كيف تستفيد حماس وإسرائيل من الهدنة؟
الهدنة ستمكن إسرائيل من تهدئة أسر الرهائن فيما ستستغلها حماس لإعادة تمركز مقاتليها، دون أن ينفي كل ذلك احتمال حدوث خروقات.
هذا ما يعتقده محللون بدخول الهدنة بغزة حيز التنفيذ، في اليوم الـ49 لحرب بدأت بهجوم مباغت لحماس على إسرائيل فيما ترد الأخيرة منذ ذلك الوقت بالقصف والتوغل البري في القطاع.
وبدأ صباح الجمعة سريان هدنة من أربعة أيام بين إسرائيل وحماس في قطاع غزّة على أن يليها الإفراج عن دفعة أولى من 13 رهينة مدنية بعد الظهر، في أول تهدئة منذ بدء الحرب التي سقط فيها آلاف القتلى قبل أسابيع عدة.
إعادة تمركز
العقيد المتقاعد في سلاح الجو الأمريكي، سيدريك لايتون، يرى في قراءته لسيناريوهات الهدنة، قال إن الحركة الفلسطينية ستتحرك أثناء التوقف القصير للأعمال العدائية.
وفي حديث لشبكة «سي إن إن» الأمريكية، أعرب لايتون عن اعتقاده بأن "ما ستفعله حماس هو تحريك قواتها، وستحاول تفادي اكتشافهم من قبل الإسرائيليين وهذا يشير إلى وقف تحليق طائرات الدرون، الأمر الذي ستستغله حماس بسبب أن جزءًا من قدرة المراقبة للإسرائيليين ستكون مفقودة".
وتابع لايتون بالقول: "ستستغل حماس ذلك إذًا. كما أنها ستنشر قواتها بطريقة من المحتمل أن تسمح لهم بصنع كمائن للقوات الإسرائيلية".
وبحسب العقيد المتقاعد، فإن "مقاتلي حماس يواجهون تحديات أيضا"، قائلًا: "الآن، هناك بعض التحديات الخطيرة على جانب حماس، لأن إسرائيل ترسل الكثير من الغارات الجوية وضربات القذائف باتجاههم".
وأكد لايتون أن ذلك "يجبر حماس على التراجع من منطقة غزة الشمالية".
وأوضح المحلل العسكري أنه "بأخذ كل هذا في الاعتبار، فإن ما نراه هو توحيد القوات على كلا الجانبين مع تركز أكثرية القوات الإسرائيلية في الوقت الحالي شمالي غزة، ومن المرجح أن تتحرك بعد ذلك إلى المنطقة الوسط للدفع مرة أخرى إلى مدينة غزة".
وانتهى لايتون بالقول: "على الجانب الآخر، ستحاول حماس إبقاء أكبر قدر ممكن من مدينة غزة وستحاول بالتأكيد إبقاء أنفاقها نشطة أيضًا".
أسر الرهائن
يعتقد خبراء أن أكبر مكسب لإسرائيل من الهدنة يكمن في تهدئة روع أسر الرهائن وتخفيف الضغوط على حكومة بنيامين نتنياهو في وقت بات فيه الغضب سيد الموقف بعد أسابيع طويلة دون تحقيق تقدم بملف المختطفين.
والهدنة تعتبر نقطة حاسمة لجعل كل طرف يعيد تقييم حساباته وأخذ الدروس المستفادة، وبالنسبة لإسرائيل، فإنها بعد شهر ونصف من القتال، ستكون أيضا بحاجة لالتقاط أنفاسها وإعادن ترتيب صفوفها وأولوياتها.
ودخلت الهدنة، صباح الجمعة، حيز التنفيذ في غزة، وتستمر 4 أيام قابلة للتجديد يتم خلالها تبادل 50 رهينة محتجزين في غزة بـ150 معتقلا فلسطينيا في السجون الإسرائيلية.
وكان من المقرر أن تدخل الهدنة حيز التنفيذ الخميس لكنها أرجئت إلى الجمعة عند الساعة السابعة بالتوقيت المحلي (الساعة الخامسة ت غ) في اليوم التاسع والأربعين للحرب بين إسرائيل وحركة حماس.
وينتظر الإفراج عن الدفعة الأولى من الرهائن التي تضم 13 امرأة وطفلا قرابة الساعة 16,00 (14,00 ت غ) مقابل 39 فلسطينيا بالسجون الإسرائيلية.
وتحمل هذه الهدنة بعض الهدوء لسكان قطاع غزة البالغ عددهم نحو 2,4 مليون نسمة بعد حملات القصف الإسرائيلية العنيفة منذ أسابيع.
aXA6IDMuMTQ1LjkxLjExMSA= جزيرة ام اند امز