2019.. عام تضييق الخناق على أنشطة حزب الله في ألمانيا
مجلة دير شبيجل الألمانية قالت إن الحكومة تخطط لحظر المليشيا اللبنانية بعد أن وافقت وزارات الخارجية والداخلية والعدل على الخطوة.
تزايد الضغط على مليشيا حزب الله الإرهابية اللبنانية في ألمانيا خلال 2019، للدرجة التي دفعت برلين للشروع رسميا في حظرها بعد عدة خطوات أدت لتضييق الخناق عليها طوال العام الذي يبدو أنه لن يطوي أيامه دون أن يضع البلاد أمام الخطوة النهائية في طريق الخلاص من أنشطة الحزب المزعجة.
ففي تقرير نشرته أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قالت مجلة "دير شبيجل" الألمانية إن الحكومة تخطط لحظر المليشيا اللبنانية بعد أن وافقت وزارات الخارجية والداخلية والعدل على الخطوة.
ومن المحتمل أن يصدر قرار الحظر خلال الأسابيع المقبلة، وكنتيجة له ستتعاطى السلطات الألمانية مع أنشطة وعناصر حزب الله في ألمانيا مثلما تتعاطى مع أنشطة وعناصر "داعش".
كما ستمنع الحكومة كل الأنشطة والفعاليات التي ينظمها الحزب في ألمانيا، بما يشمل حظر رفع علم حزب الله في أي مظاهرات أو فعاليات، وفق "دير شبيجل".
ولا يتوقف الأمر عند ذلك؛ حيث منحت الحكومة الادعاء العام الضوء الأخضر للتحقيق في كل أنشطة حزب الله في ألمانيا، وفق المصدر ذاته.
وفي يوم ١٣ ديسمبر/كانون الأول الجاري، قدمت الكتل البرلمانية للاتحاد المسيحي "يمين وسط/حاكم"، والحزب الاشتراكي الديمقراطي "يسار وسط/مشارك في الائتلاف الحاكم"، والحزب الديمقراطي الحر "يمين وسط"، طلبا رسميا للبرلمان لحظر حزب الله في ألمانيا، وتحويل خطط الحكومة في هذا الإطار إلى واقع.
وتأتي الخطوة لتسريع وتيرة الإجراءات الحكومية، ودفع الحكومة لتنفيذ خططها في هذا الإطار بشكل سريع، وفق شبكة "فونكه" الإعلامية الألمانية.
ولسنوات طويلة كانت الحكومة الألمانية تفرق بين الجناحين العسكري والسياسي لحزب الله، وترفض حظر الحزب لأسباب سياسية متعلقة بدورها في لبنان كوسيط بين الأطراف المختلفة.
ويأتي التحرك الأخير ضد مليشيا حزب الله إثر ضغوط برلمانية وإعلامية كبيرة؛ ففي يوم ٦ يونيو/حزيران الماضي أحال البرلمان الألماني طلبا قدمه حزب البديل لأجل ألمانيا، أكبر أحزاب المعارضة، لحظر حزب الله إلى لجنة الشؤون الداخلية للمناقشة وإبداء الرأي.
وفي مايو/أيار الماضي، كشف تحقيق لصحيفة "ذود دويتشه تسايتونغ" الألمانية عن أن حزب الله يستغل ألمانيا واقتصادها الأقوى في أوروبا لجمع الأموال لتمويل عملياته العسكرية وممارسة نفوذه على الجالية اللبنانية وتقوية روابطه مع إيران.
تجنيد وغسيل أموال وتجارة مخدرات
في يوم ٣٠ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، نشرت صحيفة "تاجس شبيجل" الألمانية تقريرا عن أنشطة وتحركات حزب الله المشبوهة في ألمانيا.
وذكرت الصحيفة أن المراكز الثقافية والمساجد التابعة لحزب الله في ألمانيا تقوم بعدة أدوار؛ أهمها الدعاية وتجنيد أتباع جدد وجمع التبرعات لصالح قيادات حزب الله في بيروت.
ونقلت الصحيفة عن هيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية" أن نحو 1050 من أنصار حزب الله يعيشون في ألمانيا بينهم 250 في برلين وحدها.
كما يستغل حزب الله الأراضي الألمانية ليس فقط في جمع الأموال وتجنيد الأتباع، بل أيضا لتهريب المخدرات وغسيل الأموال.
وأوضحت الصحيفة أن السلطات الألمانية توثق عمليات حزب الله لتهريب المخدرات بشكل جيد؛ حيث تصل شحنات المخدرات إلى ألمانيا قادمة من أمريكا الجنوبية عبر القارة الأفريقية، في مسارات محددة رسمها حزب الله.
وتابعت: "وبجانب ميناء هامبورج الألماني، تصل المخدرات عادة إلى موانئ روتردام في هولندا وأنتويرب في بلجيكا، ويستخدم الحزب الأموال التي يجنيها من هذه التجارة في شراء الأسلحة وتمويل عملياته".. ووفق الصحيفة، فإن حزب الله يستغل شركة لتأجير السيارات في مدينة دوسلدورف غربي ألمانيا كواجهة لعمليات غسيل الأموال.
2020.. ماذا ينتظر المليشيا في ألمانيا؟
وفق تقرير "دير شبيجل"، من المقرر أن يشهد العام المقبل حظر حزب الله، وإتمام التحقيقات حول أنشطته في ألمانيا.
وفي هذا الإطار، قال النائب البرلماني عن الاتحاد المسيحي الحاكم "يمين وسط"، ماريان ويندت لصحيفة فرانكفورتر روند شاو الألمانية "خاصة": "حظر حزب الله سيوفر الأساس لاتخاذ إجراءات أقوى ضده داخل ألمانيا".
وأردف: "يجب حظر الحزب بشكل كامل في أسرع وقت"، مضيفا: "حزب الله يحصل على تمويله من الجريمة المنظمة، وغسيل الأموال وتأجير السيارات، وتعد ألمانيا منطقة عمل أساسية في استراتيجية تمويله".
ومضى قائلا: "لا يصنع حزب الله البروباجندا فحسب؛ فهو تنظيم إرهابي عسكري، تنطوي تحته شبكات للجريمة المنظمة، وبالتالي فإن حظره سيكون خطوة أولى للقضاء على أذرعه الإجرامية وتجفيف منابع تمويله".