انقسام أمريكي إسرائيلي حول عملية رفح.. وواشنطن تقدم بدائل جديدة
بات التهديد الإسرائيلي باجتياح مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، حيث يعيش أكثر من مليون فلسطيني، من أكثر القضايا المثيرة للجدل بين تل أبيب وواشنطن.
فالانقسامات العميقة بين الولايات المتحدة وتل أبيب بشأن العملية الإسرائيلية المخطط لها في رفح، كانت واضحة في اجتماع افتراضي بين كبار المسؤولين من كلا البلدين، حسبما صرحت ثلاثة مصادر على دراية مباشرة بالاجتماع لموقع "أكسيوس".
ووفق ما طالعته "العين الإخبارية" في الموقع الأمريكي، عُقد اللقاء الافتراضي الذي استمر ساعتين ونصف الساعة في وقت سابق من هذا الأسبوع بعد أن ألغى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاجتماع قبل ذلك، بسبب قرار الولايات المتحدة بعدم استخدام حق النقض ضد قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن جميع الرهائن.
وترأس مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان ووزير الخارجية أنتوني بلينكن الجانب الأمريكي في المحادثات.
وحضر مقربو نتنياهو، وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي.
وشارك في اللقاء العديد من مسؤولي الدفاع والسياسة والاستخبارات من كلا الجانبين.
وقال مصدران على دراية مباشرة بالاجتماع إن جزءا كبيرا من اللقاء ركز على كيفية إجلاء أكثر من مليون فلسطيني في جنوب قطاع غزة.
وكررت إدارة الرئيس جو بايدن قلقها من أن يؤدي الإخلاء السريع وغير المنظم إلى كارثة إنسانية.
وذكرت ثلاثة مصادر مطلعة على الاجتماع أن الجانب الإسرائيلي قدم أفكارا عامة لديه بشأن إجلاء المدنيين، وقال إن التنفيذ قد يستغرق أربعة أسابيع على الأقل – وربما أطول – اعتمادا على الوضع على الأرض.
وهو ما اعتبره الجانب الأمريكي تقديرا غير واقعي وأبلغ الإسرائيليين أنهم يقللون من صعوبة المهمة.
نقطة الاحتكاك
بالنسبة لواشنطن فإن الأزمة الإنسانية في غزة التي تدهورت خلال الأشهر الخمسة الماضية لا تخلق الثقة في قدرة إسرائيل على إجراء إجلاء فعال ومنظم للمدنيين من رفح.
ووفقا لمصدرين، قال أحد ممثلي الولايات المتحدة في الاجتماع إن عملية الإخلاء المخطط لها والمدروسة بشكل كاف قد تستغرق ما يصل إلى أربعة أشهر. وهو ما رفضه الإسرائيليون.
وقال أحد المصادر: "من الواضح للجميع أنه سيتعين علينا إيجاد حل وسط هنا".
وفي الاجتماع نفسه، حذر سوليفان الإسرائيليين من أن منظمة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) قد تصدر في الأسابيع القليلة المقبلة إعلانا عن المجاعة في غزة.
وفي هذا الصدد، أبلغ سوليفان الإسرائيليين أنه إذا حدث ذلك فسيكون هذا هو الإعلان الثالث فقط من نوعه في القرن الحادي والعشرين. وفق المصادر نفسها.
واعتبر مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض أن ذلك "سيكون سيئا لإسرائيل والولايات المتحدة".
لكن الغريب هو أن الوفد الإسرائيلي قال إنه لا يتفق مع أن غزة على حافة المجاعة. وزعم أن الجيش لديه أفضل المعلومات حول الوضع في القطاع.
مزاعم إسرائيلية ردّ عليها الجانب الأمريكي الذي اعتبر أن الإسرائيليين هم الوحيدون في العالم الذين يقولون إن غزة ليست على وشك المجاعة. بحسب أحد المصادر.
وقال المصدر إن الولايات المتحدة أوضحت أنها لا تتفق مع التقييم الإسرائيلي، خاصة فيما يتعلق بالوضع في شمال غزة، وشددت على أن إنكار المشكلة ليس موقفا جيدا بالنسبة لتل أبيب.
بدائل عملية رفح
على صعيد رفح، كشف مصدران على دراية مباشرة بالاجتماع أن الولايات المتحدة قدمت أيضا أفكارها الأولية لنهج بديل لعملية عسكرية إسرائيلية في المدينة الجنوبية المتاخمة للحدود مع مصر.
وقال المصدران إن البديل الأمريكي، الذي تم تقديمه بعبارات واسعة، يشمل التالي:
- عزل رفح عن بقية قطاع غزة
- تأمين الحدود بين مصر وغزة
- التركيز على استهداف كبار قادة حماس في المدينة
- تنفيذ غارات بناء على معلومات استخباراتية
ووفق المصادر فإن الرسالة الرئيسية من الولايات المتحدة كانت أنه بينما تحتاج حماس إلى الهزيمة في رفح، يحتاج الجيش الإسرائيلي إلى العمل بشكل أبطأ وبكثافة أقل مما فعل في مدينة غزة وخان يونس.
وفي بيان مشترك بعد الاجتماع، قال الطرفان إنهما اتفقا على أنهما يشتركان في الهدف المتمثل في رؤية حماس مهزومة في رفح.
وجاء في البيان أن "الجانب الأمريكي أعرب عن قلقه إزاء مختلف مسارات العمل في رفح. ووافق الجانب الإسرائيلي على أخذ هذه المخاوف في الاعتبار".
كما اتفقا على عقد اجتماعات افتراضية منفصلة لأربعة مجموعات عمل من الخبراء في الأيام العشرة المقبلة.
وستركز الاجتماعات المرتقبة على جوانب مختلفة لعملية رفح المحتملة منها:
- الاستخبارات
- الخطط العملياتية
- حلول المساعدات الإنسانية
- كيفية تأمين الحدود بين مصر وغزة.
وبعد اجتماع مجموعات العمل هذه، سيتم عقد اجتماع آخر رفيع المستوى حضوريا في واشنطن في وقت ما خلال الأسبوعين المقبلين
aXA6IDE4LjExNi4yMy41OSA= جزيرة ام اند امز