خلافة ميركل.. لاشيت يريد الحسم وزودر يراهن على الوقت
دخلت مسألة خلافة أنجيلا ميركل، مرحلة جديدة، بسحب كل مرشح الخيوط باتجاهه وفرض رؤيته، لكن يبقى الصراع مفتوحا.
فأرمين لاشيت؛ رئيس الحزب الديمقراطي المسيحي؛ أكبر ضلع في الاتحاد المسيحي، يرغب في حسم مرشح التحالف للمستشارية، بسرعة ودون مشاركة أي أطراف غير معتادة؛ مثل الكتلة البرلمانية للاتحاد.
فيما يراهن ماركوس زودر رئيس الحزب الاجتماعي المسيحي "الضلع الأصغر" على الوقت، ويرى أن تأخير حسم الترشيح قدر الإمكان، يصب في صالحه، ويضغط بكل وضوح لإجراء تصويت في الكتلة البرلمانية للاتحاد.
ووفق ما طالعته "العين الإخبارية" في مجلة دير شبيجل الألمانية (خاصة)، يبدو موقف كل من الرجلين مبررا؛ فلاشيت حظي في الأيام الماضية بدعم قيادة الحزب الديمقراطي المسيحي، ورموز كبيرة فيه مثل رئيس البرلمان، فولفغانغ شويبله، ويرى أن الزخم في صالحه الآن.
فيما تتزايد الضغوط البرلمانية لإجراء تصويت يحسم اسم المرشح، داخل الكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحي، وارتفع الموقعون على عريضة بهذا المعنى من ٥٠ نائبا إلى أكثر من ١٠٠ نائب في يومين، وجميعهم مؤيدون لزودر على حساب لاشيت.
مع الأخذ في الاعتبار، أداؤه الكبير في استطلاعات الرأي مقارنة بلاشيت، حيث يلعب زودر على عامل الوقت ويرى أن تأخير حسم ترشيح الاتحاد المسيحي لمنصب المستشار في الانتخابات المقبلة، يصب في صالحه.
وهو ما توصلت له "دير شبيجل"، التي قالت إن زودر يريد كسب الوقت ومنح مؤيديه في الكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحي الفرصة لرفع أصواتهم وكسب مؤيدين جدد، ما يفاقم الضغط على الطرف الآخر.
فيما يخشى لاشيت من عامل الوقت، خاصة بعد أن حظي بتأييد الأغلبية في الهيئة العليا للحزب الديمقراطي المسيحي، وليس بالإجماع كما تجري الأمور في مثل هذه الحالات، وفق المجلة ذاتها.
وأوضحت المجلة أن لاشيت "يرى بوضوح أن عامل الوقت ليس في صالحه، ويدفع كوادر وقيادات الاتحاد المسيحي للتفكير في الخيار الانتخابي الأفضل؛ وهو زودر".
استطلاع صادم
وفي تصريحات تلفزيونية، قال الأمين العام للاتحاد المسيحي، بول زيمياك، وهو مؤيد لأرمين لاشيت، إن حسم مرشح المستشارية "سيكون سريعًا للغاية".
ورفض زيمياك إشارة زودر إلى أداء لاشيت الضعيف للغاية في استطلاعات الرأي، واعتبر أن " الاستطلاعات تلعب دورًا دائمًا، بالطبع، ولكن ليس الدور الوحيد".
وتابع "يتعلق الأمر أيضًا بمهارات أخرى إذا كنت تريد قيادة حكومة والحفاظ على حزب موحد، وأرمين لاشيت يتمتع بهذه المهارات".
ووفق استطلاع أجراه معهد إنسا لقياس اتجاهات الرأي العام (خاص)، يحتل لاشيت المرتبة الـ١٢ بين أكثر السياسيين شعبية في ألمانيا، بعد أن كان في المرتبة الـ٩ في الاستطلاع الماضي.
فيما قفز زودر مركزا واحدا، واحتل المرتبة الأولى في نفس الاستطلاع متفوقا على ميركل، وفق ما نشرته صحيفة بيلد الألمانية الخاصة.
وتترك ميركل الحياة السياسية نهائيا بانتهاء الفترة التشريعية الحالية، ولن تقود الاتحاد المسيحي في الانتخابات لأول مرة منذ 16 عاما، ما يفاقم مشاكل التحالف.
وبصفة عامة، تراجع الاتحاد المسيحي من 37% من معدلات التأييد في استطلاعات الرأي، بداية فبراير/شباط الماضي، إلى 25% في استطلاع نُشر قبل أيام، أي أنه خسر 12 نقطة في شهرين.
وخلال الأسابيع الماضية، هزت ألمانيا 5 فضائح فساد مدوية، طالت 4 نواب وسياسيا كبيرا في الاتحاد المسيحي، تتعلق بتلقي رشاوى وعمولات في صفقات أقنعة طبية .
ولم يتوقف الأمر عند ذلك، إذ مُني الحزب الديمقراطي المسيحي بنتائج سيئة غير مسبوقة في انتخابات البرلمان المحلي بولايتي بادن-فورتمبيرج وراينلاند-بفالتس التي جرت الشهر الماضي.
وبخلاف الخسائر الانتخابية وفضائح الفساد، يتعرض الاتحاد المسيحي الألماني لانتقادات غير مسبوقة بسبب إدارته السيئة لأزمة كورونا، وتراجع معدلات التطعيم ضد الفيروس مقارنة بدول أخرى مثل بريطانيا والدنمارك.
aXA6IDMuMTQ5LjI3LjMzIA==
جزيرة ام اند امز