6 تطورات تهدد "جنيف 4".. وروسيا تحذر من "الخداع"
روسيا اشترطت لنجاح حوار جنيف ضمان طابع واسع التمثيل لوفد المعارضة السورية وفق مقتضيات القرار الدولي رقم 2254
يصل ممثلون عن الحكومة والمعارضة السوريتين في الساعات القادمة إلى مدينة جنيف السويسرية للاجتماع مجددًا، الخميس، حول مائدة مفاوضات تتضاءل الآمال في أن تحرز تقدمًا ملموسًا لإنهاء الحرب الدائرة رحاها بينهما منذ 6 أعوام.
ويرأس وفد الحكومة، بشار الجعفري، مبعوث سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، بحسب ما أكده مصدر مقرب من الوفد لوكالة الأنباء الفرنسية.
في حين يرأس وفد المعارضة طبيب القلب نصر الحريري، وسيكون المحامي محمد صبرا كبيرًا للمفاوضين.
ويضم وفد المعارضة 22 عضوًا في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية (أبرز تشكيلات المعارضة)، إضافة إلى ممثلين عن الفصائل المسلحة وفريق خبراء تقنيين.
كما يشارك في الجولة الرابعة من مفاوضات جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة وفدان من مجموعتين معارضتين أخريين تعرفان باسم "منصة موسكو" ومنصة القاهرة".
و"منصة موسكو" تضم معارضين مقربين من روسيا، أبرزهم نائب رئيس الوزراء سابقا قدري جميل، وهؤلاء لا يشترطون رحيل الرئيس بشار الأسد.
أما "منصة القاهرة" فتجمع شخصيات معارضة وأخرى توصف بالمستقلة، بينهم المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية جهاد مقدسي.
وكانت مشاركة المجموعتين من نقاط الخلاف في جولات مفاوضات سابقة؛ حيث تصر معظم فصائل المعارضة الأخرى على رحيل الأسد.
المفاوضات السورية تستأنف الخميس.. آمال ضعيفة للنجاح
وتتحرك الوفود نحو جنيف بحركات متثاقلة؛ لوجود عدد من التحديات ونقاط الخلاف والغموض في مواقف أطراف رئيسية في الأزمة السورية، ومن بينها:
-الخسائر الميدانية الجسيمة التي منيت بها فصائل المعارضة المسلحة في الأشهر الأخيرة، وخاصة في مدينة حلب التي أعاد الجيش السوري السيطرة عليها.
-التقارب الجديد بين تركيا الداعمة للمعارضة وروسيا الداعمة لبشار الأسد.
-غموض موقف الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، من الملف السوري، وخاصة ما يتعلق بمستقبل نظام الحكم.
-فشل تثبيت وقف إطلاق النار المعمول به منذ ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
-فشل محادثات أستانة2 في التوصل إلى اتفاقيات جديدة بخلاف حثّ الأطراف على وقف إطلاق النار.
-إصرار معظم فصائل المعارضة على رحيل بشار الأسد، في حين سبق أن أكدت الأمم المتحدة مرارًا أن مستقبل الأسد ليس مطروحًا على مائدة جنيف.
وعن أولويات المعارضة في جنيف4 قال يحيى العريضي، أحد أعضاء فريق الاستشاريين المرافق للوفد المعارض لوكالة الأنباء الفرنسية: "أولوية وقف إطلاق النار" خلال المفاوضات (...) لا يمكن إنجاز أي شيء من الأمور المطروحة على المسار السياسي من دون إنجاز قضية وقف إطلاق النار".
وأضاف: "حاولنا في أستانة1 وأستانة2، لكن الوعود التي قدمت لنا من الضامن الروسي والضامن التركي لم تلق ترجمة على صعيد الواقع، وهذا معوّق أساسي".
كما تحدث رمضان عن "عدم وجود توافق أمريكي روسي حول استئناف العملية السياسية، فضلا عن عدم وضوح مواقف إدارة الرئيس ترامب بشأن سوريا والشرق الأوسط".
المعارضة السورية تجدد ربط مفاوضات جنيف برحيل الأسد
من ناحيتها، حذرت وزارة الخارجية الروسية من أي محاولات لـ"الخداع" في جنيف، مؤكدة أن ذلك سيؤثر سلبا على العملية السياسة.
وقالت ماريا زاخاروفا، الناطقة باسم الخارجية، خلال مؤتمرها الصحفي، الأربعاء: "أي محاولات للخداع في مجال ما بهدف تحقيق مصالح من لا يروق لهم السلام في سوريا ووحدتها، ستؤثر سلبا على العملية السياسية فيما يخص استقرارها ونتائجها".
وتابعت زاخاروفا أن الشرط الضروري لنجاح الحوار في جنيف، يكمن في ضمان طابع واسع التمثيل لوفد المعارضة السورية وفق مقتضيات القرار الدولي رقم 2254.
ويقضي القرار الدولي الصادر عام 2015 بوقف إطلاق النار في سوريا من كافة الأطراف، وبدء عملية سياسية تتضمن انتخابات ودستور جديد، ولم يشر القرار إلى رحيل الرئيس السوري.
وستركز جولة المفاوضات الحالية أيضًا على عملية الانتقال السياسي في سوريا، بما فيها وضع دستور وإجراء انتخابات.
ولطالما شكلت عملية الانتقال السياسي نقطة خلافية بين الحكومة والمعارضة خلال جولات التفاوض الماضية؛ إذ تطالب المعارضة بتشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات تضم ممثلين للحكومة والمعارضة، مشترطة رحيل بشار الأسد، في حين ترى الحكومة السورية أن مستقبل الأسد ليس موضع نقاش وتقرره فقط صناديق الاقتراع.
aXA6IDMuMTcuMTY2LjE1NyA= جزيرة ام اند امز