غزة تترقب هجوما إسرائيليا.. ومصر تتحرك لمنع عدوان جديد
قطاع غزة يشهد حالة ترقب لشكل موجة تصعيد إسرائيلي بعد سقوط صاروخ على الأخيرة من القطاع.
حزم المواطن الفلسطيني عبدالسلام أبودقة أمتعته الأساسية وجهّز حقيبة خاصة بأوراقه الثبوتية لنقلها بسهولة من منزله في حي الفراحين، شرق خانيونس جنوب قطاع غزة، وسط تخوف فلسطيني من تصعيد إسرائيلي بعد سقوط صاروخ عليها من القطاع.
ويشهد القطاع حالة ترقب لشكل موجة الردود الإسرائيلية، وسط مخاوف من تطورها إلى حرب كبيرة على غرار 3 حروب منذ عام 2008 وأسفرت عن آلاف الشهداء والجرحى والمنازل المدمرة.
أبودقة (45 عاما) قال لـ"العين الإخبارية": "نحن نقطن في منطقة حدودية وهي الأكثر عرضة للقصف والاجتياح الإسرائيلي؛ لذلك نتخوف من احتمالات التصعيد".
- مصادر لـ"العين الإخبارية": جهود مصرية لمنع حرب إسرائيلية على غزة
- إسرائيل تتهم حماس بالهجوم الصاروخي وتدفع بتعزيزات على حدود غزة
وأصيب 7 إسرائيليين في وقت مبكر من صباح الإثنين بعد إطلاق صاروخ من قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس،
واتهمت إسرائيل حماس بالمسؤولية عن إطلاق صاروخ من قطاع غزة، معلنة استدعاء المزيد من القوات في مؤشر على تحرك عسكري محتمل ضد القطاع، فيما نفت الحركة، اليوم الاثنين، على لسان أحد مسؤوليها ضلوعها في إطلاق صاروخ على إسرائيل، فجر اليوم.
ويوضح أبودقة أن هناك حقيبتين لديه الأولى يضع فيها أهم المتعلقات الأساسية والثانية الأوراق الثبوتية والشهادات العلمية له ولأبنائه، يجهزهما عند بداية كل تصعيد لتسريع إخلائه منزله حال تطورت الأمور.
إخلاء أبراج سكنية
وسط غزة، اضطر العديد من المواطنين من سكان الأبراج السكنية لإخلائها؛ تحسبا لاستهدافها كما حدث سابقا.
وقال مواطن، اكتفى بالتعريف عن نفسه بـ"أبو محمد"، إنه اضطر لإخلاء شقته السكنية من أحد الأبراج بغزة لوجود مكتب يعلوه بعدة طوابق يتبع لقناة الأقصى التابعة لحماس.
وسبق أن قصفت إسرائيل مقرات قناة الأقصى وصنفتها منظمة إرهابية.
وأظهرت جولة ميدانية لمراسلة "العين الإخبارية" أن غالبية المقرات الأمنية والحكومية بغزة أخلت مقراتها، فيما شهدت بعض الشوارع انتشارا لعناصر الشرطة التابعة لحماس التي أقامت حواجز غير ثابتة.
وهذه المرة الثانية، التي يُطلق فيها صاروخ من غزة على منطقة وسط إسرائيل، خلال الشهر الجاري، حيث سبق أن أطلقت جهة غير معروفة صاروخا بتاريخ 14 مارس/آذار الجاري، على منطقة تل أبيب، لم يسفر عن وقوع إصابات؛ وردت إسرائيل في حينه بسلسلة غارات على مواقع تابعة لحركتي حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة.
وقال مصدر فلسطيني مطلع لـ"العين الإخبارية" إن حركة حماس تأخذ على محمل الجد التهديدات الإسرائيلية رغم أنها أبلغت الجانب المصري وجهات دولية عدم وقوفها وراء إطلاق الصاروخ، وأن التقديرات المتوفرة أن الصاروخ انطلق بفعل عوامل جوية دون تدخل بشري، في إشارة للمنخفض الجوي الذي كان يضرب المنطقة.
إقبال على المواد الغذائية
إلى ذلك، شهدت بعض المحال الخاصة بالمواد الغذائية إقبالا جزئيا من المواطنين الذين حاول بعضهم التزود بكميات أكبر من المعتاد من الدقيق والمعلبات والألبان.
حمادة المصري مالك محل للمواد الغذائية في خانيونس جنوب قطاع غزة، قال إن الإقبال هذا اليوم أكثر من المعتاد لكن بنسبة قليلة، مبينا أن الإقبال هو على المعلبات والأجبان، حيث يتخوف المواطنون من تصعيد يستمر لأيام.
كما شهدت محطات الوقود إقبالا من المواطنين لتعبئة السيارات وجالونات خاصة.
