حرب غزة.. منعطف في هجوم رفح قد يحرك عجلة الدبلوماسية المتوقفة
بعد 6 أسابيع من تحديها لحلفائها ومهاجمة رفح، يبدو أن إسرائيل على وشك تحقيق أهدافها في المدينة التي تقول إنها المعقل الأخير لحماس.
هذا ما نقتله صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤولين ومحللين إسرائيليين، الأمر الذي يثير احتمال أن تفسح أشهر من العمليات العسكرية الكبرى المجال قريباً لمرحلة جديدة أقل حدة من الحرب التي اندلعت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتقول الصحيفة إن التحول عن الهجمات البرية والجوية الواسعة النطاق التي سوت معظم قطاع غزة بالأرض وقتلت عشرات الآلاف من الناس، من شأنه أن يمثل منعطفا مهما في الحرب.
ومن شأنه أيضا أن يوفر راحة محتملة للمدنيين الذين قضوا أشهرا على خطوط النار، ويسمح بمزيد من المساعدات الإنسانية وربما يهز الجهود الدبلوماسية المتوقفة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتحرير الرهائن الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس.
هل دمرت إسرائيل كل كتائب حماس؟
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه دمّر معظم كتائب حماس البالغ عددها 24 كتيبة في قطاع غزة، والآن أضعف بشدة ثلاثا من الكتائب الأربع المتبقية في رفح.
لكن المقاتلين المنفردين والمجموعات الصغيرة ما زالوا يطلقون الصواريخ على إسرائيل ويستهدفون قواتها، حتى في مناطق قطاع غزة التي تخضع بالفعل لسيطرة إسرائيل إلى حد كبير، وفق الصحيفة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن ثمانية من جنوده قتلوا، يوم السبت، في رفح عندما أصاب انفجار ناقلة جنود مدرعة كانوا يستقلونها.
وأعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، أن الهجوم تم باستخدام صاروخ مضاد للدبابات، متوعدة بالمزيد.
وبحسب يوسي كوبرفاسر، العميد المتقاعد والمدير العام السابق لوزارة الشؤون الاستراتيجية، من المتوقع أن تشمل المرحلة الجديدة "غارات مستهدفة ذات وتيرة أبطأ لمنع حماس من إعادة تجميع صفوفها".
على أن يكون عدد القوات الإسرائيلية لهذه المرحلة أقل، يضيف كوبرفاسر.
وتابع "إنهم يقتربون أكثر فأكثر من إنهاء العمليات الكبرى، ثم ننتقل إلى المرحلة الثالثة"، مستطردا "الأمور ستتغير.. لكنها ليست نهاية الحرب".
أهوال الحرب في رفح
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي كبير مطلع على العمليات البرية تحدث لصحيفة "واشنطن بوست"، بشرط عدم الكشف عن هويته: "هدفنا الآن هو هزيمة لواء رفح، ونحن نفعل ذلك".
بالنسبة للكثيرين، جلبت الأسابيع الستة الماضية في رفح إلى منازلهم كل أهوال الحرب.
ففي 26 مايو/أيار الماضي، استهدفت غارة إسرائيلية مخيما مؤقتا للنازحين غربي رفح، ما أسفر عن مقتل 45 شخصا على الأقل. ووصف شهود عيان لصحيفة "واشنطن بوست" مشاهد لعائلات تحترق داخل الخيام.
ووفق خبراء أسلحة فإن الجيش الإسرائيلي استخدم قنبلة أمريكية الصنع في الضربة، بعد العثور على شظايا SDB GBU-39، وهي ذخيرة صغيرة القطر تزن 250 رطلا، بالقرب من الموقع المستهدف.
نهاية الدوامة
يقول عدلي أبوطه، 33 عاما، إن قذائف مدفعية سقطت بالقرب من منزله في الساعات الأولى من الهجوم الإسرائيلي على رفح، مطلع الشهر الماضي.
وأشار إلى أنه وعائلته فروا بما يمكنهم حمله، على طول الطرق التي اكتظت فجأة بالنازحين الذين يتجولون بأحمال ثقيلة.
وفي نهاية المطاف وجدت عائلة أبوطه مكانا في مخيم بمدينة خان يونس القريبة، إذ علموا أن منزلهم تم تدميره بفعل القصف.
وفي مقابلة هاتفية، تحدث: "لا تتوقف والدتي عن البكاء. هذا المنزل يمثل حياتنا. كان الشيء الوحيد الذي بقي لنا من رائحة والدي".
فرصة جديدة للدبلوماسية
مسؤولان أمريكيان، تحدثا للصحيفة -شريطة عدم الكشف عن هويتهما- لمناقشة التفكير داخل الإدارة، ذكرا أنهما كانا يراقبان الوضع في رفح عن كثب ويأملان أن يفتح اقتراب العملية من نهايتها فرصا جديدة للدبلوماسية.
ويعتقد المسؤولان أن ثقة إسرائيل في رفح هي التي جعلت كبار الإسرائيليين، بمن في ذلك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، على استعداد في أواخر مايو/أيار للتوقيع على مقترحات لوقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع وتبادل الرهائن بالأسرى الفلسطينيين الذين تحتجزهم تل أبيب، تليها مفاوضات إضافية بشأن وقف إطلاق نار دائم.
وتعثرت هذه الصفقة وسط تبادل الاتهامات بين إسرائيل وحماس.
ويوم الأحد الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي بشكل مفاجئ، أنه سيبدأ فترات توقف يومية في القتال في غزة، للسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية عبر معبر كرم أبوسالم، على بعد نحو خمسة أميال شرق وسط رفح.
ونقلت وسائل إعلام عبرية عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين أنهم على بعد أسبوعين من إنهاء القتال في رفح.
وهو الأمر الذي تحدث عنه الناطق باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري يوم السبت، بأن قواته "تقترب كثيرا من تفكيك كتائب حماس في رفح".
وبحسب المسؤول العسكري الإسرائيلي الكبير المطلع على عمليات رفح، فإن الفرقة 162 التي نفذت الهجوم أحرزت تقدما كبيرا في تحقيق الأهداف الثلاثة الرئيسية لإسرائيل في المنطقة: "مهاجمة آخر كتائب حماس، وتدمير بنيتها التحتية العسكرية، وقطع إمدادات الأسلحة المهربة".
ومع اقتحامها المدينة، استولت القوات الإسرائيلية على الفور على معبر رفح، وسرعان ما سيطرت على طول الحدود بالكامل الذي يبلغ ثمانية أميال.
aXA6IDE4LjE4OC4xMzIuNzEg جزيرة ام اند امز