البلدة القديمة بمدينة غزة تستكمل جميع معالمها التراثية والحضارية بمنزل عاطف سلامة، الذي حول أحد أقدم منازل المدينة إلى منزل شامي.
تستكمل البلدة القديمة بمدينة غزة جميع معالمها التراثية والحضارية بمنزل عاطف سلامة، الذي حول أحد أقدم منازل المدينة إلى بيت شامي.
استوحى سلامة فكرة إنشائه من المسلسلات السورية، وخاصة "باب الحارة، و"بيت جدي"، وغيرهما من المسلسلات التي تأخذ الطابع الدمشقي القديم.
ويعود تاريخ بناء المنزل إلى 5 قرون تقريبا، وتحديدا خلال فترة الاحتلال العثماني لفلسطين وبلاد الشام، حيث جاءت فكرة تحويله من مجرد خرابة إلى منزل قائم وصالح للسكن على الطريقة الشامية اعتزاراً بالإرث الحضاري والثقافي العربي بشكل عام.
ويتكون المنزل من طابقين، حيث يحتوي الطابق الأرضي على مجلس عربي قديم ومكتبة ضمت أقدم الكتب والمجلدات التي كُتبت منذ قرون، ويتوسط أرض الدار بئر مياه بجانبه زير كبير من الفخار الذي يخزن فيه الماء الصالح للشرب بعد استخراجه من أسفل البئر.
كما يحتوي الطابق الأول على فتحة في الأرض تقود إلى غرفة تحت الأرض، كان يُخزن فيها المواد الغذائية المختلفة حسب مواسمها ويسمى هذا النفق ببئر الغلة.
أما الطابق الثاني فيحتوي على غرفتين للمعيشة وساحة جلوس تتوسط مداخل الغرف، بها موقد تدفئة بُني من الصلصال (الطين المحروق) مثل المواقد التي استعملت قديما في القصور ومنازل الجاحات وكبار المجتمع، بالإضافة إلى سلم خشبي يقود إلى سطح المنزل والذي تم تجهيزه لحفلات الشواء، حيث احتوى على فرن بُني من الطين المحروق أيضا، وقد يستعمل لجميع أنواع الطهي.
وبني هذا المنزل بشكل كامل من أحجار الجير المخلوطة مع أحجار الطينة الحمراء القديمة ذات الحجم الكبير والوزن الثقيل، إذ يصل وزن الحجر الواحد إلى 35 كيلوجراما تقريبا، وتتميز بأنها تجعل المنزل باردا صيفاً ودافئا شتاء.
كما أن نوافذ المنزل شُيدت من الزجاج الإسلامي الملون، والذي يعتبر من التراث الحضاري الإسلامي، وهو منعدم الوجود في الأراضي الفلسطينية، فحصل عليها من مصر، كما أنه حصل على بعض الموارد التراثية الأخرى المستخدمة في البناء كالحديد والخشب على النظام القديم من مدن الضفة الغربية المحتلة، حتى يأخذ المنزل طابعه التراثي الفلسطيني والعربي بشكل كامل.