"عام التسامح".. تجسيد لرؤية الإمارات في نشر القيم الإنسانية
الإمارات تحقق مكتسبات عديدة لتفعيل ملف التسامح محليا ودوليا خلال يوليو، بالتزامن مع توسع حجم المبادرات لتعزيز الاستراتيجية طويلة المدى
اكتسب عام التسامح في الإمارات بعدا محليا ودوليا، تمثل في توسع وتزايد حجم المبادرات لتعزيز جهود خلق استراتيجية طويلة المدى، بالتنسيق والتعاون مع الفاعلين الدوليين لترسيخ قيم التسامح والتعايش الإنساني بين شعوب العالم.
وخلال شهر يوليو/تموز، حققت الإمارات مكتسبات عديدة لتفعيل ملف التسامح محليا ودوليا، من أبرزها:
الإنجازات المحلية
شهدت المؤسسات الحكومية والخاصة والإعلامية تفاعلا كبيرا، من خلال تنفيذ أكثر من 1400 مبادرة خلال النصف الأول من عام التسامح، ما يعكس التجاوب غير المسبوق لتنفيذ توجه الإمارات الساعي إلى تجذير قيم التسامح والتعايش السلمي، ورعاية التعددية الثقافية على أراضيها، والتقارب بين الشعوب؛ بما يعزز من مكانتها كقوة إقليمية داعمة للسلام العالمي.
ووفقا للجنة الوطنية العليا للتسامح، شكل محور التسامح في المجتمع النسبة الأعلى بعدد 687 مبادرة، والتسامح في التعليم بـ465 مبادرة، فيما نفذت البعثات الدبلوماسية أكثر من 45 مبادرة خلال "عام التسامح"، ما يؤكد ارتفاع مستوى الوعي في المجتمع بأهمية هذه القيم الإنسانية النبيلة وتجسيدها على أرض الواقع.
تبرز أهمية الترويج لمنظومة التسامح والتعايش السلمي وحوار الأديان في خلق بيئة اجتماعية وثقافية صحية متنوعة في المجتمع الإماراتي، وتمثل هذه المنظومة هدفا رئيسيا يتصدر أجندة الدولة الرسمية، لذلك فإن النموذج الإماراتي يمثل حالة استثنائية من التناغم والانسجام بين أطياف المجتمع.
ويمثل تحويل قيم التسامح إلى عادة مستدامة اجتماعيا وتجسيدها مجتمعيا أولوية قصوى للعديد من المؤسسات المعنية بالتعليم والثقافة والمجتمع، وفي هذا السياق وُجهت وزارة التربية والتعليم لوضع الآليات المناسبة؛ لتوعية طلاب المدارس بوثيقة الأخوة الإنسانية في العام الدراسي المقبل، وتصميم برامج تدريبية لأعضاء الهيئة التدريسية، إذ تتضمن الوثيقة مبادئ تدعو إلى السلم والسلام، وسيادة الحوار والتقارب بين الشعوب والثقافات والمجتمعات.
بالتوازي مع جهود الإمارات لنشر وثيقة الأخوة الإنسانية، أصدر مجلس حكماء المسلمين كتابا باللغتين العربية والإنجليزية يوثق أعمال "المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية"، الذي عقد في فبراير/شباط بأبوظبي، بحضور أكثر من 700 من رجال الدين والمفكرين مثلوا نحو 16 ديانة وعقيدة.
وتزامن ذلك مع الزيارة التاريخية لقداسة البابا فرانسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، للإمارات في سياق "لقاء الأخوة الإنسانية" الذي جمعه بفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، وتناول أعمال المؤتمر وأوراق العمل التي قدمت خلال الجلسات والورشات المصاحبة له، وتطرق فيها المتحدثون إلى أهمية ترسيخ قيم الأخوة الإنسانية، وحتمية تأصيلها في العالم الذي نعيشه اليوم باعتبارها أداة أساسية وضرورية لمجابهة شرور التعصب والتطرف والانعزال.
نشاط دولي مكثف
حرصت الإمارات على توظيف أدواتها السياسية والدبلوماسية في تعزيز حضورها دوليا، إذ كثفت جهودها خلال الفترة الماضية لتأسيس تحالف قوي ومستدام بين الديانات، والشروع في حوار مهم بين الأطراف الذين يؤمنون بذات القيم والفضائل، وبالالتزام بإشاعة المزيد من السلم والانسجام بين البشر.
وشاركت الإمارات في ملتقى قادة المعتقدات والطوائف الدينية الذي نظمته وزارة الخارجية الأمريكية، بغرض تعزيز الحريات الدينية حول العالم خلال يوليو/تموز في العاصمة واشنطن.
وخلال أعمال الملتقى، ناقش منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة وأعضاء لجنة حلف فضول العائلة الإبراهيمية المنطلقات التي ينطلق منها "ميثاق الفضول الجديد" المزمع إعلانه في ديسمبر/كانون الأول بأبوظبي، خلال الاجتماعات المكثفة التي عقدها المنتدى في واشطن مع أعضاء اللجنة؛ استعدادا لتنظيم الملتقى الـ6 لمنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة.
كما وقعت الإمارات إلى جانب الولايات المتحدة وعشرات الدول 7 بيانات خلال الملتقى، من بينها: بيان استخدام التقنيات والحرية الدينية، وبيان بشأن حماية أماكن العبادة، وبيان بشأن احترام الأديان والمعتقدات، وبيان بشأن إساءة توظيف أتباع الأديان والمعتقدات من جهات غير رسمية بما فيها الجماعات الإرهابية، وبيان بشأن مكافحة الإرهاب بذريعة قمع الحرية الدينية.
وعلى هامش الاجتماعات عرض الفيلم الوثائقي الجديد "رحلة السلام"، عن زيارة قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية لأبوظبي في فبراير/شباط، باعتبارها أول زيارة من نوعها يقوم بها قداسة البابا إلى شبه الجزيرة العربية، وأعقب عرض الفيلم نقاش حول مضمونه وتأثيراته.
إشادات دولية برعاية الإمارات التعددية الدينية
اعترافا بدور الإمارات الريادي في حماية ورعاية التعددية الدينية، زار ميجيل أنخيل موراتينوس، ممثل الأمم المتحدة لتحالف الحضارات، أبوظبي بهدف الاستئناس بالرؤية الإماراتية في حماية ورعاية التعددية الدينية، تمهيدا لوضع خطة عمل الأمم المتحدة لحماية المواقع الدينية في العالم، التي يعدها موراتينوس، ويعتزم عرضها على الأمين العام للأمم المتحدة.
يشار إلى أن استراتيجية الإمارات في رعاية التعددية الثقافية على أراضيها ترتكز على عدة خطط، من بينها رعاية المراكز الدينية ومساندة الدولة الدائمة لبناء دور العبادة، وحمايتها لمختلف الأديان المكرسة بقانون تجريم ازدراء الأديان، الذي أصدرته الدولة قبل بضع سنوات، كونها تستضيف على أراضيها أتباع الديانات السماوية والوضعية لأكثر من 200 جنسية حول العالم.