لماذا لا يرى تركي الفيصل نهاية قريبة للحرب في غزة؟
رسم الأمير تركي الفيصل، رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق، صورة قاتمة للحرب المستمرة في غزة منذ عام.
وقال الفيصل، الذي تولى شؤون الاستخبارات في السعودية من عام 1977 وحتى 2001، كنت أتمنى لو كان لدي أشياء إيجابية لأقولها حول ما يمكن القيام به في غزة، لسوء الحظ أنا لست من أولئك الذين يعتقدون أننا سنرى نهاية قريبة لهذا الصراع".
وتابع الفيصل -الذي تولى تمثيل بلاده سفيرا في لندن ولاحقا في واشنطن- "لا أرى سببا يجعلني أغير رأيي في هذه اللحظة، لأن العالم بشكل عام لم يتقدم لوضع الضغوط المناسبة والتكتيكات والسياسات الصحيحة لإنهاء الصراع".
ورأى -خلال المقابلة التي أجراها مع "تشاتام هاوس"- أن "هذا البلد (بريطانيا) يتحمل مسؤولية خاصة عما يحدث في فلسطين، بدءاً بما اعتبره وعد بلفور المشؤوم في عام 1917، وانتهاءً بالسنوات الماضية حتى وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم".
وأشار إلى أن "أكثر ما يهمني الآن كسعودي وإنسان أيضا أن أرى عمليات القتل تتوقف على الجانبين"، قبل أن يضيف "لهذا السبب لا أشعر بقدر كبير من التفاؤل، لأنني أعتقد أن المسؤولين عن عمليات القتل لم يقتنعوا بعد بأن وقف عمليات القتل سوف يخدم أغراضهم".
وأوضح أنه "سواء كان الأمر يتعلق بالجانب الإسرائيلي أو جانب حماس فإن استمرار الحرب يبدو وكأنه يصب في مصلحة أولئك الذين لا يريدون وقفها".
واشنطن تستطيع ولكن
وأعرب الأمير تركي الفيصل عن اعتقاده أن الولايات المتحدة تمتلك أدوات هائلة للتأثير على إسرائيل وهي لا تستخدمها، التي لا تتمثل فقط في منع إمداد الإسرائيليين بالأسلحة، بل أيضاً من خلال استخدام مكانتها في العالم لإخبار (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو بأنه يتعين عليه القيام بذلك.
كما شدد على أن "الضغط على حماس سوف يأتي من سكان غزة. ومن المؤسف أنهم الوحيدون -على حد اعتقادي- القادرون على منع حماس من الاستمرار في الحرب، لا أعتقد أن مصر أو قطر أو أي دولة أخرى يمكنها إجبار حماس أو الضغط عليها لوقفها".
وتابع "كما ذكرت.. فإن الأدوات المتاحة للولايات المتحدة لا تقتصر على منع تصدير الأسلحة والمواد، بل إن هناك قدراً كبيراً من المساعدات المالية التي تذهب إلى إسرائيل من الولايات المتحدة، وإذا ما تم سحب بعض الامتيازات التي تتمتع بها جماعات الضغط الإسرائيلية -على سبيل المثال- في أمريكا من مساهماتها المعفاة من الضرائب لصالح إسرائيل، فإن هذا من شأنه أن يشكل ضغطاً كبيراً على إسرائيل".
لكن رئيس الاستخبارات السعودي الأسبق شدد على أنه "يبدو أن العالم يقبل باستمرار الحرب وبالتالي سوف تستمر".
اتفاقية سلام
وحول إمكانية تطبيع الرياض اتفاق سلام مع إسرائيل، قال تركي الفيصل إن "الولايات المتحدة سعت للتطبيع مع إسرائيل والرياض، وردت المملكة بأنه إذا كانت هناك دولة فلسطينية تقبل إسرائيل بقدومها إلى الوجود فيمكننا التحدث عن التطبيع مع إسرائيل".
وأوضح "بقدر ما أستطيع أن أرى لم يحدث أي تقدم في هذه النقطة، وتشير جميع التصريحات العامة التي رأيتها من المسؤولين السعوديين إلى أن إنشاء دولة فلسطينية هي شرط أساسي لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، ولكن على الجانب الإسرائيلي أيضا تقول الحكومة بأكملها لا دولة فلسطينية، فكيف يمكن أن يكون هناك تطبيع بيننا وبينهم في ظل هذه المواقف؟".
aXA6IDMuMTIuMTIzLjQxIA== جزيرة ام اند امز