ألمانيا تحذر بريطانيا من "كارثة اقتصادية" بسبب بريكست
اتحاد الصناعات الألمانية يحذر من أن الفشل في إبرام اتفاق بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي قبل نهاية العام يمكن أن يسبب "كارثة اقتصادية"
حذر اتحاد الصناعات الألمانية، الإثنين، من أن الحكومة البريطانية لا تأخذ المحادثات حول علاقة المملكة المتحدة المستقبلية مع الاتحاد الأوروبي بجدية كافية.
وأكد الاتحاد الألماني، أن الفشل في إبرام اتفاق قبل نهاية العام الجاري يمكن أن يسبب "كارثة اقتصادية".
وانطلقت الجولة الثالثة من محادثات التجارة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي الإثنين، بهدف إحراز تقدم من أجل التوصل لاتفاق تجاري لما بعد خروج بريطانيا من التكتل عبر تقنية الفيديو كونفرانس.
ونقلت وكالة أنباء بلومبرج عن الرئيس التنفيذي لاتحاد الصناعات الألمانية يواخيم لانج قوله: إن التقدم الذي تم إحرازه قبل مفاوضات الإثنين "غير كاف تمامًا" و"قد يخرج المفاوضون الرئيسيون صفر اليدين مرة أخرى في نهاية المفاوضات هذا الأسبوع".
وتساءل لانج في رسالة له عبر البريد الإلكتروني قائلا :لماذا صوتت بريطانيا بـ" الخروج" من الاتحاد الأوروبي.
وأضاف: "لقد تسببت أزمة فيروس كورونا بالفعل في فقدان العديد من الوظائف في أنحاء أوروبا، وإذا انتهت المرحلة الانتقالية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق في نهاية العام، فإن ذلك سيحول الوضع الاقتصادي الصعب بالفعل إلى كارثة".
واستبعد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون مرارًا وتكرارًا تمديد الموعد النهائي للوصول إلى اتفاق ما بعد 31 ديسمبر/كانون الأول المقبل، وهو الموعد المقرر لانتهاء المفاوضات.
وأشار إلى أنه مستعد لمغادرة الفترة الانتقالية دون إبرام اتفاق تجاري وقبول إعادة الحصص والرسوم الجمركية بدلاً من الاستسلام لمطالب الاتحاد الأوروبي.
وقال لانج: "إن مناورات الحكومة البريطانية ليست مناسبة بالنظر إلى خطورة الوضع".
يُذكر أن بريطانيا خرجت رسميا من الاتحاد الأوروبي نهاية يناير/كانون الثاني الماضي. ولا تزال بريطانيا جزءا من السوق الداخلية الأوروبية والاتحاد الجمركي في إطار مرحلة انتقالية ممتدة حتى نهاية هذا العام.
وكانت كاتارينا بارلي نائبة رئيس البرلمان الأوروبي، قد أعربت عن تشاؤمها إزاء النتائج المنتظرة من المفاوضات بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا حول العلاقات المستقبلية عقب "بريكست".
وقالت بارلي في تصريحات لإذاعة "برلين-براندنبورج" الإثنين: "انعدام الثقة كبير. البريطانيون غير متمسكين على سبيل المثال بهذه الاتفاقية الانتقالية"، لافتة إلى أن المفاوضات "لا تمضي قدما".
وأشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي يسعى إلى إبرام اتفاق كبير مع بريطانيا، بينما "يسعى البريطانيون إلى اتفاقيات محدودة النطاق".
ورفضت بارلي حصول بريطانيا على المميزات فقط، وقالت: "لا يمكن الدخول إلى السوق الداخلية، وفي الوقت نفسه تقويض المعايير الأوروبية بشأن السلامة المهنية وحماية المستهلكين وحماية البيئة، وبالتالي الحصول على امتياز. هذا لن يسري تحت أية حال".
ولا تعتقد المسؤولة الأوروبية أن الطرفين سيتفقان على تمديد الفترة الانتقالية بحلول نهاية يونيو/حزيران المقبل.
إلا أنها لا تستبعد حدوث ذلك، بقولها: "لقد أثبت (رئيس الوزراء البريطاني) بوريس جونسون قدرته على قلب الأمور".
وتتوقع بارلي مفاوضات صعبة فيما يتعلق باتفاقيات التجارة الحرة بين بريطانيا والولايات المتحدة، حيث تمر الولايات المتحدة حاليا بوضع صعب بسبب أزمة جائحة كورونا.
وتستمر هذه المفاوضات أسبوعين بـ"جلسة عامة" عبر الفيديو، بمشاركة كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي ميشال بارنييه ونظيره البريطاني ديفيد فروست.
وفشلت آخر جلسة مفاوضات، الشهر الماضي، ما ألقى شكوكا قوية حول قدرة لندن وبروكسل على التوافق بحلول نهاية العام، كما كان منتظرا.
والجمعة الماضي، قال متحدث باسم الحكومة البريطانية: "علينا الآن إحراز تقدم بنّاء. لا زالت المملكة المتحدة مصممة على الوصول إلى اتفاق تبادل حر، على غرار الاتفاقات التي وقعها الاتحاد الأوروبي مع دول يتقاسم معها نفس وجهات النظر".
ومن المقرر أن تنظم الاتفاقية العلاقات الاقتصادية المستقبلية بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، وإلا سيتم فرض رسوم جمركية وضوابط صارمة على السلع وتعقيدات اقتصادية أخرى.