أهوال الغوطة الشرقية.. مصور سوري يلتقط آثار الغارات الجوية
مصور سوري يقول إن معظم المصابين الذين وثق حالاتهم كانوا يعتقدون أنهم آمنون داخل منازلهم.
على مدار الخمس سنوات الماضية، التقط المصور السوري محمد بدرة صور الموت والدمار التي لحقت بمدينته الدوما السورية، لكنه لم يرَ شيئاً مماثلاً لما يحدث في الغوطة الشرقية.
يقول بدره عبر بريد إلكتروني لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن ما يحدث في الغوطة يتخطى أي شيء شهده، وإنه كانت هناك تفجيرات متواصلة.
- قصص مؤلمة من الغوطة الشرقية.. أشباح آدمية بلا غذاء أو دواء
- عالقون في الغوطة: الحياة توقفت والأطفال ينتظرون الموت
كثف نظام الأسد منذ 18 فبراير تفجيراته للدوما وغيرها من المدن الموجودة في الغوطة الشرقية، أحد أكبر المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، وطبقاً لمنظمة الأمم المتحدة قتل أكثر من 580 شخصاً وأصيب حتى الآن أكثر من 1000 آخرين.
الصور التي التقطها بدرة للمنطقة تدمي القلوب؛ فبين القتلى هناك كثير من المدنيين وبينهم أطفال.
ويضيف بدرة الذي يحاول مساعدة أي شخص: "أقترب منهم، أشاهد بكاءهم، أتمنى من الله ألا يكونوا يتألمون كثيراً. إنهم خائفون جداً طوال الوقت. ألتقط صورهم بعد معاينة الطبيب لهم وبدء علاجهم".
وجّه مسؤولو الأمم المتحدة اتهامات للنظام السوري المدعوم من روسيا بتنفيذ عمليات قصف عشوائي في الغوطة الشرقية، ويصر النظام على أن عمليات القصف تستهدف الإرهابيين.
يعيش نحو 400 ألف شخص هناك، وحاول كثيرون العثور على الأمان في الملاجئ المؤقتة الموجودة تحت الأرض، لكن بدرة غير متأكد من وجود طريقة لضمان سلامة أحد، ويقول إن معظم المصابين الذين وثق حالاتهم كانوا يعتقدون أنهم آمنون داخل منازلهم.
ويضيف: "هذه التفجيرات بلا رحمة، أسأل نفسي هل نعيش على الجبهة؟ ربما في ساحة حرب؛ فالغارات الجوية ترى كل شيء وكأنه جبهة وهدف".
ويقول: "سيارات الإسعاف والفرق الطبية تفقد قدرتها على مساعدة الناس بعد التفجيرات؛ لأنهم بمجرد وصولهم إلى مكان تعرض لتفجير يتم استهداف مكان آخر".
وطبقاً لبدره، ما يعقد الأمور هو نقص المعدات الطبية والكهرباء، وعدم وجود فرق إنقاذ من الأساس.
ويتابع: "دائماً ما أفكر في الضحايا الذين أصيبوا وينزفون ولا يمكن لأحد سماعهم أو معرفة مكانهم".
كان بدرة في عامه الجامعي الثالث يدرس كي يصبح مهندساً عندما اندلعت الحرب في بلده عام 2011، فترك دراسته وعمل مع الهلال الأحمر العربي السوري لمساعدة الناس.
بدأ بدرة التقاط الصور عام 2012 لصالح كثير من وكالات الأنباء قبل أن يصبح عضواً بالوكالة الأوروبية للصور الصحفية.
ويأمل في أن توثيق الأهوال من حوله ربما يمكنه من المساعدة في إنقاذ الناس.
وقال بدره لمجلة "تايم" الأمريكية: "ربما يمكن لصورة واحدة المساعدة في وقف الحرب".
لا يزال بدرة يأمل في أن يصبح مهندساً يوماً ما إلى جانب مواصلته التقاط الصور، لكن من الصعب التخطيط للمستقبل مع سقوط القنابل حوله يومياً.
ويضيف: "الحرب غيرت كل شيء. مستقبلي هنا هو يوم غداً، لا يمكنني التخيل أو التفكير أبعد من ذلك".
aXA6IDE4LjExNi4xNC4xMiA=
جزيرة ام اند امز