حرب غزة في يومها الـ115.. «مفاجأة من العيار الثقيل»
على أعتاب الشهر الخامس من عُمر الحرب، تخترق مفاجأة "غير متوقعة" ساحة القتال المستعر بين إسرائيل وحركة حماس.
إذ خلُص مسؤولون عسكريون ومخابرات إسرائيليون إلى أن عددا كبيرا من الأسلحة التي استخدمتها حماس في هجمات أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وفي الحرب المتواصلة لليوم الـ115 على التوالي "جاءت من مصدر غير متوقع".
المصدر غير المتوقع- بحسب ما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن هؤلاء المسؤولين، هو "الجيش الإسرائيلي نفسه".
ولسنوات، بقي السؤال المطروح لدى الكثير من المحللين، كيف ظلت حماس مدججة بالسلاح على الرغم من الحصار العسكري الإسرائيلي لقطاع غزة.
لكن المعلومات الاستخباراتية الأخيرة أظهرت مدى قدرة حماس على بناء العديد من صواريخها وأسلحتها المضادة للدبابات من آلاف الذخائر التي لم تنفجر عندما أطلقتها إسرائيل على غزة، وفقا لخبراء أسلحة واستخبارات إسرائيلية وغربية.
وتقوم حركة حماس، أيضا، بتسليح مقاتليها بأسلحة مسروقة من القواعد العسكرية الإسرائيلية، بحسب ما طالعته "العين الإخبارية" في "نيويورك تايمز".
وكشفت المعلومات الاستخبارية التي تم جمعها خلال أشهر من القتال، أنه مثلما أساءت السلطات الإسرائيلية الحكم على نوايا حماس قبل 7 أكتوبر، فقد قللت أيضا من قدرتها على الحصول على الأسلحة.
وفي السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، شنت حماس هجوما مباغتا على بلدات إسرائيلية في غلاف غزة، أوقع قرابة 1200 قتيلا، وعشرات الأسرى الذين قادتهم الحركة إلى داخل القطاع.
وردت إسرائيل بغارات جوية وبرية وبحرية كثيفة، ما زالت متواصلة حتى اليوم، حيث أوقعت أكثر من 26 ألف قتيلا فلسطينيا، وعشرات الآلاف من الجرحى، ودفعت نحو مليوني شخص إلى النزوح.
ناهيك عن أزمة إنسانية تتفاقم بشكل "خطير" بحسب تحذيرات الأمم المتحدة.
أسلحة إسرائيل تُستخدم ضدها
فعلى ذمة المصادر نفسها فإن الأسلحة نفسها التي استخدمتها القوات الإسرائيلية لفرض الحصار على غزة على مدى الأعوام السبعة عشر الماضية تُستخدم الآن ضدها.
ومكّنت المتفجرات العسكرية الإسرائيلية والأمريكية حماس من إمطار إسرائيل بالصواريخ، وللمرة الأولى، اختراق الحدود من قطاع غزة. وفق الصحيفة.
وفي هذا الصدد، قال مايكل كارداش، النائب السابق لرئيس قسم إبطال مفعول القنابل في الشرطة الإسرائيلية، إن الذخائر غير المنفجرة هي المصدر الرئيسي للمتفجرات بالنسبة لحماس".
وأضاف أنهم "يقومون بإعادة استخدام المتفجرات التي تطلقها إسرائيل في متفجراتهم وصواريخهم".
ويقول خبراء الأسلحة إن ما يقرب من 10% من الذخائر عادة لا تنفجر، ولكن في حالة إسرائيل، قد يكون الرقم أعلى.
وتشمل ترسانة إسرائيل صواريخ تعود إلى حقبة فيتنام، التي أوقفتها الولايات المتحدة وقوى عسكرية أخرى منذ فترة طويلة.
ووفق أحد ضباط المخابرات الإسرائيلية، الذي تحدث للصحيفة بشرط عدم الكشف عن هويته لمناقشة مسائل استخباراتية، فإن معدل الفشل في بعض هذه الصواريخ يمكن أن يصل إلى 15 بالمائة.
وأشار تقرير عسكري صدر في أوائل العام الماضي، واطلعت عليه "نيويورك تايمز" إلى أن الآلاف من الرصاص ومئات الأسلحة والقنابل اليدوية قد سُرقت من قواعد إسرائيلية سيئة الحراسة.
ومن هناك، قال التقرير، شق البعض طريقهم إلى الضفة الغربية، والبعض الآخر إلى غزة عن طريق سيناء.
وجاء في التقرير "نحن نزود أعداءنا بأسلحتنا الخاصة".
aXA6IDMuMTQ1LjExMi4yMyA= جزيرة ام اند امز