مفاوضات «هدنة غزة» بباريس.. جولة جديدة بحثا عن «اتفاق رمضان»
ما زال البحث جاريا عن هدنة توقف الحرب المستعرة في قطاع غزة منذ نحو 140 يوما، خاصة مع اقتراب حلول شهر رمضان.
ورغم إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على شن هجوم على رفح جنوبي قطاع غزة، إلا أن مصدرا مطلعا وتقارير إعلامية إسرائيلية قالت إن تل أبيب ستشارك في مفاوضات تجرى مطلع الأسبوع المقبل في باريس، بحضور مصر والولايات المتحدة وقطر بشأن اتفاق محتمل لهدنة في غزة وإطلاق سراح الرهائن.
وفشلت محادثات بشأن وقف إطلاق النار قبل أسبوعين عندما رفض نتنياهو مقترحا من حركة حماس الفلسطينية لهدنة مدتها أربعة أشهر ونصف الشهر تنتهي بانسحاب إسرائيلي، ووصف نتنياهو المقترح بأنه محض "وهم".
وبحسب القناة 12 بالتلفزيون الإسرائيلي فإن مجلس حكومة الحرب بإسرائيل وافق على إرسال مفاوضين بقيادة رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) دافيد برنياع إلى باريس لإجراء محادثات حول اتفاق محتمل لإطلاق سراح أكثر من 100 رهينة من المحتجزين لدى حماس.
وقال المصدر إن مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل سيشاركون أيضا في اجتماعات باريس.
وزار إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس مصر هذا الأسبوع، فيما اعتُبر أنه أقوى مؤشر منذ أسابيع على أن المفاوضات لا تزال مستمرة.
وقالت حماس إن هنية أجرى في القاهرة لقاءات مع اللواء عباس كامل رئيس المخابرات المصرية، كما بحث مع المسؤولين المصريين الأوضاع في غزة وعودة النازحين إلى منازلهم وملف تبادل الأسرى.
جهود دبلوماسية
ولكن ما الذي سيفعله المفاوضون في ظل تعقد الأمور على الأرض؟
وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قال في بيان "سنوسع السلطة الممنوحة لمفاوضينا بشأن الرهائن"، بينما نستعد لمواصلة العمليات البرية المكثفة.
ويبدو أن الجهود الدبلوماسية تصبح أكثر إلحاحا مع اقتراب شهر رمضان، وهو الموقف الذي أفصحت عنه واشنطن.
فقد قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للصحفيين في البرازيل "نركز بشكل مكثف على محاولة التوصل إلى اتفاق يؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن المتبقين ويقود إلى وقف إنساني ممتد لإطلاق النار".
وقال جون كيربي المتحدث باسم البيت الأبيض للأمن القومي، في مؤتمر صحفي، إن المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط بريت ماكغورك عقد اجتماعات "بناءة" في مصر وإسرائيل، بمن في ذلك مع نتنياهو يوم الخميس.
مباحثات هاتفية لأوستن وغالانت
وأجرى وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن اتصالات هاتفيا بنظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، أكد خلاله ضرورة وجود خطة ذات مصداقية لضمان سلامة مليون شخص في رفح قبل بدء أي عمليات عسكرية هناك.
وبحسب ما أعلنه البنتاغون فإن أوستن شدد لنظيره الإسرائيلي على ضرورة تحسين عملية عدم الاشتباك مع المنظمات الإنسانية وضمان وصول المزيد من المساعدات إلى المدنيين الفلسطينيين.
ووفق المصدر ذاته فقد ناقش أوستن وغالانت العملية العسكرية في خان يونس والجهود المبذولة لضمان إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين في غزة.
وأكد أوستن أن أعمال النهب والعنف تعيق الوصول إلى القوافل الإنسانية في غزة.
وبدأت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عقب هجوم مسلح غير مسبوق شنته حركة حماس على جنوبي إسرائيل أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز نحو 250 رهينة، لترد إسرائيل بحرب شاملة على القطاع أسفرت عن مقتل نحو 30 ألف شخص غالبيتهم من النساء والأطفال.
وشهدت الحرب هدنة وحيدة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أفرجت حماس بموجبها عن نحو 100 رهينة من المحتجزين لديها مقابل نحو 240 أسيرا فلسطينيا كانوا في السجون الإسرائيلية.
وتقول حماس إنها لن تطلق سراح بقية الرهائن ما لم توافق إسرائيل على إنهاء القتال والانسحاب من القطاع، فيما تقول إسرائيل إنها لن تنسحب حتى يتم القضاء على حماس.
وتهدد إسرائيل بشن هجوم شامل على رفح، آخر مدينة على الطرف الجنوبي لقطاع غزة، على الرغم من المناشدات الدولية، بما في ذلك من حليفتها الرئيسية واشنطن، للتراجع عن هذه الخطوة.
ويتكدس في رفح حاليا نحو 1.5 مليون شخص نزحوا من شمال قطاع غزة بسبب الحرب.
aXA6IDE4LjExOC4xNjIuOCA= جزيرة ام اند امز