مجالس المستقبل العالمية.. فرصة لتعزيز التعاون ومواجهة التحديات
جولي بيشوب، وزيرة الخارجية الأسترالية السابقة، تطالب بوضع إطار عمل مشترك لمواجهة بعض التحديات كالتغير المناخي وتزايد أعداد اللاجئين
أكد المشاركون في الجلسة الافتتاحية للاجتماعات السنوية لمجالس المستقبل العالمية، التي عقدت بعنوان "العولمة 4.0"، أن العولمة وما أفرزته من نماذج اقتصادية واجتماعية جديدة، تقدم فرصة ذهبية لدول العالم لتوحيد الجهود ووضع أطر عمل موحدة لمواجهة التحديات الجيوسياسية والاقتصادية والمناخية، وإيجاد منظومة عمل مشتركة لتطويع تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة، والذكاء الاصطناعي نحو إيجاد مستقبل أفضل للبشرية.
وانطلقت أعمال الدورة الثالثة للاجتماعات السنوية لمجالس المستقبل العالمية، الأحد في دبي، لتستشرف ضمن 38 مجلساً مستقبل القطاعات الحيوية الأكثر تأثيراً بحياة الإنسان مستقبلاً، يشارك في الاجتماعات السنوية لمجالس المستقبل العالمية، التي تعقد على مدى يومين، أكثر من 700 مستشرف وخبير ومسؤول من 70 دولة حول العالم.
وقالت جولي بيشوب، وزيرة الخارجية الأسترالية السابقة عضو مجلس النواب الأسترالي، خلال حديثها في الجلسة، إن اليوم وبعد مرور 100 عام على نهاية الحرب العالمية الأولى تضع العولمة 4.0 والتقنيات الذكية المنبثقة عن الثورة الصناعية الرابعة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، منظومة جديدة للبشرية لها الكثير من التحديات والفرص.
ونوهت بأنه ولتجاوز هذه التحديات واستثمار الفرص يجب وضع إطار عمل مشترك يجمع دول العالم لمواجهة بعض التحديات المشتركة، كالتغير المناخي وتزايد أعداد اللاجئين حول العالم.
وأشارت إلى أن مؤسسات المجتمع الدولي كالأمم المتحدة والناتو وغيرها يجب أن تعمل بشكل مشترك لمواجهة هذه التحديات، مدعومة بإرادة قوية من كافة شعوب العالم، ومدفوعة بإيمان مشترك بأن تخطي هذه العقبات والتحديات التي تقف في وجه تقدم الإنسانية هو تحقيق مصلحة مشتركة لنا جميعاً.
وأكدت بيشوب أنه في عصر العولمة 4.0 وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي على مستوى عالمي، هناك فرصة مثالية لتوحيد الرؤى والأفكار لوضع سياسات عامة قائمة على الأدلة لمواجهة التحديات العالمية، كما أن هناك منصة لإشراك الجمهور في عملية صنع القرار، الأمر الذي ينتج عنه ديمقراطية في إيجاد قوانين موحدة ودليل عام للتصدي لهذه القضايا التي تهم الجميع.
من جانبها أكدت سوزانا مالكورا، وزيرة الخارجية الأرجنتينية السابقة، أن هناك حاجة ملحة إلى تغيير كيفية تعاطي المجتمع الدولي مع التحديات العالمية التي تحيط بنا، في ظل عصر العولمة الجديد، مشددة على أنه يجب وضع سياسات دامجة لضم جميع الأفراد إلى قطاعات المجتمع ومؤسساته، ومواءمة الجهود للتصدي لضغوط نابعة عن تحديات مناخية واقتصادية واجتماعية، مشيرة إلى أنه قد تكون هذه التقلبات التي يشهدها العالم هي بداية بصيص الأمل لـ"نهضة" جديدة للبشرية.
وأشارت إلى أن الوتيرة المتسارعة للتغيرات التكنولوجية والتي حولت المستقبل إلى اليوم، تفرض علينا جميعاً توحيد الرؤى والجهود لاستشراف المستقبل والاستفادة من فرصه، ولتحقيق ذلك يجب إيجاد سياسات داخلية دامجة لوضع جميع الأفراد في منظومة عمل مشتركة مع صناع القرار، وعلاوة على ذلك يجب أن تكون هناك رغبة مشتركة لتفعيل دور مؤسسات المجتمع الدولي على كافة الصعد، في مواجهة التحديات العالمية.
وفي السياق ذاته، شدد مروسلاف لاتشاك، وزير الخارجية والشؤون الأوروبية في جمهورية سلوفاكيا، بأنه يجب ألا نلقي اللوم في التحديات التي تحيط بالإنسانية على مؤسسات المجتمع الدولي، فهذه التحديات لها طبيعة عالمية، ولا يمكن التصدي لها من قبل مؤسسة أو دولة واحدة، بل هي في حاجة إلى منظومة عمل مشتركة تجمع كافة الشعوب والأمم، منوهاً بأنه في عصر العولمة 4.0 يمكن تطبيق ذلك.
وأكد لاتشاك أنه في ظل التغيرات الحاصلة على مستوى عالمي يجب تفعيل دور الأمم المتحدة ومنظماتها المختلفة في إيحاد حلول عملية مشتركة لمواجهة التحديات العالمية، وهذا يتطلب تفعيل دور الاتحاد الأوروبي أيضاً، والعديد من المؤسسات الدولية لإيجاد إطار عمل مشترك لصناع القرار والسياسيين حول العالم، واستيعاب المزيد من الأفراد داخل منظومة صنع القرار، منوهاً بأنه من المتوقع في عام 2050 أن يصل التعداد السكاني العالمي إلى 10 مليارات، وهذه قضية تفرض معطيات جديدة على الساحة الدولية.
وقال ويليام بيرنز، رئيس منظمة كارنيجي للسلام الدولي، إنه في ظل هذا العصر الجديد من العولمة، هناك قلق من التحديات الجديدة التي قد تفرزها، لكن هناك فرصة سانحة في ظل بروز العديد من القوى العالمية الجديدة، والاقتصادات الناشئة، والتي لديها القدرة على الاستفادة من تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي في العديد من المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتخفيض المخاطر المرتبطة بهذه التكنولوجيا، لكن هناك حاجة ملحة إلى تسريع وتيرة مواجهة التحديات الناجمة عن التقنيات التكنولوجية، وتوقع أن تكون العملة المستقبلية العالمية الاستثمار في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية، إلى جانب الاستثمار في التعليم وصنع القيادات المستقبلية.
وقدمت يوريكو كاواجوتشي، الأستاذة في معهد ميجي للشؤون الدولية، مقارنة بين السياسات الخارجية والداخلية للدول، مبينة بأن السياسات الداخلية هي على قدر أعلى من الأهمية من جانب مواجهة التحديات والمتغيرات التكنولوجية والمساهمة بقوة في تنمية المجتمعات، والتغلب على التحديات التي أفرزتها الثورة الصناعية الرابعة، كتحديات الأمن السيبراني، الذي يجب إيجاد إطار عمل مشترك للتغلب على تحدياته.
aXA6IDMuMTUuMTcuNjAg
جزيرة ام اند امز