منذ اندلاع الحرب المدمرة على قطاع غزة، لم تتوقف الإمارات عن مد يد العون للأشقاء هناك، في وقت تعاني فيه المدينة من دمار واسع طال بنيتها التحتية، وجعل الحصول على أساسيات الحياة، وعلى رأسها المياه، مهمة بالغة الصعوبة.
ومن منطلق التزامها الإنساني، سعت الإمارات إلى ترك بصمة مؤثرة عبر مبادرات ومشاريع حيوية تهدف إلى إطفاء ظمأ أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون تحت وطأة الحصار والنزوح.
وتحت مظلة مبادرة "الفارس الشهم 3"، تحركت الإمارات سريعًا لمواجهة أزمة العطش، بدءًا من تنفيذ أعمال حفر الآبار وصيانة المضخات والمولدات، وإعادة تشغيل ما تعطل منها، وصولًا إلى إطلاق أكبر مشروع من نوعه في القطاع، وهو مشروع "شريان الحياة". وجاء المشروع بالتعاون مع مصلحة مياه بلديات الساحل في غزة وبالتنسيق مع الجهات المصرية، ليمد خط مياه جديداً بطول سبعة كيلومترات، ينطلق من محطات التحلية الإماراتية في الجانب المصري من رفح، ويصل إلى منطقة المواصي جنوب غزة، وهي إحدى أكثر المناطق اكتظاظًا بالنازحين.
ويُتوقع أن يستفيد من المشروع نحو 600 ألف مواطن، بينهم أعداد كبيرة من الأطفال والنساء وكبار السن، حيث يوفر لكل فرد نحو 15 لترًا من المياه المحلاة يوميًا، في وقت دُمرت فيه أكثر من 80% من مرافق المياه بفعل الحرب.
ولم تتوقف جهود الإمارات عند هذا الحد، فقد سبق أن أرسلت 20 صهريج مياه إلى غزة ضمن أكبر سفينة مساعدات إغاثية وإنسانية، وهي "سفينة خليفة 8"، تلاها إرسال 16 صهريجًا إضافيًا منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023، لضمان وصول المياه إلى المرافق الطبية والمخيمات.
كما سارعت الإمارات حينها إلى إنشاء ست محطات تحلية تنتج مليوني جالون مياه يوميًا تُضخ مباشرة إلى القطاع المنكوب، في خطوة تعكس التزامها الثابت بتقديم الدعم المستمر لسكان غزة، والتخفيف من معاناتهم في ظل الظروف القاسية التي فرضتها الحرب.