الغوطة الشرقية.. قتل متواصل وعرض روسي بـ"خروج آمن"
موسكو عرضت على فصائل المعارضة خروجا آمنا للمقاتلين وأسرهم وأسلحتهم الشخصية وحصانة من الملاحقة القضائية.
استهدف قصف جوي لقوات النظام السوري، خلال الليل وصباح الثلاثاء، الغوطة الشرقية المحاصرة، وفق ما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتقلصت مساحة المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة في أقرب معاقلها للعاصمة السورية دمشق، بعد ما يزيد على أسبوعين من القصف الجوي والمدفعي والتقدم البري لقوات النظام رغم إقرار هدنة أممية.
- سوريا.. استمرار القصف يمنع وصول المساعدات الإنسانية للغوطة
- الغوطة الشرقية.. قبضة "الأسد" تحرم المدنيين من العلاج
الدمار متواصل
في مدينة دوما، أبرز مدن الغوطة الشرقية، والتي تعرضت لقصف جوي، صباح الثلاثاء، طغى الدمار على المشهد، فعلى جانبي الطرقات تحولت أبنية إلى جبال من الركام.
ولا يختلف الأمر في بلدة حمورية، وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية، التي تشير إلى أن القصف يتركز خلال ساعات الليل، ولا يخرج سوى بضعة مواطنين من الأقبية خلال النهار لتفقد ممتلكاتهم.
بدوره، قال مدير المرصد السوري، رامي عبدالرحمن، لوكالة الأنباء الفرنسية: "استهدف القصف الجوي ليلاً بلدتي سقبا وحمورية".
وأضاف مدير المرصد السوري أن "10 غارات استهدفت صباحاً بلدة جسرين، كما تعرضت مدينة دوما لقصف جوي".
وأسفر القصف الجوي على جسرين عن مقتل "9 مدنيين وإصابة أكثر من 40 آخرين بجروح".
وكان المرصد أفاد ليلاً بوجود 18 حالة اختناق بعد قصف لقوات النظام استهدف حمورية، من دون أن يتمكن من تحديد الأسباب، فيما اتهم ناشطون معارضون الجيش السوري باستخدام الغازات السامة.
وارتفعت حصيلة القتلى منذ بدء التصعيد على الغوطة الشرقية في 18 فبراير/ شباط الماضي إلى أكثر 780 من قتيلاً مدنياً، بينهم أكثر من 170 طفلاً.
حال المدنيين
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادرها في دوما أن بعض المدنيين يستغلون فترات الهدوء لنقل الحاجيات من منازلهم إلى الأقبية التي لجأوا اليها، وآخرين يجمعون أثاث المنازل الذي تكسر جراء القصف لاستخدامه للتدفئة أو الطبخ أو حتى لبيعه للأغراض ذاتها.
كما تفتح بعض المحال أبوابها، خصوصاً خلال ساعات الهدنة اليومية المؤقتة، لبيع ما تبقى من بضائع لديها، ومنها الخضار الذي يقتصر حالياً على أنوع قليلة مثل البصل والبقدونس.
وفي المستشفيات، مشاهد تتكرر يومياً لجرحى يتلقون العلاج بعد إصابتهم بالقصف.. أطفال يستلقون على الأسرة يبكون، وأهالٍ يعانقون أبناءهم لطمأنتهم، ومنهم من يبكي على من فقدهم.
وإلى جانب الحملة الجوية العنيفة المستمرة منذ أكثر من أسبوعين، يشنّ جيش النظام السوري هجوماً برياً ازدادت وتيرته تدريجاً، وتركز على الجبهة الشرقية.
وذلك يأتي بالتزامن مع هدنة أعلنت عنها روسيا وبدأت قبل أسبوع، وتسري يومياً لـ5 ساعات فقط.
ويُفتح خلالها ممر عند معبر الوافدين، شمال شرق مدينة دوما لخروج المدنيين.
وبات الجيش السوري يسيطر على 40 في المئة من هذه المنطقة المحاصرة، بعدما سيطر ليلاً على بلدة المحمدية.
عرض بـ"خروج آمن"
وتتركز الاشتباكات حالياً على أطراف بلدات بين سوى والأشعري (وسط) وافتريس (جنوب) والريحان (شمال شرق).
ويعود التقدم السريع، وفق مراقبين، إلى أن العمليات العسكرية تدور في منطقة زراعية ذات كثافة سكانية منخفضة، وهي تهدف إلى تقسيم الغوطة الشرقية إلى جزئين شمالي حيث تقع مدينة دوما، وجنوبي حيث مدينة حمورية.
من ناحية أخرى، أفادت وكالة أنباء رويترز بأن الجيش الروسي عرض على مقاتلي المعارضة في منطقة الغوطة الشرقية السورية الخروج الآمن لهم ولأسرهم من الجيب المحاصر.
وذكر الجيش الروسي، في بيان، أنه سيوفر الانتقالات وممرا آمنا لمقاتلي المعارضة الذين يوافقون على المغادرة كما سيضمن لهم الحصانة من الملاحقة القضائية.
وجاء في البيان أنه يمكن لمقاتلي المعارضة الذين سيغادرون المنطقة مع أسرهم أخذ أسلحتهم الشخصية معهم.
واتهمت جماعة فيلق الرحمن السورية المعارضة روسيا بالسعي لإجبار سكان الغوطة الشرقية، المحاصرة والخاضعة لسيطرة المعارضة، على النزوح.
وقال وائل علوان، المتحدث باسم الجماعة، لوكالة رويترز، الثلاثاء، إن موسكو تصر على التصعيد العسكري وتفرض التهجير القسري.
aXA6IDE4LjExOC4xMjYuNDQg جزيرة ام اند امز