مسؤولة تجارة ألمانية تعترف: عقوبات أمريكا ركّعت إيران.. لا أمل هناك
التوتر يخيم على الأجواء.. المجتمع يتخوف من الحرب.. والشباب المتعلم يسعى لترك البلاد
اعترفت ديجمار فون بونشتاين، ممثلة رواد الأعمال الألمان في طهران والمدير التنفيذي لغرفة الصناعة والتجارة الألمانية الإيرانية، الجمعة، بأن العقوبات الأمريكية الأخيرة على إيران "ضربتها في مقتل" و"ركعتها" بحيث لم يعد هناك أمل في أي تبادل تجاري معها.
والاعتراف الألماني يزيد من الإحباطات التي تضرب إيران التي كانت تتشبث بآلية تجارية مع أوروبا وتأمل في أن تنقذها من الحصار الأمريكي بحيث يمكنها مواصلة التبادل التجاري مع دول الاتحاد خاصة ألمانيا.
- الجوع يُنهك قوى إيران العاملة وسط غلاء الأسعار واختفاء الدعم الحكومي
- العراق يفاجئ إيران ويحبط مخططاتها بإغلاق أسواقه أمام نصف وارداتها
وفي مقابلة مع صحيفة دي فيلت الألمانية، قالت فون بونشتاين الموجودة في الأراضي الإيرانية منذ أبريل 2018: "منذ وصولي إلى إيران، والتقارير اليومية عن العقوبات الأمريكية وتداعيتها، جزء من روتين حياتي".
ومن النفط إلى صناعة المعادن والتعدين، ضربت الولايات المتحدة إيران بعقوبات اقتصادية على مراحل متعددة بداية من مايو 2018، بسبب برنامجها النووي وسعيها لاقتناء أسلحة نووية، فضلا عن رعايتها للإرهاب ودورها المثير للقلاقل في الشرق الأوسط.
وتابعت بونشتاين "مع فرض العقوبات الأمريكية في 8 مايو 2018، كان الأمل في تحسن الأمور لا يزال يغلف الأجواء في إيران، لكن مع سريان الحزمة الثانية من العقوبات في نوفمبر الماضي، كل شيء تغير".
وأضافت: "هذه العقوبات ضربت إيران في مقتل"، موضحة "الحكومة الأمريكية تركع طهران على ركبتها، وتمنع حدوث تجارة حقيقة بين أوروبا وخاصة ألمانيا، والإيرانيين".
وبعد تقييد قطاع النفط بشدة بسبب العقوبات الأمريكية، كان الصلب هو أحد قطاعات التصدير الأساسية للاقتصاد الإيراني، حيث صدرت طهران العام الماضي 8 ملايين طن من الصلب بقيمة 3 مليارات يورو. لكن العقوبات ضربت أيضا هذا القطاع وأصابه الركود، حسب المسؤولة الألمانية.
وتابعت: "الأزمة كبيرة للغاية، أتلقى رسائل يومية من مواطنين ومسؤولين إيرانيين على حد سواء ونناقش مناخ التجارة والأعمال، ويمكنني أن ألمس أجواء التوتر الكبير في البلاد".
ومضت قائلة: "الحرب تلوح في الأفق، لكن المواطنين يتخوفون منها؛ فذكرى الحرب مع العراق لا تزال ماثلة في الأذهان وتقلق المجتمع بشكل كبير".
ولفتت المسؤولة الألمانية لوجود سعي كبير بين الشباب لترك إيران، حيث قالت: "الشباب الذي يملك قدرا جيدا من التعليم، يسعون لمغادرة البلاد والبحث عن مستقبل خارجها"، مضيفة "الطلب يتزايد بشكل كبير على دروس تعلم اللغات الأجنبية وهناك قوائم انتظار طويلة في مراكز تدريس هذه اللغات بما فيها الألمانية، والعديد من الإيرانيين لديهم اتصالات مع الخارج في أوروبا والولايات المتحدة للبحث عن أي فرصة لترك البلاد".
ولفتت إلى أن العديد من الشركات الألمانية "تراجعت عن اتفاقاتها التجارية مع إيران تحت ضغط العقوبات الأمريكية".
وفي وقت سابق، ذكرت تقارير صحفية ألمانية أن هناك تراجعا حادا في التجارة البينية بين إيران وألمانيا في 2019 بسبب العقوبات الأمريكية، حيث تراجعت الصادرات الألمانية إلى طهران بأكثر من 50%، وتراجعت أيضا وارداتها منها بنسبة تعدت 40%.
aXA6IDMuMTMzLjE0NS4xNyA= جزيرة ام اند امز