الصحة تستعد
أشرف القدرة، الناطق باسم وزارة الصحة بغزة، قال إن الوزارة تراقب الأوضاع وجاهزة للتعامل مع حالة الطوارئ وتطورات الأحداث.
وأضاف القدرة لـ"العين الإخبارية": "رغم حالة الاستنزاف الكبيرة في الفترة الماضية والنقص الحاد في العديد من الأدوية والمستهلكات الطبية، لدى الطواقم الطبية جهوزية واستعداد للعمل بطاقتها الكاملة".
وأشار إلى أن طواقم الصحة في القطاع لديها الكفاءة والتجربة في التعامل مع الأحداث الطارئة كما حدث في الحروب والاعتداءات الإسرائيلية والتجربة المستمرة منذ انطلاق مسيرات العودة في 30 مارس 2018، حيث تعامل مع أكثر من 270 شهيدا و30 ألفا من الجرحى.
تخوفات حقوقية
الباحث الحقوقي، ياسر عبدالغفور، أشار إلى أن مليوني فلسطيني في قطاع غزة يعيشون أجواء ترقب وقلق بانتظار مفاعيل قرارات التحريض وسط موجة تحريض من مستويات سياسة وعسكرية في إسرائيل.
وقال عبدالغفور لـ"العين الإخبارية": "مرة أخرى يجد المدنيون الفلسطينيون أنفسهم مجددا عرضة لتهديدات قاسية وبانتظار قصف غير متناسب، يندرج ضمن سياسة العقاب الجماعي الإسرائيلي، بعد الإعلان عن الصاروخ الذي أطلق من غزة".
وحذر من أن التصعيد العسكري لقوات الاحتلال الإسرائيلي، وتراجع حالة الهدوء من شأنه مفاقمة الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها قطاع غزة مع استمرار آثار ثلاثة حروب مدمرة وحصار خانق منذ 13 عاما.
جهود مصرية
ويأمل الفلسطينيون أن تتكلل الجهود المصرية الرامية لتجنيب القطاع عدوانا جديدا بالنجاح.
وأكدت مصادر فلسطينية مطلعة، الإثنين، أن مصر تبذل جهودا حثيثة حاليا في مسعى منها لمنع تصعيد عسكري إسرائيلي ضد قطاع غزة.
وقالت المصادر لـ"العين الإخبارية" إن "وفدا أمنيا مصريا رفيع المستوى يجري اتصالات حاليا مع الفصائل الفلسطينية ومع الحكومة الإسرائيلية".
وأضافت: "تتركز الجهود حاليا على أمرين؛ الأول وهو معرفة خلفيات إطلاق صاروخ من قطاع غزة باتجاه وسط إسرائيل وتوقيت إطلاقه ومن أطلقه، والثاني هو منع انجرار الأمور نحو حرب جديدة".
ويوجد وفد أمني مصري في المنطقة، منذ يومين، في محاولة للتهدئة عبر الضغط على إسرائيل للقيام بخطوات للتسهيل على حياة الفلسطينيين في غزة.
وكان من المقرر أن يصل الوفد، اليوم الإثنين إلى غزة، إلا أن تطور الأحداث بعد حادثة الصاروخ فجر اليوم، قد يفرض تغييرا على تحركاته.
وأقرت المصادر الفلسطينية بأن "الوفد المصري أمام مهمة صعبة للغاية، خصوصا في ضوء تصاعد الدعوات داخل إسرائيل للرد العسكري وعدم اتضاح خلفيات إطلاق الصاروخ".
وكان الجانب المصري قد نجح، الأسبوع الماضي، عبر جهود جبارة، في منع تصعيد إسرائيلي واسع بعد اكتشاف أن صاروخين أطلقا بالخطأ من غزة باتجاه تل أبيب.
3 حروب سابقة
وشهد قطاع غزة 3 حروب منذ عام 2008 أسفرت عن آلاف الشهداء والجرحى والمنازل المدمرة.
ففي 27 ديسمبر/كانون الأول من عام 2008، شنت إسرائيل حرباً على قطاع غزة، أسمتها "الرصاص المصبوب"، فيما أطلقت عليها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اسم "حرب الفرقان".
وكانت تلك "الحرب"، هي الأولى التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، واستمرت لـ"21" يوما، انتهت في 18 يناير/كانون ثاني 2008.
وفي الـ14 من نوفمبر/تشرين الثاني 2012، شنت إسرائيل حرباً ثانية على قطاع غزة، أسمتها "عامود السحاب"، فيما أسمتها حركة حماس "حجارة السجيل"، واستمرت لمدة 8 أيام.
وفي السابع من يوليو/تموز 2014، شنت إسرائيل حربها الثالثة على قطاع غزة، أسمتها "الجرف الصامد"، فيما أطلقت عليها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اسم "العصف المأكول".
aXA6IDE4LjIyMi4xODIuMjQ5IA==
جزيرة ام اند امز