بعد حصار 5 سنوات.. مساعدات الغوطة "هشيم تذروه الرياح"
عضوان بهيئة التفاوض السورية قالا لـ"العين الإخبارية": إن النظام السوري لم يسمح بدخول المساعدات، هدفا في تفريغ الغوطة الشرقية من سكانها.
بعد حصار فرض عليها منذ عام 2013، راود سكان غوطة دمشق الشرقية بعض الأمل بدخول قافلة مساعدات إنسانية أمس، لكن أجواء التفاؤل لم تستمر طويلا؛ حيث لم يدخل سوى قليل من تلك المساعدات، بحسب عضوين في هيئة التفاوض السورية.
معارضان: أنَّى للمساعدات والقصف مستمر؟!
وفي تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، قال فراس الخالدي، عضو هيئة التفاوض ورئيس منصة القاهرة، إن المساعدات التي كان من المقرر أن تدخل الغوطة الشرقية أمس لم يدخل إلا قليل منها.
وانتقد الخالدي منع النظام والروس لدخول المساعدات لسكان الغوطة المدنيين؛ خاصة مع دخول الحصار المفروض عليهم من قبل الرئيس السوري بشار الأسد عامه الخامس.
ولم يبدِ الخالدي تفاؤلا إزاء الأنباء التي أعلنها مركز حميميم الروسي للمصالحة في سوريا، والتي تفيد بدخول مساعدات إنسانية تالية الخميس المقبل، متابعا أن الروس والنظام يقولان أنباء مغايرة للواقع.
وفي السياق ذاته، كشف قاسم الخطيب، عضو هيئة التفاوض، أن قوافل المساعدات التي توجهت أمس إلى الغوطة الشرقية لم يتم السماح بدخولها كلها، وأن النظام السوري والمليشيات التابعة له استولوا على بعض منها.
وتساءل الخطيب حول الوقت الذي يمكن أن تدخل فيه المساعدات مع استمرار قصف النظام للغوطة، مضيفا أن موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية يعانون القيام بمساعدة المدنيين مع تواصل القصف.
وفي تصريحات لـ"العين الإخبارية"، وأوضح الخطيب أن النظام والمليشيات الإيرانية التابعة له يسعون لإفراغ غوطة دمشق الشرقية من سكانها، في عمليات مستمرة من التغيير الديمغرافي، لخدمة المشروع الإيراني بالسيطرة على العاصمة دمشق ونواحيها، لتسهيل الطريق إلى العاصمة اللبنانية بيروت.
النظام لم يسمح بدخول المواد الطبية
وقالت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في سوريا ليندا توم، إن قافلة مساعدات دولية، تضم 47 شاحنة، تابعة للأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري، دخلت الغوطة الشرقية، أمس الإثنين.
وأفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بأن القافلة، التي تعد الأولى منذ تصعيد النظام ضد الغوطة، تنقل مواد غذائية وصحية، مضيفا أن قوات النظام لم تسمح بإدخال العديد من المواد الطبية الضرورية.
وأوضحت ليندا توم أنه جرى إبلاغ الأمم المتحدة وشركائها بأنه لم يُسمح بتحميل الكثير من المواد الصحية التي كان من المفترض إرسالها إلى دوما، أبرز مدن الغوطة المحاصرة، كما لم يُسمح باستبدالها بمواد حيوية أخرى.
من ناحية أخرى، أعلن المركز الروسي للمصالحة في سوريا، اليوم، أن قافلة المساعدات الإنسانية الثانية ستدخل الغوطة الشرقية، الخميس المقبل.
الغوطة.. جحيم على الأرض
وتعد غوطة دمشق الشرقية، التي يبلغ سكانها 400 ألف نسمة، من المناطق الأكثر دموية في تاريخ الأزمة السورية التي قاربت عامها السابع.
ومنذ يوم 18 فبراير/ شباط الماضي، يُطلق النظام السوري وحلفاؤه تصعيدا عسكريا ضد الغوطة، التي تعد أبرز مناطق المعارضة في دمشق.
وادي التصعيد العسكري إلى وقوع نحو 700 قتيلا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأمام ذلك التصعيد، وافق مجلس الأمن بالإجماع، في 24 فبراير/ شباط الماضي، على قرار كويتي – سويدي لوقف إطلاق النار من جميع الأطراف في عموم سوريا لمدة 30 يوما.
ولم يدخل ذلك القرار حيز التنفيذ، حتى الآن، واكتفت روسيا، داعم الأسد، في 26 فبراير/شباط الماضي، بإعلان هدنة يومية لمدة 5 ساعات في الغوطة الشرقية.
مراقبون أوضحوا أن النظام لم يلتزم حتى بالهدنة الروسية ويقصف المدنيين، في حين يرد النظام والروس أن القصف يطال فقط التنظيمات الإرهابية.
الأمر الذي دفع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس لوصف الوضع في غوطة دمشق الشرقية بـ"الجحيم على الأرض".
aXA6IDEzLjU5Ljk1LjE3MCA= جزيرة ام اند امز