تصعيد ضد السياسيين في ألمانيا.. موجة عنف تفتح جروح الماضي
اعتداءات تستهدف السياسيين بشكل متزايد في ألمانيا خلال الأيام الماضية، تدق ناقوس الخطر من تهديد كبير للديمقراطية، وتعيد فتح جروح الماضي.
واليوم السبت، تعرض ماتياس إيكه، قائد قائمة الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ولاية ساكسونيا، لانتخابات البرلمان الأوروبي، للضرب ونقل إلى المستشفى.
ووفقا لصحيفة بيلد الألمانية، من المتوقع أن يبقى إيكه في المستشفى لمدة أسبوع على الأقل.
ووفقا للشرطة الإقليمية تعرض السياسي البالغ 41 عاما "للضرب" على أيدي أربعة رجال مجهولين في أثناء وضع ملصقات الحملة الانتخابية لحزب المستشار أولاف شولتز.
هذا ليس أول اعتداء على سياسي هذا الأسبوع. إذ تعرض أحد أعضاء حملة حزب الخضر للاعتداء خلال الساعات الماضية، وأصيب بجروح طفيفة في المنطقة المجاورة مباشرة لموقع الاعتداء على إيكه.
والخميس الماضي، تعرض القيادي بحزب الخضر رولف فلييس لهجوم عنيف، في مدينة إيسن الألمانية.
ما يعني أن ألمانيا شهدت ثلاثة اعتداءات على سياسيين في أربعة أيام فقط، فيما تعرض أربعة سياسيين لاعتداءات في الأسبوع الماضي.
وإثر العنف المتزايد ضد السياسيين أعلنت وزيرة الداخلية نانسي فيسر عن عواقب منتظرة لهذه التصرفات العنيفة، وقالت لصحيفة بيلد إنها "تريد دعوة جميع وزراء داخلية الولايات الألمانية إلى مؤتمر خاص، هدفه اتخاذ إجراءات صارمة ضد العنف المتزايد ضد السياسيين".
فيسر قالت "نحن في حاجة إلى مناقشة هذا الأمر بسرعة بمؤتمر خاص لوزراء الداخلية، ووضع حزمة مشتركة من الإجراءات من أجل مزيد من وجود الشرطة على الأرض، ومزيد من الحماية وقمع أعداء الديمقراطية".
ومضت قائلة "يجب توقيف الجناة ومشعلي الحرائق الذين يريدون إشعال النار في ديمقراطيتنا، لن نتراجع خطوة واحدة عن هذا الهدف".
ووفق تقارير ألمانية، فإن المتطرفين والشعبويين مسؤولون عن تزايد وتيرة الهجمات على السياسيين في البلاد.
في السياق ذاته، قال المستشار أولاف شولتز "الديمقراطية مهددة.. يجب أن نقف معًا ضد هذا الأمر".
فيما كتب رئيس وزراء ساكسونيا مايكل كريتشمر، عبر منصة "إكس" عن الهجوم على مرشح البرلمان الأوروبي اليوم، "إنه أمر صادم وهجوم على قيمنا الديمقراطية، الهجوم على المرشح الأول للحزب الاشتراكي الديمقراطي ماتياس إيكه يرعبني بشدة ولا يمكن تبريره بأي شيء".
ومضى قائلا "سندافع بحزم عن الدعاية الانتخابية النزيهة، نحن معتادون على الهجمات والتخويف الذي يتعرض له المنافسون السياسيون منذ أحلك فترات تاريخنا".
أما رئيس وزراء ولاية شمال الراين وستفاليا هندريك فوست فقال في تصريحات صحفية "الهجوم الوحشي على السياسيين هو أيضا هجوم على الديمقراطية، الديمقراطيون يقاتلون بالكلمات، ويقاتلون من أجل المواقف، ولكن ليس بالعنف أبدا"، مضيفا "يجب على جميع الديمقراطيين الآن رص الصفوف بحزم وتضامن".
وفي ٢٠١٩ قتل عنصر يميني متطرف المسؤول في بلدية كاسل في ألمانيا وعضو الحزب الديمقراطي المسيحي فالتر لوبكه، بالرصاص في حادث هز ألمانيا في ذلك الوقت، وأعاد التذكير بالتاريخ الصعب للبلاد.
والاعتداءات العنيفة على السياسيين في ألمانيا كانت إحدى استراتيجيات النازيين قبل وصولهم للسلطة في البلاد في عشرينيات القرن الماضي، في حقبة صعبة في تاريخ البلاد، ولا يزال المنتمون للتيارات اليمينية المتطرفة يتبعون هذه الاستراتيجية بين الحين والآخر، لتهديد النظام العام وخلق حالة من الفوضى.
aXA6IDE4LjExNi4yMy41OSA= جزيرة ام اند امز