"نهاية العالم" بالغوطة الشرقية.."مشاة الأسد" تتوغل وسط غضب أممي
ساحة قتال مفتوحة اشتد عنفها مع اعتزام النظام السوري الدفع بوحدات المشاة في جيشه لدخول الغوطة الشرقية
ساحة قتال مفتوحة اشتد عنفها، الأربعاء، مع اعتزام النظام السوري الدفع بوحدات المشاة في جيشه لدخول الغوطة الشرقية.
واتهم المفوض الأعلى لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة النظام السوري بالتخطيط لما يشبه "نهاية العالم" في بلاده، مضيفا أن النزاع دخل "مرحلة رعب" جديدة.
فيما أعلن التلفزيون السوري، اليوم، أن وحدات من جيش النظام تقصف دفاعات مقاتلي المعارضة في بلدة مسرابا بالغوطة الشرقية، بهدف تأمين دخول وحدات المشاة.
"حضن النظام"
وعرض التلفزيون لقطات من مشارف مسرابا توضح تصاعد سحب دخان كبيرة في السماء خلف صف من المباني، مع سماع دوي مقاتلات وأصوات انفجارات.
وأشارت وكالة أنباء رويترز إلى أن السيطرة على المدينة ستؤدي إلى شطر الجيب الخاضع لسيطرة المعارضة إلى قسمين.
فيما قال عقيد بجيش النظام السوري للتلفزيون الرسمي، اليوم، إن سكان الغوطة الشرقية سيعودون إلى "حضن الدولة" قريباً جداً.
وأضاف في بث قرب بلدة مسرابا: "تلقينا تعليمات من القيادة العامة بفك الحصار عن أهلنا ضمن منطقة الغوطة الشرقية".
وتابع: "إن شاء الله قريبا جدا جدا يتم فك الحصار.. والرجوع إلى حضن الدولة".
مزاعم النظام السوري
بدوره، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، الأمير زيد رعد بن الحسين، في كلمة له، اليوم، إن استهداف بضع مئات من مقاتلي المعارضة لا يمكن أن يكون مبررا للهجوم، الذي تشنه قوات بشار الأسد في الغوطة الشرقية.
وأضاف المفوض الأممي في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة: "المحاولات الأخيرة لتبرير هجمات عشوائية ووحشية على مئات الآلاف من المدنيين بالحاجة إلى قتال بضع مئات من المقاتلين، مثلما في الغوطة الشرقية، غير قابلة للاستمرار قانونيا وأخلاقيا".
وزاد: "عندما تكون مستعدا لقتل شعبك بهذه السهولة فإن الكذب سهل أيضا".
وشدد على أن "مزاعم الحكومة السورية أنها تتخذ كل الإجراءات لحماية السكان المدنيين سخيفة على نحو واضح".
و نقلت وكالة الأنباء الفرنسية قوله: "هذا الشهر، وصف الأمين العام للأمم المتحدة الغوطة الشرقية بأنها جحيم على الأرض. في الشهر المقبل أو الذي يليه، سيواجه الناس في مكان آخر نهاية العالم، نهاية متعمدة، مخططاً لها وينفذها أفراد يعملون لحساب الحكومة، بدعم مطلق على ما يبدو من بعض حلفائهم الأجانب".
"الخروج الآمن"
وعلى صعيد آخر، نقلت وكالات أنباء روسية عن وزارة الدفاع قولها، الأربعاء، إن بعض مقاتلي المعارضة المتحصنين في منطقة الغوطة الشرقية السورية مستعدون لقبول عرض روسي بمغادرة المنطقة مع أسرهم.
وكانت موسكو عرضت خروجا آمنا لمقاتلي المعارضة مع أسرهم وأسلحتهم مقابل منحهم حصانة.
وتسيطر المعارضة على الجيب الواقع على أطراف دمشق، بينما تحاصره قوات الأسد.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الأربعاء، أن النظام السوري أرسل تعزيزات للمشاركة في معركة الغوطة الشرقية، لافتاً إلى أن 700 مقاتل على الأقل من القوات الموالية للأسد وصلوا إلى الخطوط الأمامية في المنطقة.
وأضاف أن قوات الأسد سيطرت على نحو 45 % من الأراضي في الأيام الأخيرة.
وتعد غوطة دمشق الشرقية، التي يبلغ سكانها 400 ألف نسمة، من المناطق الأكثر دموية في تاريخ الأزمة السورية التي تمضي نحو عامها السابع.
ومنذ الـ 18 من فبراير/ شباط الماضي، يُطلق النظام السوري وحلفاؤه تصعيدا عسكريا ضد الغوطة، التي تعد أبرز مناطق المعارضة في دمشق.