع في أنحاء قطاع غزة مع بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، اليوم الأحد، بعضهم للاحتفال، والبعض الآخر لزيارة قبور الأقارب، بينما عاد كثيرون لتفقد ما بقي من منازلهم.
وقالت آية، وهي نازحة من مدينة غزة لجأت إلى دير البلح في وسط القطاع منذ أكثر من عام لـ«رويترز»، إنها تشعر وكأنها وجدت بعض الماء لتشربه أخيرا بعد أن تاهت في الصحراء لمدة 15 شهرا، مضيفة أنها تشعر بعودة الحياة لها مجددا.
انتشار شرطة حماس
ومر مقاتلو حماس بسياراتهم عبر مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة وسط هتافات وهدير الجماهير على الرغم من تأخير دام ما يقرب من ثلاث ساعات في بدء تنفيذ الاتفاق الذي يأتي بعد 15 شهرا من الحرب المدمرة.
وانتشر رجال شرطة تابعون لحماس، وهم يرتدون زي الشرطة الأزرق، في بعض المناطق بعد شهور من محاولتهم الابتعاد عن الأنظار لتجنب الضربات الجوية الإسرائيلية. وردد من تجمعوا ابتهاجا بالمقاتلين تحياتهم لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس.
وقال مقاتل لـ«رويترز» إن جميع فصائل المقاومة باقية رغما عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأضاف: «هذا وقف لإطلاق النار، وقف كامل وشامل بإذن الله، ولن تكون هناك عودة للحرب رغما عنه (نتنياهو)».
ركام
وفي شمال قطاع غزة، حيث وقعت بعض أشد الضربات الجوية والمعارك الإسرائيلية مع مقاتلي الفصائل المسلحة، شق مئات الأشخاص طريقهم عبر مشهد مدمر من الركام والمعادن الملتوية.
فبحسب تقارير محلية، فإن الحرب دمرت جميع مقومات الحياة، حيث أبيدت مربعات سكنية عن بكرة أبيها، فيما احترقت مراكز إيواء بالكامل.
حرية التنقل
في غزة، سيُسمَح للنازحين من منازلهم بالتنقل بحرية في أنحاء الأراضي الفلسطينية اعتباراً من اليوم السابع.
كما ستصل 600 شاحنة من المساعدات يومياً لتخفيف الأوضاع الإنسانية المزرية في القطاع. ويبلغ متوسط الإمدادات التي تصل إلى غزة حالياً 18 شاحنة يومياً؛ وتقول وكالات الإغاثة إن غزة تحتاج إلى 500 شاحنة يومياً على الأقل.
شاحنات مساعدات
وتقول منظمة الأغذية العالمية إن شاحنات المساعدات التابعة لها بدأت في العبور إلى غزة عبر معبري زيكيم وكرم أبو سالم، مشيرة إلى أنها (شاحناتها) محملة بدقيق القمح والطرود الغذائية الجاهزة للأكل.
وفي بيان له، قال برنامج الأغذية العالمي إنه «يهدف إلى توصيل الغذاء يوميًا عبر الممرات الإنسانية التي تشمل نقاط العبور في مصر والأردن وإسرائيل. إن وقف إطلاق النار هذا أمر بالغ الأهمية للاستجابة الإنسانية. ويجب ضمان السلامة والوصول».
ودعت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، وهي منظمة إنسانية تابعة للأمم المتحدة، إلى فتح جميع المعابر الحدودية حتى تتمكن من نقل الغذاء بأمان إلى غزة. كما دعت إلى توفير فرق أمنية لأعضائها وقوافلها، قائلة: «نحن بحاجة إلى السماح لمزيد من العاملين في المجال الإنساني بالدخول إلى غزة. ونحن بحاجة إلى تمويل عاجل للوصول إلى كل من يحتاج إلى المساعدة، وبسرعة».
وهناك آمال بأن يساعد وقف إطلاق النار، على الأقل جزئياً، في تخفيف الأزمة الإنسانية المروعة التي تسببت فيها حرب إسرائيل على غزة، مع نقص واسع النطاق في الغذاء والدواء والمياه النظيفة في جميع أنحاء القطاع.
وبعد أن شردتهم الغارات الجوية الإسرائيلية، تم تكديس مئات الآلاف من الفلسطينيين في مخيمات اللاجئين المزدحمة على طول الساحل، وتحملوا طقس الشتاء البارد وسط سوء التغذية على نطاق واسع. وتكافح جماعات الإغاثة لتوصيل الغذاء والإمدادات وتقول إن هناك نقصًا في البطانيات والملابس الدافئة والحطب.
وقالت مصادر مصرية لـ«رويترز» إن نحو 200 شاحنة مساعدات، من بينها 20 شاحنة تحمل الوقود، بدأت في الوصول يوم الأحد إلى معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل قبل الدخول إلى قطاع غزة.
3 مراحل
وتتضمن المرحلة الأولى التي تستمر 42 يوماً وقف كافة أشكال القتال. ومن المقرر أن تنسحب القوات الإسرائيلية من مدن غزة إلى "منطقة عازلة" على طول حافة القطاع، وسوف يتمكن الفلسطينيون النازحون من العودة إلى ديارهم، وسوف تشهد عمليات تسليم المساعدات زيادة ملحوظة.
وفي المرحلة الثانية، التي لم تحدد مدتها بعد، سيتم إعادة الأسرى الأحياء المتبقين وإطلاق سراح نسبة مماثلة من السجناء الفلسطينيين، إلى جانب الانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع. وسيتم فتح معبر رفح إلى مصر لمغادرة المرضى والجرحى. ومن غير الواضح ما إذا كان سيتم إعادته إلى السيطرة الفلسطينية.
أما المرحلة الثالثة، والتي قد تستمر لسنوات، فتتناول تبادل جثث الرهائن المتوفين وأعضاء حماس، وخطة إعادة إعمار غزة. وقد دعا جزء كبير من المجتمع الدولي إلى عودة السلطة الفلسطينية شبه المستقلة في الضفة الغربية، والتي فقدت السيطرة على غزة لصالح حماس في عام 2007، إلى القطاع. ولكن إسرائيل رفضت هذا الاقتراح مراراً وتكراراً.
aXA6IDE4LjIxOC42My4xNzYg جزيرة ام اند امز