باحثون: وحيد القرن والرنة أمل إنقاذ البشرية من الاحتباس الحراري
التوازن الغذائي للحياة البرية بالاعتماد على حماية وحيد القرن والرنة من مخاطر الانقراض والصيد يساعد على حماية المناطق العشبية والغابات.
كشف باحثون بجامعات في أوروبا وأستراليا عن أن الحيوانات البرية المعرضة للانقراض، مثل وحيد القرن والرنة، تمثل أملا لحماية البشرية من كارثة الاحتباس الحراري.
وأوضح الباحثون، بحسب مجلة "ساينس" الأمريكية الشهيرة، أن التوازن الغذائي للحياة البرية بالاعتماد على حماية وحيد القرن والرنة من مخاطر الانقراض والصيد يساعد على حماية المناطق العشبية والغابات والسهول الجليدية القطبية من التعرض لحرائق كارثية وغيرها من التهديدات المرتبطة بظاهرة الاحتباس الحراري.
وقال جينز كريستيان سفينينج العالم البيئي بجامعة "آرهوس" في الدنمارك، إن "عودة الحياة البرية يقدم حلولا لبعض المشكلات المهمة الناتجة عن ظاهرة التغير المناخي".
وأكد نفس النتيجة باحثون آخرون بجامعة "تسمانيا" بأستراليا، معتبرين أن إعادة الحياة البرية يعد في صالح استعادة التوازن المناخي.
واكتشف الباحثون أن إعادة الماشية كبيرة الحجم إلى البراري من الممكن أن يكون إجراء كافيا وفعالا للسيطرة على ارتفاع معدلات الحرائق، حيث أصبح موسم الحرائق أطول بـ25% مما كان عليه الوضع قبل 30 عاما.
وأكدوا أن الحيوانات آكلة العشب ساعدت على تقليل الحرائق عن طريق تقليب التربة التي تحتوي على مواد قابلة للاشتعال.
وأوضحوا أنهم توصلوا إلى هذه النتيجة بعد دراسات استندت لمعلومات وبيانات عن 14 منطقة برية قديمة، يرجع عمرها إلى آلاف السنوات، وأظهرت أن نصف هذه المناطق شهدت زيادة في معدل الحرائق وتغير في طبيعة الحياة النباتية بها، بعد اختفاء تلك الحيوانات آكلة العشب منها.
كما أجرى الباحثون دراسات أخرى على مناطق برية معاصرة، بينها متنزه "هالوهالوي امفلوزي" بجنوب أفريقيا والذي يرجع عمره إلى 100 عام.
ووجدوا أن حرائق هائلة اندلعت بمعدلات أكبر بعدما قام القائمون على هذا المتنزه بإعدام حيوانات، كوحيد القرن الأبيض والحمار الوحشي والجاموس الوحشي والظباء، بهدف مكافحة ذبابة تسي تسي الضارة.
واكتشفوا أن الحرائق كانت تندلع في 10 هكتارات فقط عندما كان حيوان وحيد القرن موجودا بهذا المكان، إلا أن مساحة الحرائق قد اتسعت لتغطي 500 هكتار بعد اختفاء وحيد القرن.
وفي السياق نفسه، توصلت دراسات أخرى إلى أن الحيوانات آكلة العشب من الممكن أن تساعد في الحفاظ على السهول الجليدية في القطب الشمالي وعلى الجبال الشاهقة، عبر تغذيها على النباتات والشجيرات الصغيرة التي نمت بفعل ارتفاع درجات الحرارة في هذه المنطقة.
وأشارت الدراسات إلى ضرورة التخلص من هذه النباتات والشجيرات الصغيرة الدخيلة على هذه البيئة، حيث تمتص الحرارة وتحجز طبقة من الجليد وتعزل بدورها الأرض لتبقيها دافئة، ما يؤدي إلى ذوبان التربة وإطلاق المزيد من الكربون وغيره من الغازات التي تسهم في ارتفاع درجة الحرارة.
وبحسب جون أولوفسون، أستاذ العلوم البيئية بجامعة "أوميو" بالسويد وإريك بوست من جامعة كاليفورنيا، فإن إدخال أعداد كبيرة من الحيوانات آكلة العشب كالرنة إلى هذه السهول لتتغذى على هذه الشجيرات قد يساعد في إيقاف هذه الكارثة.
وطالب الباحثون بضرورة إعادة التفكير في عمليات الصيد الحالية لتوفير أعداد أكبر وأكثر تنوعا من هذه القطعان.
وقال ألوفسون: "إن استعادة الحياة البرية قد تكون واحدة من السبل القليلة التي يمكن أن يستغلها الإنسان للحد من الاحتباس الحراري أو على الأقل من عواقبه".
aXA6IDMuMTQ1LjUwLjcxIA== جزيرة ام اند امز