رغم بطء الاقتصاد.. الألمان ينفقون نصف تريليون يورو في 180 يوما
قيمة الإنفاق الاستهلاكي للألمان وصلت إلى 438.3 مليار يورو ما يعادل 492 مليار دولار خلال النصف الأول من العام الحالي
أثارت البيانات الاقتصادية الصادرة في ألمانيا الأسبوع الماضي المخاوف بشأن معاناة الاقتصاد من تداعيات الحرب التجارية بين أمريكا والصين، لكن يبقي المستهلكون الألمان نقطة مضيئة على خريطة الاقتصاد العالمي التي يطغى عليها اللون القاتم، وذلك بفضل المؤشرات الإيجابية للاقتصاد الألماني حتى الآن.
ووفق وكالة الأنباء الألمانية وصلت قيمة الإنفاق الاستهلاكي للألمان إلى نحو 438.3 مليار يورو ما يعادل 492 مليار دولار خلال النصف الأول من العام الحالي.
- ألمانيا تتوقع توفير 680 ألف وظيفة إضافية في 2019
- بيانات من ألمانيا تثير المخاوف حول أكبر اقتصاد في أوروبا
"أولريش ستيفان" كبير المخططين الاستراتيجيين في مجموعة "دويتشه بنك" المصرفية الألمانية: قال إن "الصناعة الألمانية في أزمة.. أداء الاقتصاد الألماني جيد حتى الآن بفضل الأداء الجيد للمستهلكين وقطاع الخدمات".
وتشير البيانات الاقتصادية إلى تباطؤ قطاع التصنيع في أغلب دول العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة والصين وألمانيا، لكن أرقام الإنفاق الاستهلاكي في ألمانيا تعطي صورة أكثر إشراقا.
ومع أسعار الفائدة فائقة الانخفاض، أصبح من الصعب التفكير في الاحتفاظ بالأموال في البنوك، وهو ما جعل كثيرين من الألمان يتخلون عن تقليد مستقر لديهم، وهو الحرص على ادخار جزء من دخولهم، وبدلا من التوجه إلى البنوك للإيداع والادخار، اتجه الألمان إلى البنوك لسحب الأموال والتوجه إلى الأسواق للتسوق أو للشراء عبر الإنترنت.
وعلى مدى السنوات التسع الماضية واصل الاقتصاد الألماني نموه، في حين سجلت الأجور في العام الماضي أعلى زيادة لها منذ 2011.
وتشير البيانات إلى استقرار معدل البطالة في ألمانيا عند مستوى 5% خلال يوليو/تموز الماضي، وذلك للشهر الثالث على التوالي، وزادت مبيعات التجزئة خلال يونيو/حزيران الماضي بأسرع وتيرة لها منذ 12 عاما، حيث زادت عن الشهر السابق بنسبة 3.5%، في حين زادت في النصف الأول من العام الحالي ككل بنسبة 2.2% عن الفترة نفسها من العام الماضي بفضل الأداء القوي لقطاع التسوق عبر الإنترنت.
في حين تراجع الطلب على القطاع الصناعي في ألمانيا خلال الربع الثاني من العام الحالي بنسبة 1% بعد تراجعه بنسبة 4.2% خلال الربع الأول من العام، انكمش ناتج القطاع خلال الربع الثاني بنسبة 1.9%، بعد تراجعه بنسبة 0.3% خلال الربع الأول.
وتراجعت الصادرات الألمانية خلال يونيو/حزيران الماضي بنسبة 8% مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، في حين تراجعت الواردات بنسبة 4.4% خلال الفترة نفسها.
هذه الأرقام السلبية أدت إلى زيادة عدد المحللين الذين يتوقعون إعلان انكماش الاقتصاد الألماني أو جموده خلال الربع الثاني من العام الحالي عندما يعلن مكتب الإحصاء الاتحادي بيانات الناتج المحلي لألمانيا خلال الأسبوع الحالي.
ذكرت مؤسسة "جي.إف.كيه" الألمانية لأبحاث السوق في تقريرها الصادر في الأسبوع الماضي تراجع ثقة المستهلكين الألمان بالنسبة للشهر المقبل، مع تراجع التوقعات الاقتصادية لهم، في حين تحسنت توقعاتهم بشأن الدخل الشخصي، واستمرت توقعاتهم بشأن خطط التسوق والشراء عند مستوياتها المرتفعة.
لكن مؤسسة "جي.إف.كيه" التي تتخذ من مدينة "نورنبرج" الألمانية مقرا لها تحذر من أنه "من الواضح أن التباطؤ الاقتصادي العالمي والنزاعات التجارية وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أصبح لها تأثير متزايد على ثقة المستهلكين" في ألمانيا.
aXA6IDE4LjE5MS4xOTIuMTA5IA==
جزيرة ام اند امز