«بصمة جينية» تكشف التهاب السحايا قبل ظهور الأعراض
أظهرت دراسة رائدة أجراها باحثون من جامعة كولومبيا وجامعة سيمون فريزر ومجلس البحث الطبي في غامبيا، أن هناك بصمة جينية في حديثي الولادة يمكن أن تتنبأ بحدوث التهاب السحايا قبل ظهور أي أعراض.
ويمثل هذا الاكتشاف الذي نشر بدورية "إي بايو ميدسين"، خطوة محورية نحو تحسين التشخيص والعلاج المبكر، خاصة في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط حيث لا يزال التهاب السحايا يشكل تهديدا كبيرا لصحة الأطفال.
ويُعتبر التهاب السحايا عند حديثي الولادة استجابة مفرطة للعدوى تحدث خلال أول 28 يوما من الحياة، حيث يؤثر على حوالي 1.3 مليون مولود جديد عالميا كل عام، ويتسبب في وفاة حوالي 200,000 طفل.
ويعتبر الكشف المبكر أمرا حيويا، إذ يمكن أن يؤدي التهاب السحايا إلى تأخيرات في النمو ومضاعفات صحية طويلة الأمد حتى عند معالجته.
ومن خلال تحليل عينات دم من 720 رضيعا في غامبيا، حدد الباحثون 4 جينات معينة يمكن، عند دمجها في "بصمة جينية"، أن تتنبأ بالتهاب السحايا في تسع من كل عشر حالات، قبل أن تظهر أي علامات مرضية.
ويمثل هذا الاكتشاف خطوة كبيرة نحو تمكين العاملين في مجال الصحة من التدخل بشكل أسرع وتحسين النتائج الصحية للأطفال.
ويقول أندي آن، المؤلف الرئيسي للدراسة والباحث بجامعة كولومبيا البريطانية: "قدرتنا على التنبؤ بالتهاب السحايا قبل ظهور الأعراض يمكن أن تغير مشهد رعاية حديثي الولادة، ويمكن أن يسمح ذلك بعلاج أسرع ومنع آثار طويلة الأمد مدمرة على الأطفال".
تحديات تشخيص التهاب السحايا
وفي الوقت الحالي، يعد تشخيص التهاب السحايا تحديا، إذ تتشابه الأعراض مع العديد من الأمراض الأخرى، ويمكن أن تستغرق الاختبارات أياما لتقديم النتائج.
وهذا التأخير يضع الرضع في خطر أكبر، خاصة في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط حيث تكون هناك صعوبة في الوصول إلى الرعاية الصحية في الوقت المناسب.
وتقدم البصمة الجينية الجديدة تشخيصا أسرع وأكثر دقة، مما يسمح للأطباء بالتدخل قبل أن يصبح الوقت متأخرا.
نحو حلول صحية عالمية متساوية
وتأمل الفرق البحثية أن تُدمج هذه البصمة الجينية في اختبارات (بي سي آر) أو في أجهزة رعاية صحية يمكن استخدامها حتى في المناطق النائية.
ويمكن تكييف الأجهزة التي تختبر التعبير الجيني، مثل تلك المستخدمة في كوفيد 19والإنفلونزا، لاكتشاف بصمة التهاب السحايا باستخدام قطرة واحدة من الدم.
ويقول المؤلف المشارك د. بوب هانكوك، الأستاذ بجامعة كولومبيا البريطانية "يمكن أن تجعل الأجهزة المحمولة التي تتعرف على هذه البصمة الكشف المبكر عن التهاب السحايا متاحا لكل مقدمي الرعاية الصحية، حتى في أكثر البيئات محدودة الموارد، وهذا يمكن أن ينقذ أرواحا لا حصر لها من خلال ضمان حصول الأطفال على الرعاية التي يحتاجونها قبل تفاقم العدوى".
وتشمل الخطوات التالية إجراء دراسات أكبر للتحقق من صحة هذه النتائج في مجموعات سكانية أخرى وتطوير أدوات متاحة وفعالة من حيث التكلفة لتشخيص التهاب السحايا، وإذا تحقق ذلك، يمكن أن يساعد هذا الاكتشاف في تقليل الوفيات بين حديثي الولادة على مستوى العالم ويقدم أداة أساسية في مكافحة التهاب السحايا.
aXA6IDMuMTQ1LjU3LjQxIA== جزيرة ام اند امز